قائمة الموقع

مسيرة العودة بجمعتها الـ32.. التضحيات لن تذهب هدرًا

2018-11-03T11:56:24+02:00
من فعاليات مسيرات العودة

آلاف المواطنين كانوا يندفعون نحو السياج الفاصل شرق مدينة غزة، كما هو الحال بمخيمات العودة في باقي محافظات القطاع، يرفعون شارة النصر وأعلام فلسطين، يرقبون جني حصاد زرعهم الذي رووه في مسيرة العودة وكسر الحصار بتضحيات جسام، مؤكدين أن تضحياتهم لن تذهب هدرا.

وإن اختفت الإطارات الحارقة كإحدى الأدوات الرئيسة في مسيرات العودة في الجمعة الـ32 "شعبنا سيسقط الوعد المشؤوم" (وعد بلفور)، كانت الرسالة واضحة ينطق بها حجم المشاركين الكبير، رغم ما ساد خلال الأيام الماضية من بث شائعات هدفت للتأثير على مشاركتهم.

"أقصانا ما يتقسم لو مهما كان.. لا شرقي ولا غربي ويبقى العنوان".. على وقع هذه الأناشيد كانت عرافة المسيرات تلهب حماس المشاركين، وإحياء الفنون التراثية كان مشهدا واضحا، بأداء فقرات ومسرحيات فنية مختلفة تحاكي معاناة الشعب الفلسطيني منذ احتلال فلسطين عام 1948م نتيجة وعد "بلفور"، وتظهر صمود الشعب الفلسطيني، فضلا عن أداء الفرق الفنية للدبكة الشعبية.

كان وائل المملوك يحمل علم فلسطين بيده، ويسارع الخطوات للابتعاد عن تأثير الغاز الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي ودفعته الرياح من الشرق للغرب باتجاه المتظاهرين، كحال المئات منهم حوله كانوا يحاولون التراجع للخلف. مسح وجهه من تأثير الغاز وقال: "إن حق العودة بالنسبة لنا مقدس نريد المضي في هذه المسيرات ونحن موحدون".

أثناء حديثه بدأ صوت رصاص الاحتلال ينطلق بكثافة، فأشار بيده للخلف قائلًا: "انظر، هذا عدو مجرم، لا يريد هدوءًا، بل يريد قتل أبناء الشعب، لكننا اليوم أوصلنا رسالة للاحتلال أننا أكثر قوة وملتفين حول قيادة المقاومة، لن نخاف من الغاز أو الرصاص".

على مقربة من السياج الفاصل؛ كانت تتجول كفايا أبو عطايا (39 عامًا) بين صفوف المتظاهرين، كما اعتادت سابقا، ترش "المحلول الملحي" على وجوههم نتيجة كثافة الغاز المتطاير مع الهواء، وتقول: "رغم غياب بعض أدوات المسيرة، كإشعال إطارات السيارات، إلا أن الشباب الثائر كان في المقدمة، وظلوا صامدين لم يتراجعوا للخلف رغم حجم التأثير الكبير للغاز عليهم نتيجة اتجاه حركة الرياح".

تسير أم محمد الفيومي (47 عامًا) بين المتظاهرين عائدة من أقرب نقطة عند السياج الفاصل، ترافقها شقيقتها سمر (30 عامًا)، حيث بدت علامات التوتر ظاهرة عليها، فهي تبحث عن نجلها المصاب من أحداث مسيرات العودة، نتج عنها بتر قدمه، تخشى عليه أن يصاب بقدمه الأخرى.

تساؤلات مختلفة تسيطر على هواجس الفيومي ظهرت من سؤالها: "كيف متحمل الغاز في المقدمة؟" لم تملك الإجابة لأنها لم تجد نجلها، مضيفة: "لا يمكن أن يضيع حق وراءه مطالب، فرسالتنا اليوم هي أننا مستمرون حتى فك الحصار ورفعه بالكامل عن قطاع غزة".

شقيقتها سمر واصلت الحديث نيابة عنها: "شعبنا لا يطالب إلا بحقه في العيش حياة كريمة، كما تعيش باقي شعوب العالم"، مؤكدة أنه لولا المقاومة الفلسطينية لما وصلت الحلول التي يجري طرحها لتخفيف الحصار عن القطاع، وأن المسيرات لعبت دورا كبيرا في إعادة إحياء القضية الفلسطينية وجعلت العالم ينتبه لشعب تحت حصار.

الحاج نصر عمارة الذي كان يمسك بيدي حفيدين له، وحرص على المشاركة في هذه الجمعة بالذات لما تحمله من تحدٍّ للاحتلال، يقول بعد أن أشار بيده تعبيرا عن حجم الجماهير المشاركين "هذه الجماهير جاءت لإيصال رسالة كبيرة للاحتلال وهي أننا هنا في الميدان لن نفارقه ومستمرون حتى تحقيق مطالبنا".

وتجلس أم رائد هنية، وهي بالمناسبة شقيقة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، بين النسوة المشاركات في المسيرات، تحمل علم فلسطين، ولم تتخلف جمعة واحدة عن المشاركة.

وكما ترى هنية فإن الشعب قال كلمته أمس بمشاركته الحاشدة، وأكد أن المسيرة مستمرة مهما حاولوا تفريق وتشتيت الجماهير، مشددة على أن "لكل بداية نهاية، وأن التضحيات لن تذهب هدرا".

اخبار ذات صلة