أخلت عناصر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلا فلسطينيا في بلدة "سلوان" جنوب القدس؛ تمهيدا لتسليمه للمستوطنين اليهود، بعد عملية بيعه وتسريبه لهم.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة (غير حكومي) في بيان له، أن قوات الاحتلال اقتحمت حي "بطن الهوى" بسلوان، وشرعت بإغلاق الطرق، ودهمت منزل المواطن جواد أبو سنينة حيث قامت بإخلائه بعد احتجاز أفراد عائلته.
واعتقلت قوات الاحتلال المواطن خالد الزير خلال رصده وتصويره إخلاء المنزل، كما اعتقلت عضو لجنة أهالي حي بطن الهوى جاد الله الرجبي بعد استدعائه للتحقيق.
وأضاف المركز أن عملية الإخلاء جاءت بعد قرار "دائرة الإجراء الإسرائيلية" بإخلاء المنزل لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، مطلع شهر تشرين أول/ أكتوبر الجاري، وذلك بعد بيع المنزل من قبل مالكه جمال سرحان، في شهر آب/أغسطس عام 2015.
وأوضح أن المنزل يقع ضمن مبنى سكني ضخم مؤلف من خمسة طوابق، سُلمت بالكامل للمستوطنين عام 2015، باستثناء منزل أبو سنينة والذي لا تتجاوز مساحته 80 مترًا مربعًا، حيث كان قد جدد عقد إجار المنزل مع سرحان قبل عملية التسريب والتسليم للمستوطنين.
وبين المركز أن أبو سنينة رفض الخروج من المنزل، وحاول حمايته خلال السنوات الماضية رغم ما تعرض له من مضايقات وإغراءات ماديّة ومنحة "هوية إسرائيلية" وتوفير عمل ومسكن له ولعائلته، وذلك للخروج من البيت.
وفي محاولة للضغط على العائلة تم اعتقال أبو سنينة بحجة تواجده "غير القانوني" في القدس، ليتم الحكم عليه بالسجن لمدة 3 أشهر، كما مُنع من دخول المدينة، وخلال ذلك كانت القوات تقوم باقتحام المنزل بين الحين والآخر لتفتيشه والتضيق على أفراد العائلة التي تتكون من 11 فرداً .
وفي بيان له، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، "إن تسريب العقارات في القدس انما يعتبر خيانة عظمى بحق القدس، فهي ليست ملكًا شخصيًا لأحد لكي يقوم بتسريب عقاراتها وأوقافها".
وأضاف أن تسريب العقارات والأوقاف للجهات الاستيطانية الاحتلالية إنما هو "عمل يرقى إلى مستوى الخيانة العظمى".
وأكد أن كل الصفقات والتسريبات التي تمت سابقاً، باطلة وغير قانونية. قائلاً: "يؤسفنا وجود أشخاص من هذا النوع في مجتمعنا الفلسطيني، ممن باعوا ضميرهم وإنسانيتهم مقابل حفنة من دولارات الخيانة والعمالة".
وأشار إلى أنه رغم كل ما تفعله هذه الفئة، إلا أن معنوياتنا كمقدسيين يجب أن تكون عالية، لأن أحد الأهداف المطلوب تحقيقها، ضرب معنويات المقدسيين وجعلهم يعيشون في حالة إحباط ويأس واستسلام لما يرسم لمدينتهم المقدسة.
ودعا المطران إلى المزيد من الوحدة الوطنية، والوعي والصدق والاستقامة، للتمكن من الدفاع عن القدس التي تسرق منا بوسائل معهودة وغير معهودة"، بحسب ما جاء في البيان.
وكانت جمعيات عقارية استيطانية قد تمكّنت من الاستيلاء على منشآت فلسطينية في البلدة القديمة بالقدس، بعد تسريبها لها.
وعلى إثر عمليات تقصّي حقائق عمليات تسريب العقارات المقدسية للمستوطنين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية أكثر من خمسة مقدسيين ممّن حاولوا كشف الحقائق ونشرها للشارع المقدسي؛ من بينهم المحافظ عدنان غيث، ومدير جهاز المخابرات الفلسطيني جهاد الفقيه، حيث تم الإفراج عنهما يوم أمس بشروط بعد اعتقالهما لمدة يومين.