فلسطين أون لاين

​كيف تحارب الحامل الاكتئاب؟

...
المرأة الحامل تبدأ القلق بخصوص التغييرات الجسدية
غزة/ صفاء عاشور:

رغم الفرحة الكبيرة التي تملأ قلب المرأة عند سماع خبر حملها، والسعادة التي تحيطها من زوجها وعائلتها، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تجعل وقت السعادة قليلًا للغاية، ليُزاحمها بعد ذلك شبح التوترات العصبية والنفسية، والتي يمكن أن تصل في أسوء الأحوال للإصابة بالاكتئاب.

اختصاصي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب، أوضح أن الاكتئاب أو الحالة النفسية يمكن أن تصيب الحامل وغير الحامل، إلا أن فرصة الإصابة بهما تزيد في مرحلة الحمل؛ نظرًا للتغييرات الهرمونية والجسمانية إضافة إلى المتاعب الجسدية التي يسببها الحمل.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "المرأة الحامل تبدأ القلق بخصوص التغييرات الجسدية والقدرة الجسدية التي تقل بسبب الحمل، حيث إن شعور الحامل بعدم قدرتها على الحركة بانسيابية واستخدام جسدها بحرية يمكن أن يتسبب لها بشعور سيئ يمكن أن يتطور لاكتئاب".

وأضاف أبو ركاب: إن "الاكتئاب مرتبط بثلاثة أجزاء، الأول: نظرة الشخص عن نفسه، الثاني: نظرة الآخرين عنه، والثالث نظرة الشخص للمستقبل، وتبدأ عند الحامل نظرة الحامل لنفسها وعدم قدرتها على القيام بالأعمال التي كانت تقوم بها في السابق".

وبين أن كل هذه المعوقات التي تمر بها الحامل تؤثر في نظرتها لذاتها، وتنتقل للجزء الثاني وهي الاهتمام بنظرة الآخرين إليها ونظرتها للمستقبل وتخوفها مما سيحصل للجنين وكيف ستمر مرحلة الولادة وما بعدها.

ولفت أبو ركاب إلى أن هناك ضغوطا مجتمعية يمكن أن تؤثر في الحامل من زوجها أو العائلة المقيمة عندها، مشيرًا إلى أن هذه الضغوط تتعرض لها المرأة الحامل وغير الحامل، إلا أن تأثيرها يكون أكبر عند الحامل بسبب الضغوط الشخصية والاجتماعية التي تتعرض لها.

وأردف: "الوضع الاقتصادي وتدني الرواتب ينعكس كثيرًا على قلة الإمكانات المتوافرة للمرأة في مدّة حملها مثل: التغذية، والعلاج، والدعم النفسي والأمور الترفيهية، وغيرها من العوامل التي تخفف من الضغوط النفسية التي يمكن أن تتعرض لها الحامل على مدار أشهر الحمل التسعة".

وذكر أنه يمكن للمرأة أن تواجه هذه الضغوط بممارسة الرياضة بما يناسب حالتها الصحية مثل رياضة المشي أو اليوجا أو أن تقوم المرأة بممارسة أي شيء هي معتادة عليه ولكن بما يناسبها وهي حامل.

وأكد أبو ركاب أهمية أن تجد المرأة الحامل شخصًا أمينًا من عائلتها أو صديقاتها؛ لتبوح له بما في صدرها وهو من أكثر الأشياء التي يمكن أن تخفف من حدة التوترات النفسية والاكتئاب التي يمكن أن تصيب الحامل.

وشدد على أهمية أن تعزز الحامل الجانب الديني لديها وأداء العبادات مثل الصلاة والدعاء والذكر، وهي من العبادات التي من السهل أدائها ويمكن أن تقلل بنسبة كبيرة من الاكتئاب والتوترات النفسية التي تشعر بها.

وأشار أبو ركاب إلى أهمية أن تمارس المرأة الحامل هواياتها التي تتقنها والتي تعمل على إراحتها نفسيًا، مثل الكتابة والرسم أو عمل تمارين الاسترخاء العضلي أو التخيلي التي يمكن أن تخفف الاكتئاب والضغوط النفسية.