قائمة الموقع

"الملاكم الأسمر".. إصابات ثلاث وحلم بطل فلسطين لم يخفت

2018-11-02T11:51:12+02:00
"أبو مراحيل" مولع بالملاكم الأمريكي المسلم محمدعلي كلاي

ملاكم كان بينه وبين تحقيق حلمه بتمثيل فلسطين في المسابقات الدولية معبر وجّه لكمة مضادة إليه وحال دون هذا الحلم، ووقف سدا بينه وبين التعافي من إصاباته التي جعلته قعيد الكرسي المتحرك، ليعود إلى النزال في الحلبات مجددًا.

الملاكم الأسمر أحمد أبو مراحيل في سجله الرياضي، رغم قصر مشواره، ثلاث بطولات في قطاع غزة، وثلاث إصابات أيضًا خلفتها مشاركته في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، لكنها لم تكبح جماح طموحه بأن يصبح ملاكم فلسطين الأول، فهو ما يزال يواصل تدريباته في الملاكمة على كرسي.

تمثيل فلسطين

كان "أبو مراحيل" مولعًا بالملاكم الأمريكي المسلم محمد علي كلاي، يشاهد مهاراته في لعبة الملاكمة وقوته في نزال خصومه مما أشعل حبه للملاكمة، فاتجه ابن 16 ربيعًا إلى نادي النصر العربي ليمارسها حتى صار بطلاً فيها.

يقول أبو مراحيل (20 عامًا) من مدينة غزة: "احترفت الملاكمة عام 2014 وخضت بطولات على مستوى القطاع، وحصدت المراكز الأولى فيها، حتى أهلتني لأنافس على مستوى فلسطين، ولكن الاحتلال الإسرائيلي منعني من المغادرة إلى الضفة الغربية حيث تقام المباريات هناك".

ويضيف: "لم أتوقف، ولم يتسلل إليّ اليأس، بل واصلت التمارين وخوض بطولات جعلت اتحاد الملاكمة في غزة يختارني لأمثل منتخب فلسطين لوزن 75 كيلوجرامًا، ولكن هذه المرة منعت أيضًا من السفر".

والآن لن يسافر الملاكم الأسمر ليمثل فلسطين بسبب رصاصات الاحتلال المتفجرة التي هتكت عظام قدميه، حيث إنه أصيب في الجمعة الثانية للمسيرة بطلق مطاطي في بطنه وشُفي منه، ثم أصيب في شهر مايو بقنبلتي غاز في قدمه، والإصابة الأخطر كانت في الثامن من يونيو برصاصتين متفجرتين في كلتا قدميه.

الإصابة بالغة

ويوضّح أن الأطباء لعمق إصابته ركّبوا أربعة أسياخ من البلاتين في قدمه اليمنى، وسيخين في اليسرى التي سببت الإصابة بها قصرًا في العظام مقداره 5 سم، واليمنى ما زالت تحتاج إلى عمليات عديدة لإزالة شظايا الرصاص منها.

على كرسيه المتحرك يسدد أبو مراحيل اللكمات لمدربه الذي لم يتركه يومًا بعد إصابته، بل يذهب إلى بيته ليمرنه ثلاثة أيام في الأسبوع، بل آمن أن أحمد سيتعافى ويعود إلى الحلبات كما كان يعهده قبل إصابته.

وعن استمراره في تمارين الملاكمة، يقول: "مستمر في التدريبات كالمعتاد، ولكني لا أستطيع الوقوف والركض كما كنت قبل إصابتي، بل بتسديد اللكمات من يدي فقط لأحافظ على لياقتي وأكمل حلمي ليصل إلى العالمية".

ويشير أبو مراحيل إلى أنه منع من السفر إلى تركيا لإكمال علاجه عبر معبر رفح، ولكنه يسعى مرة ثانية للخروج من أجل زراعة عظم لقدمه اليسرى، وإجراء عمليات في اليمنى، حتى يتمكن من العودة إلى الحلبة مجددًا حيث حلمه.

ويلفت إلى أن الاحتلال يستهدف الرياضيين متعمدًا في مسيرة العودة، ويصيبهم إصابات خطيرة ليرغمهم على التخلي عن حلمهم بتمثيل فلسطين رياضيًا، ويتحداه بأنه سيكون بطلا لفلسطين حتى لو بترت قدماه.

لن أتخلى

"وما يستطيع فعله أبو مراحيل حاليًا، تغيير الضماد عن أسياخ البلاتين في قدميه، والخضوع لعلاج طبيعي يوميًا، لأن عمليات العظام لا تجرى في قطاع غزة نظرًا لضعف الإمكانات في المستشفيات"، وفق قوله.

وردا على سؤال: هل يمكن أن يكون أي شخص ملاكمًا، يجيب: "الملاكمة فن نبيل ليس سهلاً، ولا يمكن لأي شخص ممارستها، فهي تحتاج إلى نفس طويل وتركيز عالٍ، واللعب بها بالعقل أكثر من الجسم".

اخبار ذات صلة