فلسطين أون لاين

​محرومة من أنواع الدعم كلها

الخدمات المقدّمة لفئة الأرامل في قطاع غزة لا تتعدى 0,5%

...
غزة - صفاء عاشور

في بادرة ربما هي الأولى من نوعها دعا اختصاصي الصحة النفسية د. إسماعيل أهل إلى ضرورة توجيه الدعم النفسي والاجتماعي والمالي لفئة الأرامل في قطاع غزة، من خلال القيام بعدد من المشاريع التي تستهدف هذه الفئة التي لا تتلقى أي دعم على أي مستوى.

وأوضح في حديث لـ"فلسطين" أن فئة الأرامل هي من أكثر الفئات المهمشة، والتي لا يوجد أي اهتمام بها سواء على المستوى الحكومي أو الخاص، كما أن نسبة المشاريع التي تُرصد لدعمها نفسياً لا تتجاوز 0,5% من مجمل المشاريع النفسية التي تٌقام في قطاع غزة.

وقال أهل: إن "الأرملة لقب يطلق على من مات زوجها، وتصبح من أكثر الفئات احتياجاً لخدمات الدعم النفسي، والاجتماعي من قبل العاملين في المؤسسات المجتمعية أو المؤسسات المحلية والدولية".

وأضاف: "ورغم أهمية توفير الدعم النفسي للمرأة الأرملة إلا أن جميع الاهتمامات تنصب حول دعم الأطفال الأيتام، سواء كان هذا الدعم ماليًا أو معنويًا، ولا يقدم أي دعم للأرملة رغم أنها تكون أكثر احتياجاً للدعم المعنوي والمالي من الأطفال أنفسهم".

وبين أهل أن الأرامل هن مقدمو الرعاية الأساسيين للأطفال الأيتام، لذلك يجب أن تكون المقدمة الأساسية للرعاية لديها مقومات من الدعم النفسي والاجتماعي لتقديم خدمات التربية للأطفال الأيتام".

وأكد ضرورة دعم المرأة الأرملة بإعداد برامج مسبقة وتحديد احتياجات الأرامل، وما هي البرامج التي تناسب كل فئة من الفئات؟ لافتاً إلى أن فئة الأرامل تُقسم إلى عدة فئات منها: فئة الأرامل نتيجة وفاة طبيعية، وزوجات الشهداء وأرامل المتعاونين مع الاحتلال.

ونبه إلى أن الفئة الثالثة هي أكثر فئة تحتاج إلى تقديم الدعم النفسي كونها فئة منبوذة من المجتمع المحلي بفعل تعاون الزوج مع الاحتلال الإسرائيلي وعدم تقبّل من حولها لها ولأبنائها، داعياً إلى ضرورة عمل برامج تتناسب مع كل فئة من الفئات مع الحفاظ والبعد عن كل المسمّيات.

وشدّد أهل على أن جوانب الدعم النفسي والاجتماعي المقدمة للأرملة يجب أن تكون من خلال خدمات الدعم النفسي للأرملة ذاتها وأن تتلقى الأرملة ساعات تدريبية للرعاية الذاتية والتعامل مع الضغوط النفسية، والاجتماعية، والأسرية في حياتها اليومية.

وأردف: "كما يجب معرفة المشكلات التي تواجه الأرامل خلال العملية التربوية والتعامل مع المجتمع، حيث إن كل امرأة لديها أطفال ويجب أن تعرف كيفية التعامل مع احتياجاتهم التربوية والتنموية"، مشيراً إلى ضرورة تزويد الأرامل ببرامج تربوية للتعامل مع هذه المراحل بكافة أشكالها.

وذكر أهل أن عملية التوعية المجتمعية يجب أن تشمل توعية الأرملة وتدريبها على التعامل مع مؤسسات المجتمع المدني، ومعرفة كيفية الاستفادة من الخدمات المقدمة لها دون مقابل، وألا يكون مقابلها أي شيء يبيح استغلالها.

وبين أنه يجب إعداد برامج لتحديد الخدمات التي تحتاجها الأرملة ويمكن أن تطلبها من مؤسسات المجتمع المدني، سواء برامج الدعم النفسي، أو الاجتماعي بالإضافة إلى البرامج التعليمية وبرامج محو الأمية التي تؤهلها لكتابة خطابات للمؤسسات الاغاثية، وحتى لا تصبح عرضة للاستغلال جهلها من بعض الأشخاص.

وأكد أهل أنه رغم أعداد الأرامل الكبيرة في قطاع غزة إلا أنه لا يوجد برامج أساسية لتقديم الخدمة لهن في المجتمع الفلسطيني، وأنه إذا توافرت هذه البرامج فهي تكون على هامش تقديم الخدمة للأطفال الأيتام.

وعزا تجاهل هذه الفئة الهامة إلى الفهم الخطأ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى"، متناسين أن وراء الطفل اليتيم أم تعده للمستقبل وتربيه وتحافظ عليه وتوجهه وتحل مشكلاته النفسية والاجتماعية والتربوية.

وشدد أهل على أن تقديم الرعاية والكفالة ليس للأيتام فقط بل لمقدمي الرعاية للأطفال الأيتام فمن يعطي يجب أن يُعطى ومن يدعم يجب أن يُدعم، والأم الأرملة يجب أن يتم تدريبها ودعمها نفسياً واجتماعياً لتنجو مع أبنائها إلى بر الأمان.

وتمنى أهل أن يكون قد ضرب جدران الخزان موجهاً دعوته للمؤسسات الأهلية والمجتمعية والدولية العاملة في القطاع لتوجيه خدماتها للأرامل وليس للأيتام فقط، فالأرامل ليس هناك من يقدم خدمات لهن أي خدمات على عكس فئة الأيتام.

وشدد على ضرورة تقديم بعض البرامج المهنية التي تعمل على تدريب المرأة على عمل ما يضمن لها القدرة على الإنفاق على نفسها ودمجها في سوق العمل المحلية والدولية بحيث تغني نفسها عن انتظار كفالات الأيتام وإنقاذ نفسها وأبنائها.