شدد مسؤولون في الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار السلمية، على أنها بعيدة عن أي أثمان سياسية، وتأتي ردًّا على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد ثوابت الشعب الفلسطيني والحصار على قطاع غزة، رافضين اتهامات فتحاوية ضد جهود كسر الحصار.
وقال رئيس الهيئة وعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش: إن هذه المسيرة مطلب وطني فلسطيني له علاقة بحصار ظالم على غزة منذ 12 سنة لم يتحرك العالم لكسره.
وأضاف البطش لصحيفة "فلسطين" أن المسيرة جاءت ردًّا على ترامب عندما أراد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وعلى الحصار المفروض على غزة، وليس لها علاقة بما تسمى "صفقة القرن".
ويأتي ذلك بعدما زعم رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح منير الجاغوب، في بيان أمس، أن جهود تثبيت تفاهمات وقف إطلاق النار في القطاع "تساوق" مع مخططات (إسرائيل) والإدارة الأمريكية، على حد زعمه.
ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا مشددًا على القطاع منذ 12 سنة، كما تفرض السلطة إجراءات عقابية عليه منذ أبريل/نيسان 2017، شملت الخصم من رواتب موظفيها في القطاع دون الضفة الغربية المحتلة، وتأخير صرفها، الأمر الذي مس سلبًا بمجالات حيوية كالصحة والكهرباء والوقود، وغيرها.
وتخلل ذلك عقد رئيس السلطة واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس المجلس الوطني الانفصالي منفردًا في رام الله نهاية أبريل/ نيسان الماضي بعكس تفاهمات اللجنة التحضيرية في بيروت، وعقد المجلس المركزي الانفصالي في أغسطس/ آب وأكتوبر/ تشرين الأول الماضيين في رام الله المحتلة دون توافق وطني.
وتابع البطش: نريد أن نرفع الحصار عن أبناء شعبنا، ومسيرة العودة بعيدة كل البعد عن أي أثمان سياسية، وإن كان لها هدف آخر غير كسر الحصار فهو تحقيق المصالحة الوطنية وبناء الشراكة.
"محض افتراء"
من جهته، حذر عضو الهيئة القيادية للمسيرة، وعضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر من "أقلام وأبواق مأجورة وجهات منظمة" تذهب باتجاه التحريض على مسيرة العودة كي تتراجع.
وقال مزهر لـ"فلسطين": إن هدف هذه الجهات والأقلام يتقاطع مع الاحتلال الذي باتت مسيرات العودة تستنزفه وتشكل خطرًا داهمًا عليه، مدللًا على ذلك بمظاهرات المستوطنين في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
وأضاف أن من يدعي أنه ضد "صفقة القرن" عليه رفع الإجراءات العقابية عن الشعب الفلسطيني في القطاع وتعزيز صموده وتبني شهداء مسيرات العودة وجرحاها ويقدم الحد الأدنى من المستلزمات الطبية لوزارة الصحة حتى لا يستشهد الجرحى في الشوارع وينهار القطاع.
وانتقد تهديد عباس لغزة من على منصة الأمم المتحدة، وما يسمى المجلس المركزي "الذي عقد وهو غير شرعي، وكان نتيجة عملية غير شرعية لمجلس وطني غير توحيدي في المقاطعة".
وأكد مزهر أن من يتجه بهذه الاتجاهات هو جزء من صفقة القرن، محذرًا من "فئة مأجورة تعمل لأجندات خارجية تحاول أن تسيء لهذه المسيرات"، قائلًا: "من يذهب باتجاه كيل الاتهامات فلنشاهده في الميادين الخمسة (لمسيرة العودة)".
من جهته أكد المتحدث باسم لجان المقاومة في فلسطين، محمد البريم "أبو مجاهد"، أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أول من بادر للتصدي عمليًّا وميدانيًّا لـ"صفقة القرن" عبر مسيرات العودة المستمرة التي ستبقى في أوجها لوقف "المؤامرة الكبيرة".
وقال البريم لـ"فلسطين": "التلاعب بالمصطلحات والألفاظ والحديث الإعلامي (في إشارة إلى اتهامات فتحاوية) عن أننا جزء من هذه الصفقة المشبوهة هو محض افتراء وكذب وليس له أي أساس من الصحة، والدليل على ذلك أننا نرفض أي فكرة لتعزيز الانفصال بين الضفة الغربية وغزة، وأن أهم محور نوقش في اللقاءات مع الوفد الأمني المصري هو المصالحة الفلسطينية وكيفية تذليل العقبات أمامها".
وأوضح أن المصالحة تعني الشراكة وتقديم كل ما من شأنه توثيق وتعزيز هذه العلاقة وليس المفهوم من المصالحة أن توضع فتح مكان حركة المقاومة الإسلامية حماس بطريقة الإحلال.
وطالب البريم، فتح بـ"أن تضغط" من أجل رفع العقوبات عن قطاع غزة، التي من شأنها تكريس وتأصيل الانقسام، مشيرًا إلى تأثير هذه العقوبات على الشعب الفلسطيني في القطاع.
وأردف: "يجب أن تتوقف هذه الإجراءات عاجلا عن أبناء شعبنا حتى تترسخ الوحدة على مبدأ الشراكة".