فلسطين أون لاين

​تحليل: كسر الحصار إنجاز مهم لمسيرات العودة

...
كسر الحصار إنجاز لأحد الأهداف الرئيسة لمسيرات العودة
غزة/ أدهم الشريف:

قال محللان سياسيان: إن مسيرات العودة الكبرى حققت إنجازًا مهمًّا يتمثل بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد على 12 سنة، وتحسين الظروف المعيشية تدريجيًا بعد جهود بذلتها أطراف عربية والأمم المتحدة.

وكانت المسيرات انطلقت في 30 مارس/ آذار الماضي، اليوم الذي أحيا فيه الفلسطينيون الذكرى الـ42 ليوم الأرض. واستخدم جيش الاحتلال القوة المميتة في قمع المتظاهرين فقتل أكثر من 200 مدني بينهم نساء وأطفال، وأصاب ما يزيد على 20 ألفًا آخرين.

وقال الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، إن كسر الحصار إنجاز لأحد الأهداف الرئيسة لمسيرات العودة التي انطلقت بفكرة تكتيكية والآن تنتقل إلى الفكر الإستراتيجي في التعامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف سويرجو لـ"فلسطين"، أن المسيرات حققت الهدف التكتيكي لها، وهو رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة، وسيبقى الهدف الإستراتيجي متمثلًا بعدم تنازل الشعب الفلسطيني عن حقّ العودة إلى قراه ومدنه التي هجر منها قسرًا.

ونبَّه إلى أن ذلك يستدعي استمرار المسيرات بطابعها السلمي قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة سنة 48، والعمل على تقليل نسبة الخسائر في صفوف المشاركين، ودعم كل من شارك وتضرر بنيران جنود الاحتلال.

ورأى سويرجو أن المسيرات تتمسك بهدفها السامي الذي انطلقت من أجله تحت شعار العودة، والتمسك بقرار 194 الأممي، كجسر يربط بين حقنا في فلسطين التاريخية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

والقرار الأممي الصادر في 11 ديسمبر/ كانون الأول 1948، ينص على "إنشاء لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة وتقرير وضع القدس في نظام دولي دائم وتقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم في سبيل تعديل الأوضاع بحيث تؤدي إلى تحقيق السلام في فلسطين في المستقبل".

ونبَّه سويرجو إلى أن الاستهداف الأمريكي الإسرائيلي للقضية الفلسطينية، لن يسقط بمجرد استمرار المسيرات لأشهر، وإنما يحتاج إلى نضال لسنوات، داعيًا إلى اعتبار المسيرات سلاحًا إستراتيجيًّا في يد الفلسطينيين لإحداث الضغط على الاحتلال.

ومن إنجازات مسيرات العودة أيضًا، كما يقول سويرجو، توحيد الشعب الفلسطيني تحت راية فلسطين، وأعادت الهيبة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.

وتزامن انطلاق المسيرات مع قرارات اتخذها رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، في نهاية العام الماضي، وقرارات أخرى تتعلق بوقف تمويل بلاده لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن مسيرات العودة اختراع مهم جدًّا، واشتبكت سلميًا مع جنود الاحتلال المدججين بالأسلحة في وقت ينظر الجميع لغزة على أنها "خزان بارود، ولا تجيد التعامل مع الاحتلال إلا بالبارود".

لكن الآلاف خرجوا بمسيرات شعبية سلمية، شرق وشمال قطاع غزة الذي لا يشهد احتكاكًا مع مستوطنين أو جنود إسرائيليين كما يجري في الضفة الغربية المحتلة، ولذلك كانت اختراعًا مهمًا، وفقًا لما تحدث به عوكل لـ"فلسطين".

وأشار إلى أنه كان من المأمول أن تمتد المسيرات إلى الضفة الغربية وأراضي الـ48 المحتلة وكذلك الشتات، ولو حدث ذلك لكانت الأهداف أكبر.

وأكد عوكل أهمية ما توصلت إليه المسيرات من كسر الحصار، وتساءل: لماذا تريد (إسرائيل) ذلك؟ وأضاف: "الاحتلال يريد فصل غزة عن الضفة، وصفقة القرن تسعى وراء دولة بغزة"، عادًّا أن هذا لا يمنع الغزِّيين من القتال من أجل رفع الحصار.

ويأمل الكاتب والمحلل السياسي، أن يعزز رفع الحصار عن غزة الوحدة الوطنية، والمجابهة الفلسطينية المشتركة المطلوبة ضد "صفقة القرن"، وإفشال مخططات الاحتلال، مشيرًا إلى أن الجميع يعرف مخاطر فصل غزة عن الضفة.

ونبَّه عوكل إلى عدم وجود ثمن سياسي مقابل كسر الحصار عن غزة، لكنه أبدى خشيته من ثمن سياسي مؤجل تريد (إسرائيل) من الشعب الفلسطيني دفعه لاحقًا، وهنا يقع على عاتق هذا الشعب مسؤولية إفشال "صفقة القرن"، ومخططات تصفية القضية، وفق تقديره.

وأكد أن العودة للأراضي المحتلة تتعلق بالصراع المفتوح مع الاحتلال على الأرض المحتلة، لكون عودة اللاجئين جزءًا من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، منبهًا إلى ضرورة استمرار مسيرات العودة كون الحصار لم يرفع مئة بالمئة، ولم ينتهِ بعدُ الصراع المفتوح على الأرض والحقوق الفلسطينية.