فلسطين أون لاين

​عبر منصات التواصل الاجتماعي

نشطاء إسرائيليون يغزون المجتمعات العربية بفكر صهيوني

...
محاولات نشطاء الاحتلال لها مخاطر كبيرة على قضية فلسطين
غزة/ نور الدين صالح:

في ظل غفلة الدول العربية وانشغالها بمشاكلها الداخلية، يستغل نشطاء إسرائيليون الاقتتال العربي في غزو المجتمعات العربية بالفكر الصهيوني عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيّما في ظل هرولة قادة عرب نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويأتي دور النشطاء ضمن الدعاية الصهيونية المكملة للدور السياسي الذي يشغله قادة الاحتلال، حيث برز منهم الإعلامي الإسرائيلي "ايدي كوهين"، الذي يحاول ترويج روايات مزيفة عن القضية الفلسطينية خلال الظهور كخبير في التاريخ العربي.

آخر ما غرّد به كوهين على "تويتر": "من باب محاربة الدكتاتوريات العربية تعلن قناة الدكتور ايدي كوهين على يوتيوب نشر أي فضيحة ترسلونها لي سرا، وعلى الملأ، تحت عنوان فضيحة وصلتني من بلاد العرب، وتحت شعار كل يوم فضيحة يا عرب، أرسلوا صورا ووثائق ومستندات وأدلة، سأفتح المجال على الخاص في الأيام المقبلة".

الباحث في قضايا الإعلام السياسي والدعاية الصهيونية حيدر المصدر، يذكر أن الدبلوماسية العامة الإسرائيلية تقوم على مبدأ توزيع الأدوار وتكاملها بطريقة مركزية بين الحكومة وباقي الأذرع المدنية بما فيها صحفيون، ونشطاء مواقع التواصل.

ويُشير المصدر في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن هذا الأمر يدلل على وجود رغبة في الغوص مع الجمهور العربي مباشرة، وكأنها حالة استكمال اجتماعي لخطوات التطبيع السياسي.

ويرى أن منشورات كوهين لها بُعدان، الأول "هزلي ظاهر"، ويندرج في إطار الاستهتار بالقيادات العربية في كونها غير ديمقراطية ومكروهة من شعوبها.

ويوضح المصدر أن البُعد الثاني هو "الخفي" الذي يتعلق برغبة كوهين بقياس درجة تأثير خطوات التطبيع بمختلف أشكالها على الشارع العربي، قائلاً: "يبدو من ردود الجمهور أن حالة الكره لـ(إسرائيل) وجدت نفسها في كراهية كل نظام يتعامل ويتحالف معها".

ويضيف: "إن هذا التصرف يُراد به قياس حجم قبول الجمهور لـ(إسرائيل) في الوطن العربي"، وهو الرأي الأرجح بالنسبة للمصدر، داعيًا الجمهور العربي لعدم التفاعل مع صفحة "كوهين" وغيره من النشطاء، تفادياً لنشوء حالة استقطاب جماهيري مردّها إلى نوعية الطرح المقدم.

ويُشدد على أن محاولات نشطاء الاحتلال لها مخاطر كبيرة على القضية الفلسطينية، لا سيّما أن ارتداداتها ستكون سلبية على كل جسد مقاوم يرفض التطبيع في حال أُقر سياسياً.

وعن إمكانية مواجهة التطبيع، يتابع المصدر "لا مجال لوقف أي تطبيع إلا ببذل مزيد من الدماء كي تظل القضية حاضرة في أذهان الجماهير أو تبنّي سلوك نضالي مؤثر، أو اعتماد دبلوماسية عامة تتصدى للمد الإسرائيلي".

مبادرة فردية

من جهته ذهب المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي برأيه إلى أن مثل هذه التصرفات من "كوهين" وغيره تندرج في إطار المبادرات الفردية، مشيراً إلى أنها ليست غريبة على المجتمع الإسرائيلي.

ويوضح مجلي لصحيفة "فلسطين"، أن كل جهة عادةً تحاول التأثير في الطرف الآخر، مستدركاً: "لكن يجب أن تكون لديهم ثقة بأنفسهم وتاريخهم وثقافتهم وعدم التأثّر بهذا الصحفي وغيره".

ويرى أن هذا النشاط لا يرقى لمستوى التأثير الحقيقي على العرب مهما كانت أشكاله، واصفاً إياه بـ "التافه"، مستبعداً أن يكون نشاط "كوهين" ناتجا عن قرار منظم من قادة الاحتلال، وفق تقديره.

ويشدد على ضرورة "أن يكون العرب حذرين دائماً"، مؤكداً ضرورة عدم الاستسلام لمثل هذه المحاولات، ومرجحاً في الوقت ذاته أن مثل هذه النشطات تندرج في إطار قياس قبول الجمهور العربي.

ويختم مجلي حديثه بالقول: إن (إسرائيل) تفهم أن المشكلة الأساسية تكمن في استمرار احتلالها الأراضي الفلسطينية، وهو ما يُمثل الموقف العربي، وفق قوله.