فلسطين أون لاين

​أكد أن "أونروا" ستبدأ العام القادم بعجز مالي كبير

مشعشع: أموال التعهدات لم تصل ويصعب توفير الراتب القادم

...
ميزانية "أونروا" في العام تبلغ مليارا و200 مليون دولار
القدس المحتلة – غزة/ يحيى اليعقوبي:

قال الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، سامي مشعشع: إن الوكالة الأممية تعاني من أزمة سيولة صعبة ستكون ماثلة في رواتب الشهر القادم جراء عدم وصول كثير من التعهدات المالية الدولية.

وأوضح مشعشع في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن وكالة "أونروا" تعقد اجتماعات مكثفة مع العديد من الدول لاجتياز العام دون "أي بلبلة" في صرف رواتب الموظفين، والخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين.

وأشار إلى أن الوكالة استطاعت تخفيض قيمة العجز المالي إلى 64 مليون دولار، وأمامها شهران كي توفر هذا المبلغ، منبهًا إلى أنها تعمل بجد لإيجاد أموال تغطي قيمة العجز المتبقي، بالإضافة لحث الدول المتعهدة على تسريع إرسال الأموال للبنوك.

وذكر أن التحدي الأكبر أمام الوكالة سيكون بداية عام 2019م ، كون الإدارة الأمريكية اتخذت قرارا نهائيًا بعدم تقديم مساعدات لـ"أونروا"، ما يعني أنها ستبدأ العام الجديد بعجز مالي كبير.

وبين أن "أونروا" بدأت العام الحالي بعجز وصل إلى نصف مليار دولار، بعد قرار واشنطن إيقاف المساعدات المالية البالغة 360 مليون دولار، ما أثر على الخدمات كمًّا وكيفًا، خاصة الخدمات الطارئة في قطاع غزة وسوريا.

وكانت الإدارة الأمريكية قد خفّضت مطلع العام الجاري مساعداتها المالية لوكالة "أونروا"، قبل أن تعلن نهاية شهر أغسطس/آب الماضي عن وقف مساعداتها كليا، وهو ما تسبب بأزمة مالية كبيرة للوكالة الأممية.

آليات جديدة

وبشأن خطوات الوكالة الأممية لتعويض العجز المالي، أكد مشعشع أن "أونروا" عملت على مدار 10 أشهر ماضية، لمحاولة إيجاد آلية تمويلية جديدة لتعويض الفاقد، عبر حث دول العالم لا سيما العربية على رفع مستوى تبرعاتها، فضلا عن الدخول لعالم التبرعات الإسلامية والقطاع الخاص، والقوى العظمى كالصين بأن ترتقي بنسبة تبرعاتها.

وبين أن الخطوات السابقة تتم بمسارات متعددة، من خلال تطوير علاقاتها مع الدول المتبرعة التقليدية، والمجموعة الأوروبية (ثاني أكبر متبرع لأونروا) والدخول باتفاقيات مستمرة معها للحفاظ على الثبات المالي، كما فعلت السويد وألمانيا التي تعهدت بإرسال أموال لأعوام عدة، مشيرًا إلى أن هذه الدول تقدم مساعداتها من منطلق مهمة إنسانية وهي تختلف برؤيتها عن الإدارة الأمريكية.

وذكر أن الوكالة تريد أن ترتقي الدول العربية بتبرعاتها، حيث قدمت كل من قطر والإمارات والسعودية مساعدات مالية – لأول مرة هذا العام – على بند الميزانية العادية بقيمة 50 مليون دولار لكل منها، بعدما كانت تقدم في السابق مساعداتها على بند ميزانية الطوارئ، بالإضافة لما قدمته الكويت بقيمة 42 مليون دولار.

وأضاف: "لا نريد أن تكون المساعدات على بند الميزانية العادية لمرة واحدة، بل نريد أن تتكرر، من خلال وضع آليات واضحة متعددة السنوات"، لافتا إلى سعي الوكالة لتطوير علاقتها مع جنوب أفريقيا، والهند التي بلغت تبرعاتها هذا العام خمسة ملايين دولار، كأعلى قيمة تبرعات تقدمها.

وأشار إلى وجود توجهات من الوكالة لجمع تبرعات من الدول الإسلامية عبر منظمة التعاون الإسلامي، وأهمها السعي لإنشاء وقفية خاصة بالوكالة بالتنسيق مع الصندوق الإسلامي للتنمية بجدة، وخلق صندوق للوكالة عبر البنك الدولي لدعم ميزانية الطوارئ، لتعويض الفاقد الأمريكي، فضلا عن تنويع مصادر التمويل وخلق ثبات مالي للمحافظة على الثبات البرامجي.

وعن حجم الأموال المتوفرة لدى "أونروا"، قال مشعشع: إنها "بالكاد استطاعت بدء العالم الدراسي، لأن الأموال لم تكن متوفرة والمؤشرات غير مطمئنة، لكن بسبب الجهود التي بذلت استطاعت الوكالة بدء العام، دون قطع راتب أي موظف في جميع أقاليم الوكالة الخمسة"، مؤكدًا أن "أونروا" مستمرة بتقديم الخدمات بالرغم من شح الموارد المالية.

ولفت إلى أن ميزانية "أونروا" في العام تبلغ مليارا و200 مليون دولار، وبدأت العام الحالي بعجز وصل لنصف المبلغ السابق، لكنها استطاعت تخفيضه إلى 64 مليونا، من خلال مؤتمرات الدول المانحة التي عقدت خلال الأشهر الماضية في روما ونيويورك، بالإضافة للقاءات الثنائية مع جامعة الدول العربية والعديد من الدول، حيث استطاعت الحصول على أموال بقيمة 380 مليون دولار.

وبشأن استثناء الوظائف في غزة عن بقية الأقاليم هذا العام، قال: "إنه بالرغم من أن لدى الوكالة عدد لاجئين مسجلين في الأردن أكثر بكثير من المسجلين في غزة، لكن غزة تحصل على حصة تمويل أكبر من الأردن، وإن هناك سياسة تفضيلية لغزة فيما يخص الخدمات المقدمة" وفق قوله.

وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة.