استبق رئيس السلطة محمود عباس نتائج اجتماع المجلس المركزي الانفصالي المنعقد في مدينة رام الله، بالإعلان عن ذهابه لتنفيذ القرارات التي اتخذت بحق (إسرائيل) والولايات المتحدة وحماس، وهو ما عدّه محللون سياسيون إيذانًا بالفصل النهائي بين غزة والضفة الغربية المحتلة.
وجاءت أقوال عباس خلال الدورة الـ30 للمجلس المركزي الانفصالي، الذي قاطعته غالبية الفصائل الفلسطينية، وقالت إن المجلس باطل شكلًا ومضمونًا.
ورجح أستاذ الإعلام السياسي في جامعة بيرزيت نشأت الأقطش، أن يذهب عباس إلى تطبيق تهديداته بحق غزة.
وعدّ الأقطش نعت عباس لقراراته بـ"الخطيرة، ويجب ألا نخضع للمساومة والضغط"، دون أن يقدم تفاصيل إضافية عنها "انعطافة تاريخية في الخطاب السياسي"، متوقعًا أن يعيش قطاع غزة أيامًا صعبة بعد تلك التهديدات.
وفي ذات الوقت رأى الأقطش، أن خيارات السلطة في رام الله تجاه غزة "محصورة جدًّا، وقد تشمل الإجراءات العقابية الجديدة تشديد الحصار المالي على القطاع، وقطعًا نهائيًّا للدعم والعلاقات مع غزة، ما سيضع الجميع أمام خيارات صعبة".
ولم يستبعد أستاذ الإعلام السياسي فكرة تخلي السلطة عن القطاع، مستدركًا: "هذا ما تريده سلطات الاحتلال الإسرائيلي كي تستفرد بغزة".
وشدد الأقطش على أن المخرج الوحيد للأزمات السياسية تلك هو إنهاء الانقسام، وعدم إدارة الظهر لقطاع غزة، الذي قد تعزز عقوبات عباس فرص اتفاق وقف إطلاق النار ورفع الحصار بين فصائل المقاومة وسلطات الاحتلال برعاية مصرية.
في حين رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة حسام الدجني، أن قطاع غزة مقبل على "عقاب قاسٍ" في حال نفذ عباس تهديداته، داعيًا الفصائل الفلسطينية لاتخاذ موقف جماعي يحمّل عباس وكل من حضر اجتماع المركزي المسؤولية عن الآثار الإنسانية التي ستتركها العقوبات على مليوني فلسطيني في غزة.
وأشار إلى أن حالة الغضب اتضحت بتساؤله عن غياب 30 عضوًا من أعضاء المركزي، وحديثه عن رسالة المجلس التشريعي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش برفضه تمثيل عباس للشعب الفلسطيني أمام المحفل الأممي لفقدانه الشرعية الدستورية.
وقال الدجني: "حالة الغضب تلك تؤكد أنه من الممكن أن يتخذ إجراءات عقابية جديدة ضد القطاع كوقف ما تنفقه الحكومة على القطاع بشكل شهري والمقدر بنحو 96 مليون دولار"، وفق ادعاءات عباس.
وهاجم في مستهل كلمته المقاطعين للمجلس، قائلًا: "هذا المكان السامي للشعب الفلسطيني كان بإمكان من غاب عنه أن يعتذر بدلًا من غيابه غير المبرر (...) من الأفضل للغائبين أن يعتذروا نهائيًّا عن هذا الموقع وترك المجال لغيرهم ليتحملوا المسؤولية".
ووصفت طلب رفض حماس لتمثيله في الأمم المتحدة بـ"المؤامرة (...) حين ذهبنا للأمم المتحدة خرجت حماس لتقول عباس لا يمثلنا"، كما قال.
وتقاطع أعمال المجلس المركزي الانفصالي أبرز فصائل منظمة التحرير كالجبهتين الشعبية والديمقراطية والمبادرة الوطنية الفلسطينية، وفي ظل معارضة العديد من الفصائل وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى معارضة شعبية واسعة.