قائمة الموقع

​ابتزاز الطفل يهزّه اجتماعيًّا ونفسيًّا وعاطفيًّا

2018-10-23T07:09:06+03:00

يعدّ الابتزاز من أسوأ المشاكل التي يتعرض لها الطفل في الصغر، وهي ما قد تؤدي إلى عواقب وخيمة لا يحمد عقباها، فيكون الطفل المُبتز ضعيف الشخصية، لا يوجد لديه ثقة بنفسه وقدراته، كما أن الابتزاز يلعب دورًا كبيرًا في تعود الطفل على هذا الأسلوب، فعندما يكبر لا يستطيع الأهل تغيير هذه الصفة السلبية التي كانوا سببًا فيها منذ البداية.

فقدان الثقة

الاختصاصي النفسي والاجتماعي فوزي رشيد، قال: إن الابتزاز هو معاملة سيئة لاستغلال البشر، كما أنه من المظاهر التي تنشأ في المجتمعات التي يغفل فيه القانون أن يأخذ دوره، ويغيب الوعي بفعل الجهل والتخلف، فيصبح الابتزاز مغنمًا وممارسته مهارة والوصول إليه شطارة.

وأشار إلى أنه في حال كان الابتزاز يمارس على الأطفال؛ فإنه يؤثر سلبًا على بناء شخصيتهم، ومن تلك التأثيرات السلبية فقدان الثقة فيمن حوله، وقد ينسحب فقدان الثقة على المجتمع ككل.

وأوضح رشيد أنه من ضمن الصفات التي قد تنشأ لدى الطفل نتيجة الابتزاز تكوين شخصية طفولية خائفة مهزوزة تخشى التعامل مع أي كان، وقد تؤدي إلى تشكيل شخصية طفولية تمارس الابتزاز على غيرها في كبرها.

ممارسات الأطفال

ونبه الاختصاصي النفسي والاجتماعي، إلى أنه من ضمن الصفات التي يتعلمها الطفل عن طريق الابتزاز؛ العدوانية التي قد تظهر في بعض ممارسات الأطفال المبتزين والفشل الجزئي أو الكلي في تكوين علاقات اجتماعية، ما يؤدي إلى ظهور شخصية طفولية انطوائية.

وأضاف: "الشخصية السلبية التي قد تتشكل مع الأطفال المبتزين بسبب ممارسة الابتزاز عليهم بحيث لا يشارك مجتمعه بناءه وتطوره قد تؤدي إلى جنوح بعض الأطفال للغش والخداع والسرقة ممن مورس عليهم الابتزاز".

الجبن والانهزامية

ونبه رشيدإلى أن "الابتزاز العاطفي" خاصة يترك آثارًا نفسية في الطفل خطرة، يعاني منها على مدى حياته، فاستعمال التهديد يجعله شخصًا جبانًا، وفرض السيطرة يجعله فاقدًا لثقته بنفسه.وتابعقوله: "استعمال الحب كوسيلة للتأثير يجعله غير حر في تصرفاته, لذا على الآباء ترك الابتزاز العاطفي والتقويم السليم للأطفال وإعطاء مساحة اختيار وتصرف واتخاذ القرارات بحرية". وأكمل قوله: "تختلف مفاهيم كل جيل عما قبله من الأجيال التي تكبره فلا يصح فرض سيطرة الآباء على الأبناء وابتزازهم عاطفيًا لاختيار سلوك حياتهم بإخضاعهم لدراسة معينة أو نوع عمل يحبذونه", مؤكداً أهمية ترك الطفل منذ صغره بحرية وعدم ممارسة ابتزاز عاطفي عليه وتقويمه دون إحباطه من ضروريات تأسيسه مجتمعيًّا.

وأوضح رشيد أنه من المهم أن يتعامل الوالدان مع الطفل منذ الصغر بانضباط بعيدًا عن الابتزاز حتى يتم تربيتهم جيدًا، وبعيداً عن الأنانية ورغبتهم في الحصول على ما يريدون به بأسلوب غير سليم.

ونبه إلى أهمية ألا يسمح الوالدان لأطفالهم بابتزازهم عاطفياً، أو حتى قيامهم بذلك معهم؛ لأن ذلك يعدّ من الطرق التربوية الخطأ والتي تظهر نتائجها السلبية في المستقبل.


اخبار ذات صلة