دشن الرئيس الصيني تشي جين بينغ اليوم الثلاثاء في زوهاي جنوبي الصين أكبر جسر بحري في العالم يصل منطقتي هونغ كونغ وماكاو اللتين تتمتعان بالحكم الذاتي بالبر الصيني.
ويأتي افتتاح هذا المشروع العملاق الذي بدأ تشيده عام 2009 في الذكرى الأربعين لبدء الإصلاحات في الصين التي أدت إلى تحول البلاد نحو اقتصاد السوق.
يبلغ طول الجسر 55 كيلومترا، وهو يربط جزيرة هونغ كونغ بماكاو ومناطق غرب دلتا نهر اللؤلؤ الأقل تطورا نسبيا في إقليم غوانغدونغ، ومن المقرر أن يفتح الأربعاء أمام السيارات. وبالإضافة إلى الجسر يضم المشروع نفقا تحت الماء بطول 6.7 كيلومترات.
ويوصف هذا المشروع الضخم في الصين بأنه معجزة هندسية، بينما يرى منتقدوه أنه يستهدف في الواقع صهر هونغ كونغ التي يسود فيها نظام سياسي يقوم على الانتخابات.
أما كلفة الجسر الذي يصل بين هونغ كونغ وكل من زوهاي وماكاو فقد بلغت عشرين مليار دولار، وقد شهد المشروع بعض المشاكل المتعلقة بوفاة عمال وشبهات فساد.
وفي ما يلي حقائق عن هذا المشروع وفق ما أوردت صحيفة غارديان البريطانية:
-تقاس نبضات القلب وضغط الدم للسائقين الذين يمرون عبر الجسر، وترسل البيانات إلى مركز معلومات خاص بالمشروع، كما أن الكاميرات تراقب السائقين فإذا تثاءب السائق أكثر من ثلاث مرات في 20 ثانية فإنها تصدر إنذارا.
-رغم أن المشروع يستهدف جعل منطقتي هونغ كونغ وماكاو أقرب إلى البر الصيني، فإن قيادة السيارات عبر الجسر مسموح بها فقط لبعض الفئات وبتراخيض خاصة، ووفق تقارير فإن بين هذه الفئات من يدفعون ضرائب كبيرة أو يقدمون تبرعات مالية كبيرة لفائدة المنظمات الخيرية في إقليم غوانغدونغ. أما بقية الناس فيمكنهم استخدام حافلات للتنقل.
- اشتكى ناشطون في هونغ كونغ من القيود التي فرضتها السلطات الصينية على القيادة فوق الجسر، قائلين إن سكان الجزيرة لا يستطيعون استخدام الجسر بحرية رغم أن أموال دافعي الضرائب استخدمت في المشروع المكلف.
ونقلت الغارديان عن برلماني مؤيد للديمقراطية في هونغ كونغ قوله إن المشروع ذو طابع سياسي، حيث إن جسر شمال زوهاي بإقليم غواندونغ سيكتمل بناؤه في عام 2030، مما يعني أن الحركة على الجسر الذي يصل هونغ كونغ وماكاو بالبر الصيني ستتراجع بشكل ملحوظ في ذلك التاريخ.
- في هونغ كونغ وماكاو يكون السوق على اليسار، وفي الصين على اليمين، وهو ما من شأنه أن يثير إشكالا، لكن وبما أن الجزء الأكبر من الجسر يقع في نطاق البر الصيني، فسيتعين على السائقين القادمين من هونغ كونغ الالتزام بقوانين الصين.
- الجسر الذي دشن يستهدف ربط كل من هونغ كونغ وماكاو بـ11 مدينة صينية لتشكيل منطقة اقتصادية كبرى تنافس "وادي سيليكون" في الولايات المتحدة. وفي إطار تشكيل هذه المنطقة الاقتصادية الكبرى كانت السلطات الصينية افتتحت الشهر الماضي خطا للقطارات السريعة.
المصدر : وكالات