قائمة الموقع

​الصدقة تزيد سعة الرزق

2018-11-02T12:21:58+02:00
أفضل الصدقات ما كان في حال العسر فضلًا عن اليسر

الصدقة جاءت من الصدق، والصدق له آثاره وبصمته في حياة الإنسان المسلم، فبقدر ما يشعر الإنسان بحاجة أخيه الإنسان بقدر ما يكون مكتملًا، وهذا الشعور يفصح عن نفسه بالتعبير الفعلي لا بث المشاعر تجاه الآخرين، يقول (عليه الصلاة والسلام): "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".

حمل الأعباء

الشيخ الداعية مصطفى أبو توهة قال: "من معاني حمل الهم مشاركة الناس في حمل الأعباء والتخفيف من آلام الحياة، سدًّا لدينٍ أو جوعة أو تلبية لضرورة، وهي أشكال وألوان"، مشيرًا إلى أن منها الصدقة بالمال، أو اللباس، أو إطعام الطعام، أو سد الديون، والرسوم المستحقة، وتتعدى ذلك بالصدقة بما يمتلكه الإنسان من مواهب ومهارات العلم والعمل لمن يحتاجونها في مختلف حاجات الحياة".

وبين أبو توهة أن أفضل الصدقات ما كان في حال العسر فضلًا عن اليسر "الذين ينفقون أموالهم في السراء والضراء"، مستشهدًا بقوله (تعالى): "ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا".

وأضاف: "مجتمعنا اليوم في قطاعنا المحاصر هو أحوج ما يكون إلى مد يد العون والمساعدة من أولئك الذين يريدون أن يجتازوا العقبة، وفق قوله (تعالى): {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ}".

تذليل الصعاب

ولفت أبو توهة إلى أن من فوائد الصدقة أنها تعود بالرضا عن الذات، مشبهًا المتصدق بالشجرة اليانعة المثقلة بالثمار التي تبحث عن من يخفف عنها تلك الأثقال، وذكر من فوائدها أيضًا دفع المصائب والكوارث، كما قال (عليه الصلاة والسلام): "داووا مرضاكم بالصدقة".

وتابع قوله: "وهي دليل على صدق الإنسان، ولا ننسى قول النبي (عليه الصلاة والسلام): "فإن الصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار"، وهي بوابة لتيسير الأمور وتذليل الصعاب {فأما من أعطى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسر}".

وأشار إلى أن المسلم تحت ظل صدقته يوم القيامة، وهي قبل ذلك وفي أثنائه وبعده تشيع مشاعر الأخوة والتعاون في المجتمع الواحد، ما يضمن تماسكه وقوته، في الوقت الذي يحارب الناس في أرزاقهم، وتجفف منابع الواردات والمساعدات، الأمر الذي يستحق به المتصدق أن يكون في كنف الله ورعايته.

وذكر حديث عقبة بن عامر (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "كل امرئ في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس، قال يزيد: "فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة"، وقد ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".

بوابات الخير

وأكد أبو توهة أن المال فيه حق يتجاوز الزكاة، التي هي من أركان الإسلام، وأشار إليها قوله (تعالى): "وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"، مبينًا أن هذا الحق هو الصدقات والهبات والوقف والتبرعات، وذلك ما أشار إليه قوله (تعالى) في سورة الذاريات: "وفي أموالهم حق للسائل والمحروم".

وقال: "فعلى العبد أن يستكثر من طرق بوابات الخير، وهي كثيرة، وأفضلها صدقة السر {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرًّا وعلانيةً}".

اخبار ذات صلة