قائمة الموقع

صور: ذهبوا ليصطادو العصافير فاصطادتهم صواريخ الاحتلال!

2018-10-29T15:48:18+02:00
جانب من وداع الشهداء الثلاثة (الأناضول)

تُخيّم أجواء من الحزن على أفراد ثلاث عائلات فلسطينية، قتل الاحتلال الإسرائيلي أطفالهم مساء أمس، بقصف استهدفهم قرب الحدود الشرقية لوسط قطاع غزة.


وبالقرب من منازل الأطفال الثلاثة: خالد أبو سعيد (14 عاما)، وعبد الحميد أبو ظاهر (13 عاما)، ومحمد السطري (13 عاما)، والتي تقع في قرية "وادي السلقا"، وسط القطاع، والملاصقة للسياج الحدودي مع الأراضي المحتلة عام 1948، تجمع آلاف المواطنين، محاولين مواساة العائلات الثكلى.

وما أن وصلت سيارات الإسعاف الحاملة لجثامين الأطفال، حتى ردد المتواجدين هتافات غاضبة، تنادي بالانتقام من الاحتلال.

أمهات الشهداء الثلاثة، وشقيقاتهم ودعنهم بالدموع، وبإطلاق الآهات والصرخات، حزناً على فراقهم، قبل أن تنطق الجنازات باتجاه مقبرة القرية، لمواراتهم الثرى.

وشيّع الآلاف من الفلسطينيين، بينهم قيادات من فصائل فلسطينية مختلفة، جثامين الشهداء الثلاثة، وعلى رأسهم، إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

وأدى المشيّعون صلاة الجنازة على الجثامين الثلاثة في مسجد "الحكمة" بوادي السلقا.

وخلال التشييع، رفع المشاركون أعلام فلسطين ورددوا عبارات غاضبة تطالب الفصائل الفلسطينية بـ"الرد على الجريمة".

أحمد بحر، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، قال خلال التشييع:" الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن دماء الأطفال الثلاثة ودماء كل الشعب الفلسطيني".

وأضاف:" ليس غريبًا على الاحتلال أن يقتل الأطفال فهذه طبيعته في قتل النساء والرجال والأطفال في مسيرات العودة وفي كل مكان".

بدوره قال خالد البطش، القيادي بحركة الجهاد الإسلامي، خلال التشييع:" الأطفال كان يلعبون في شباك صيدهم ويمارسون حياتهم اليومية بين مزروعات آبائهم ".

وأضاف:" هذه رسالة خوف من أجل وقف مسيرات العودة وكسر الحصار الحدودية، لكن نقول إن هذا الأمر مكشوف نحن لا ننخدع ولا نخاف".

وأكّد البطش على استمرار مسيرة العودة وكسر الحصار بأدواتها "الشعبية والسلمية"، دون التوجّه لـ"عسكرتها".

وتابع:" نقول للعدو الإسرائيلي، ونحن نودّع الأطفال الأبرياء، بأن أقل ثمن يمكن أن تدفعه هو كسر الحصار".

لحظة الاستهداف



الليلة الماضية، اتفق الأصدقاء الثلاثة على التجمّع قرب المنطقة الشرقية الحدودية لجنوبي القطاع، لنصب شباك صيد العصافير، كما تقول عائلاتهم.

فقد اعتاد الأطفال الثلاثة، كما غالبية الأطفال في تلك المنطقة الحدودية "وادي السلقا"، مساعدة عائلاتهم "مادياً" بسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية، فيجدون لأنفسهم أعمالاً إما في صيد الطيور البرية أو في الزراعة.

"عائشة"، والدة الطفل الشهيد عبد الحميد أبو ظاهر (13 عاماً)، تقول إن طفلها خرج مع ساعات العصر لنصب شباك صيد العصافير قرب المنطقة الحدودية.

واعتاد الطفل أبو ظاهر، العمل في مهنة صيد الطيور أو الزراعة، من أجل مساعدة عائلته في ظل تردي أوضاعها الاقتصادية، كما تقول والدته.

وتوضح الوالدة في حديث خاص مع وكالة الأناضول أن طفلها ليس له علاقة بأي تنظيم سياسي أو عسكري، نافية بشدة الرواية الإسرائيلية التي تقول أنه وأصدقاءه كانوا يزرعون "عبوة ناسفة" قرب السياج الفاصل.

وتضيف قائلة:" عبد الحميد، طفل وطالب مدرسة، ليس له أي علاقة بتلك الأعمال".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، أمس، أن طائراته العسكرية استهدفت خلية مكونة من ثلاثة شبان فلسطينيين قرب السياج بين غزة والأراضي المحتلة.

وزعم الجيش أن "الشبان كانوا يحاولون العبث في السياج الأمني وكما يبدو زرع عبوة ناسفة بالقرب منه".

وبحسب والدته، فإن الفتى "أبو ظاهر" كان يطمح حينما يكبر أن يعمل في مجال تصليح السيارات، من أجل تحسين أوضاع عائلته.

وطالبت الوالدة بفتح تحقيق مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في جريمة قتل "الأطفال الثلاثة".

داخل المدرسة



صباح اليوم، انتابت حالة من الصدمة زملاء الشهداء الثلاثة داخل الفصول التي يدرسون بها في مدرسة بلال بن رباح الأساسية.

وعبّر بعض الأطفال عن حزنهم على فقدانهم للشهداء بـ"البكاء" والدعاء لهم بـ"الرحمة".

خلال الطابور المدرسي الصباحي، شعر الطفل إبراهيم أبو مغصيب بغصة كبيرة، لأن مكان صديقه "أبو ظاهر"، الذي كان يرافقه دوماً في هذا الطابور بات "فارغاً".

كما أن هناك علاقة من نوع آخر تربط هذان الصديقان، حيث يتاجران سوياً -في بعض الأوقات- ببعض أنواع الطيور البرية التي يتم اصطيادها، كما قال أبو مغيصب لـ"الأناضول".

ويضيف أبو مغصيب إن صديقه "أبو ظاهر" أخبره عصر الأمس أنه ذاهب إلى المنطقة الحدودية لنصب شباكه هناك، من أجل صيد بعض الطيور.

لكنه رفض الخروج مع صديقه أبو ظاهر، محذّراً إياه من خطورة الأوضاع في المنطقة الحدودية.

مدير المدرسة، سالم أبو غرابة، يصف هذا اليوم بـ"الحزين" بسبب فقدان 3 أطفال، بـ"جريمة إسرائيلية جديدة".

ويقول أبو غرابة: "مفجوعون بهذا الخبر، الطلاب الثلاثة هم من خيرة طلاب المدرسة، ولهم باع طويل في العمل التطوعي المدرسي".

وصباح كل يوم، كان الأطفال الثلاثة يصلون سويّاً إلى المدرسة، وفي وقت باكر، في إشارة إلى التزامهم بمواعيد حصصهم الدراسية، كما قال.

وطالب أبو غرابة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بتوفير "الحماية لسكان وطلبة منطقة وادي السلقا، كونها منطقة حدودية تتعرض بشكل مستمر للاعتداءات الإسرائيلية".







اخبار ذات صلة