فلسطين أون لاين

​لماذا تعاني السيدات من آلام العصب الأوسط؟

...
غزة - نسمة حمتو

تعاني بعض النساء وخاصة العاملات من المشاكل في راحة اليد اليمنى أو اليسرى؛ لكثرة الضغط عليها أثناء العمل، أو حتى في الأعمال المنزلية، وهو ما قد يتسبب في آلام حادة فيها دون معرفة السبب في ذلك، وقد يؤدي فيما بعد إلى مضاعفة الحالة واضطرار الطبيب لإجراء عملية جراحية فيها.

الأسباب الشائعة

وظيفة العصب الأوسط هي نقل الإحساس في جزء من راحة اليد، وأصابع اليد، ويغذي الإحساس في ثلاثة أصابع ونصف الإصبع في اليد ومعظم راحة اليد، ولكنه أيضًا مسؤول عن تغذية بعض العضلات الصغيرة المسئولة عن الحركات الدقيقة.

وما يحدث في هذه الحالة هو أن العصب الأوسط ينضغط ما بين الرباط الليفي الموجود وما حوله.

رئيس قسم المخ والأعصاب في مستشفى الشفاء محمود أبو خاطر، أكد أن هذه الآلام تسمى الضغط على العصب الأوسط، الذي يحدث نتيجة الحمل المتكرر عند النساء واستخدام اليد بكثافة.

مرضى الغدة الدرقية

ونبه أبو خاطر إلى أن الضغط كثيرًا على راحة اليد أثناء القيام بالأعمال المنزلية يضر بها ويزيد من الضغط على العصب الأوسط، لافتاً إلى أن هذه المشكلة يعاني منها مرضى الغدة الدرقية، أو من يرتدون الإكسسوارات الضيقة في اليد كالساعة على سبيل المثال فهي تسبب ضغطًا على هذه المنطقة وآلام شديدة فيها.

وأشار رئيس قسم المخ والأعصاب إلى أن نسبة ضئيلة من مرضى الضغط على العصب الأوسط لم يعرف السبب لديهم حتى الآن.

وفيما يتعلق بتشخيص الحالة، أوضح أبو خاطر بأن التشخيص يتم من خلال الفحص الإكلينيكي لوظائف عضلات اليد والأصابع لمنطقة تغذية العصب الأوسط، مع مقارنة اليد السليمة بالمصابة.

مراحل متقدمة

وأفاد أنه في المراحل المتقدمة من الضغط على العصب الأوسط قد يتسبب ذلك بتهيج الأعصاب وحدوث ما يسمى بمتلازمة "كوكايين هاند".

وأضاف: "في مثل هذه الحالات كذلك نجري تخطيط أعصاب لمعرفة هل المشكلة مقتصرة على العصب الأوسط أو بمشاركة الأعصاب العنقية"، مؤكداً أن الفحص الإكلينيكي خطوة أكثر قيمة للطيب من تخطيط الأعصاب.

وتابع أبو خاطر قوله: "في مثل هذه الحالات إذا كان الضغط على العصب الأوسط قليلاً نحاول عمل علاج طبيعي لليد وننصح المريض بالبعد عن المسببات"، لافتاً إلى أنه في حال كانت الحالة متطورة ويعاني المريض من فقد التحكم في اليد لابد من إجراء العملية الجراحية.

توسيع العصب

وبين أبو خاطر أن الهدف من إجراء هذه العملية هو التوسيع على العصب الأوسط، قائلاً: "الطريقة الحديثة المتبعة في غزة هي إزالة بعض الدهون من منطقة راحة اليد لتوسيعها، ومن ثم إعادة الدهون مرة أخرى لمكانها الطبيعي حتى لا تعود التليفات لليد".

ونبه رئيس قسم المخ والأعصاب إلى أن بعض المرضى الذين يجرون هذه العمليات يعانون من عودة المشكلة بعد فترة قليلة، وذلك بسبب عدم إعادة الدهون إلى مكانها الطبيعي.

وقال: "عملية إعادة الدهون تكون وقاية لعدم احتكاك العصب من جديد مع الأنسجة المجاورة له، وبالتالي لا يضطر المريض لإعادة إجراء عملية جراحية جديدة".