دعا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د.أحمد بحر، إلى إجراء الانتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية والمجلسين الوطني والتشريعي، متهمًا رئيس السلطة محمود عباس بأنه لا يريدها لعلمه بضعف شعبيته.
وقال بحر في حوار مع صحيفة "فلسطين": "مستعدون للانتخابات، والاحتكام لصناديق الاقتراع"، مخاطبًا حركة فتح: "تعالوا للانتخابات وما تفرزه نحن نرضى به"، مؤكدًا وجوب أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة "وهذا هو طريقنا".
وبين أن عباس يتحدث إعلاميًّا عن انتخابات لكنه في الوقت نفسه لا يريدها، لأنه يعرف مستواه، مؤكدًا أن عباس –الذي انتهت ولايته القانونية في 2009- يتهرب من الانتخابات، ويدعي أنه ضد "صفقة القرن"، لكن هل الذي يقف ضدها يحاصر غزة؟ وينسق مع الاحتلال؟ ويلاحق المقاومين؟ وفق قوله.
ورأى بحر أن السلطة لا تريد المصالحة ولا وحدة الشعب الفلسطيني، مضيفًا: "ارتبط مصيرهم بمصير الاحتلال وهذه مشكلة. نأمل أن يتغيروا وأن يرجعوا لشعبهم ووحدته لكن يبدو أنهم مضوا في طريق صعب أن يتراجعوا فيه".
كما أكد أن حركة فتح لا تعترف بنتائج الانتخابات الحرة والنزيهة التي جرت في 2006، وهو أيضًا موقف اللجنة الرباعية الدولية، متسائلًا عن علاقة الأخيرة والولايات المتحدة بالقضية الفلسطينية: "لماذا هذا التغول علينا؟".
وأوضح أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تحمي وتدافع عن الحق الفلسطيني وتريد تحرير فلسطين، وهي تحمل سلاح المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي فقط، لافتًا إلى أن السلطة لا تريد مواجهة الاحتلال، وكل العالم يقف لأجل عدم مواجهته.
وكانت حماس اكتسحت نتائج الانتخابات التشريعية في 2006، بحصولها على 76 مقعدًا من أصل مقاعد المجلس التشريعي البالغة 132.
وبيّن بحر أن حكومة رامي الحمد الله "لا تريد غزة ولا تعترف بها"، مفسرًا ذلك بقطعها رواتب الأسرى وذوي الشهداء وحتى رواتب موظفي السلطة في القطاع، مشيرًا إلى أن هذه الحكومة تنصلت من الاتفاق على عرضها أولا على "التشريعي" عند تشكيلها في 2014. وقال: إن أبناء فتح في النهاية سينفجرون ضد قرارات حركتهم.
وأعرب بحر عن شكره لجمهورية مصر العربية وجهاز المخابرات المصرية الموكل بالملف الفلسطيني على جهدهم، قائلًا: إنهم "عملوا وسيعملون على إنجاز المصالحة وفك الحصار".
لكنه قال: إن هذه ليست مهمة سهلة أمام هذا الاحتلال، معربًا عن أمله بنجاح الجهود المصرية.
قوانين وقرارات
ووصف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالمتكبر المتغطرس الذي يقتل ويذبح الأطفال والنساء، ولا يقيم وزنًا لا للقوانين ولا لقرارات الأمم المتحدة، مبينًا أن مواجهته تكون بالنضال والوحدة والانتخابات.
وتحدث بحر عن مؤامرة سياسية على القضية الفلسطينية، موضحًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد تطبيق "صفقة القرن المشؤومة".
وبين أن واشنطن والاحتلال لا يمكن أن يطبقا هذه الصفقة إلا إذا "قتلوا" غزة ونزعوا منها السلاح وحاصروها، لكن "بعد التوكل على الله والأخذ بالأسباب نحن أفشلناها وسنفشلها ولو على رقابنا؛ لأن قضية فلسطين عقدية ربانية".
وأوضح بحر أن مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية تسير بخطى ثابتة وقوية رغم الجراح والشهداء الذين يرتقون بالرصاص الحي الذي يطلقه الاحتلال على العزل من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال.
وقال بحر: على الرغم من ذلك، إرادة الشعب الفلسطيني في كل مرة هي أقوى، وكذلك الإصرار حتى من الشباب والجرحى الذين يستندون إلى عكاكيز.
وانطلقت مسيرة العودة في قطاع غزة في 30 مارس/ آذار الماضي حيث نصبت خيام العودة على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة سنة 1948. وواجه الاحتلال المسيرة السلمية بالرصاص الحي وقنابل الغاز ما أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف بينهم صحفيون ومسعفون.
وشدد بحر على أن هذه الإرادة ستكسر الحصار رغم أنف الاحتلال، وستحقق العودة وتحرير فلسطين.
وأضاف أن الأمة العربية يفترض أن تقف مع الشعب الفلسطيني وتقوي صموده خاصة في القدس المحتلة حيث التهويد والتهجير ومحاولات تغيير معالمها الإسلامية، وإقامة "الهيكل" المزعوم.
وبشأن عمل "التشريعي" في غزة، أكد النائب الأول لرئيس المجلس أنه ماضٍ بإصدار القوانين والقرارات، ويعمل على وحدة الشعب الفلسطيني والحوار الوطني الموسع مع الفصائل واستكمال مشوار تحرير فلسطين.
وجدد بحر وصف المجلس المركزي الانفصالي الذي انعقد الأحد الماضي في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بأنه "لا شرعي، ومخالف للنظام الأساسي لمنظمة التحرير وليس عليه إجماع بل هو فئة من فتح هي التي اجتمعت"، وسط مقاطعة وطنية واسعة.
وأردف بحر بأن عباس منتهي الولاية منذ 2009، ولا يحق له أن يظل على رأس السلطة ويعد "مغتصبا" في القانون، وإذا أراد أن يعود لرئاسة السلطة عليه أن يدخل انتخابات مجددًا.
وقال: إن صفحة عباس رئيس حركة فتح، "ستطوي نفسها بنفسها"، مبينًا أنه قسم حركته، والموجود هم "المنتفعون" حوله، الذين ينسقون مع الاحتلال ويعدونه "مقدسًا" ويلاحقون المقاومة، متسائلًا: "من بقي مع عباس وفتح؟".