قائمة الموقع

​"الشيخ خليل"..مسيرة جعلته المطلوب رقم (1) للاحتلال

2018-10-28T12:18:28+02:00
عز الدين الشيخ خليل

لم يكن الشهيد عز الدين الشيخ خليل، القائد في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اسمًا عاديًا في قاموس الاحتلال الإسرائيلي، إذ إنه بعث الرعب والخوف داخل كيانه وقطاعات أمنه.

اسم الشيخ خليل، بما حمل من تأثير وقوة، جعل رئيس وزراء حكومة الاحتلال الأسبق إسحاق رابين يصفه بـ"رأس الأفعى، والأب الروحي ليحيى عياش وعماد عقل" على منصة الكنيست الإسرائيلي، وأرغم رئيس كيان الاحتلال آنذاك شمعون بيريز هو الآخر على نفس المنصة لأن يقول "لن يخرجنا من أرضنا هذه، لا أحمد ياسين ولا الرنتيسي ولا الشيخ خليل".

وكان "الشيخ خليل" ذا ثقل وخبرة عسكرية لافتة، أوجعت الاحتلال فيما يخص العمليات الاستشهادية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، جعلت منه المطلوب رقم (1) على قوائم الاغتيال، حيث مكان تواجده خارج حدود فلسطين المحتلة.

يقول سلامة الشيخ خليل: إن إرهاصات عدة قادت الجميع داخل الأسرة الصغيرة لأن تتحدث بأن "عز الدين" ومنذ نعومة أظفاره سيكون رقمًا صعبًا أمام الاحتلال، وذلك بما شاهدوه من شواهد حية قام بها.

يتحدث الشيخ خليل أن أول موقف شاهده في شقيقه تحديه لقرار قوات الاحتلال مع بداية احتلاله لقطاع غزة عام 1967، ورفضه الانصياع لأوامر الحاكم العسكري بحظر التجول ودخول المواطنين إلى بيوتهم، في وقت لم يكن عمره سوى 6 سنوات.

يضيف لصحيفة "فلسطين": "كنت شاهداً حياً عليه أرقبه من شرفة المنزل حينما جاء جندي إسرائيلي إليه وهو يقف أمام الباب الرئيس ليسأله لماذا لم تدخل منزلك؟، ليرد عليه: لست مجبرًا على الدخول للمنزل ولا يوجد سبب لذلك، ليتعجب الجندي من جرأته وشجاعته".

كان يظهر الشهيد "عز الدين" جرأة واضحة في كل شيء، كما يقول شقيقه، في وقت أن من هم أكبر منه عمراً في طفولته كان يرتعدون خوفاً من قوات الاحتلال، فكان طفلاً منزوع الخوف من قلبه.

يلفت إلى أن رحلته الدراسية الأولى كانت مليئة بالتفوق، لم يتزحزح فيها عن الخمسة الأوائل على مدرسته، وقد وَضح خلالها الطبيعة الإسلامية لشخصيته، مع قضاء معظم وقته في المسجد يتابع دروس العلم والإيمان.

وكانت المرحلة الجامعية لـ"عز الدين" امتداداً طبيعيًا لطبيعة ميوله وشخصيته الإسلامية، إذ إنه درس تخصص أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة، وكانت محطة إضافية لصقل شخصيته، قادته إلى المشاركة بقوة في فعاليات الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة".

ويشير شقيقه إلى أن الاحتلال اعتقل "عز الدين" بعد شهور قليلة من انطلاق انتفاضة 1987، بتهمة "إثارة الفوضى"، وقد ضبط الاحتلال بحوزته أسلحة بيضاء، ومقتنيات خاصة بفعاليات الانتفاضة والمواجهات الشعبية، وما أن أتم محكوميته، وتخرج من الجامعة حتى سافر لدولة الإمارات ومنها لباكستان ثم أفغانستان.

عاد "الشيخ خليل" إلى غزة عام 1991، فكان أحد أعضاء المكتب السياسي لحماس في غزة ولكن قصر الفترة والمهام التي كانت ملقاة على عاتقه لم تجعله يظهر أمام أحد، فقد كان منهمكاً في نقل العمل العسكري إلى الضفة الغربية المحتلة وربطها بقطاع غزة، وهو ما حذا بالاحتلال إلى إبعاده إلى مرج الزهور جنوب لبنان مع 415 شخصية قيادية من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1992.

تخللت معظم محطاته الجهادية والقيادية داخل قطاع غزة ومن بعد إبعاده لمرج الزهور، السرية التامة والعمل الخفي كما يسرد شقيقه، إلا أن بصمته الجهادية كانت واضحة للعيان، وقد اتهمه الاحتلال وهو في الخارج بأنه وراء ترسانة الأسلحة التي يملكها القسام في غزة ووراء كل ما يحدث في غزة والضفة الغربية والداخل المحتل.

وقد أخبر القائد "الشيخ خليل" عائلته هاتفيا وهو في العاصمة السورية دمشق أن إمكانية اغتياله أمر وارد جدًا، لما لاحظه من تحركات مشبوهة حوله ومراقبة شديدة، وهو ما حدث فعليًّا بعد أشهر قليلة لا تتجاوز الخمسة من مكالمته، فقد اغتاله "الموساد" الإسرائيلي بتفجير سيارته أمام منزله في حي الزاهرة بالعاصمة في 26 سبتمبر/ أيلول 2004.

يشير شقيقه إلى أن اغتيال "عز الدين" أحدث وجعًا وألمًا كبيرين في قلبه وقلب كل من عرفه، وترك فراغًا واسعًا لا يمكن لأي أحد ملؤه، حيث مثّل الإنسان الخلوق والشهم والوطني الغيور من الطراز الأول.

اخبار ذات صلة