لاقت قرارات جلسة المجلس المركزي الانفصالي التي اختتمت أعمالها في رام الله بالضفة الغربية المحتلة أول من أمس، سخطًا فلسطينيًّا واسعًا من شرائح مجتمعية مختلفة شملت كُتّابًا ومحللين وأكاديميين ونشطاء ومواطنين.
وأجمعت الشرائح المجتمعية أن قرارات المجلس الذي عقد على مدار يومي (28-29) أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بدورته العادية الثلاثين، والذي قاطعته غالبية الفصائل الفلسطينية، على أنه باطل شكلًا ومضمونًا.
وكتب المحلل السياسي عادل شديد من مدينة القدس المحتلة، على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن تكرار اجتماعات المجلس المركزي دون تنفيذ قراراته وخاصة المتعلقة بـ(إسرائيل)، أدى إلى تراجع أهميته ودوره، وأصبح للمختار هيبة أكثر من عضو المجلس المركزي".
وقال الكاتب والناشط ياسين عز الدين: إن هذه القرارات نفس التي سبقتها، لا جديد فيها، مشيرًا إلى أن المجلس المركزي يستخف بالمواطنين.
وعلّق الأكاديمي في الكلية الجامعية د. أكرم رضوان على القرارات بقوله: "قرارات المجلس المركزي تكرار للمكرر واستنزاف للوقت"، موضحًا أنها لا تختلف عن قرارات الدورتين السابقتين، مضيفًا: "ربما الاختلاف في الصياغة فقط".
وأكد رضوان أن القرارات ليست أكثر من حبر على ورق، متسائلًا: "ما قيمة تعليق الاعتراف بـ(إسرائيل) وقد تنازل لها (عباس) عن 78% من أرض فلسطين، وتلتقي كل مدة مع قادتها وتتوافق مع رئيس الشاباك بنسبة 99%؟!".
وأضاف: "قرار وقف التنسيق الأمني بكل أشكاله، سمعناه كثيرًا والسلطة أضعف من أن تنفذ قرارًا كهذا، وفي كل مرة الاحتلال يؤكد أن التنسيق لم يتوقف إطلاقًا".
أما الباحث محمد العيلة فاكتفى بالتعليق على بيان المجلس بأنه ملهاة جديدة على قاعدة "ما لا يأتي بالكذب يأتي بمزيدٍ من الكذب".
وكتب المحلل السياسي خليل شاهين من رام الله عبر "فيسبوك": "وانتهى المركزي حيث بدأ قبل 3 سنوات"، مشيرًا -بنوع من السخرية- إلى أن أهم بنوده هما آخر بندين رقم 21 و22.
وينصّ البند 21 على "تولي رئيس السلطة محمود عباس وأعضاء اللجنة التنفيذية الاستمرار في تنفيذ قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي كافة، واتخاذ الخطوات العملية وفق الأولويات المناسبة وبما يعزز صمود شعبنا ويحافظ على مصالحه الوطنية العليا"، وكذلك جاء نص البند 22 على "تولي أبو مازن تشكيل لجنة وطنية عليا لهذا الغرض".
في حين شبّه المواطن فراس دويكات من رام الله، المجلس وقراراته بالعجوز الذي يحتضر، مؤكدًا أن حركة فتح ستخسر خسارة فادحة مخزية ومذلة في أي انتخابات حرة نزيهة قادمة.
وقال المواطن باسم زينو من مدينة غزة عن قرارات المجلس: "لن يجرؤوا على تنفيذها، ولن يجرؤوا على فك الارتباط بالاحتلال لأن حياتهم مرتبطة بوجوده".
ووصف زينو خلال استطلاع أجرته صحيفة "فلسطين" القرارات بأنها "كلام للاستهلاك الإعلامي فقط"، مؤكدًا "لو كانوا صادقين –قيادة منظمة التحرير- لجمعوا شمل البيت الفلسطيني أولًا".
وكتب المواطن إسلام أبو يوسف عبر صفحته في "فيسبوك": "حتى لا تُصدم من خطابات الرئيس وقرارات مجالسه المركزية والوطنية والثورية، لا ينبغي أن يغيب عن وعيك ما قاله المفكر الكبير أنيس الصايغ: اليد التي استسلمت لا تصلح لكي تبني انتصارًا أو استعادة لحق، يد الحرام لا تفعل خيرًا".
وأطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قبيل عقد جلسة المجلس الانفصالي حملة إلكترونية هاجمت المجلس وقللت من شأنه في ظل غياب غالبية الفصائل الفلسطينية مغردين على وسم #مجلسكم_باطل.