قائمة الموقع

هل يفلح الضغط النفسي في إظهار ظل المطارد نعالوة؟

2018-10-23T05:52:36+03:00
جنود الاحتلال يواصلون التنغيص على الفلسطينيين (أ ف ب)

رأى خبيران فلسطينيان في الشؤون الأمنية والعسكرية، أن فشل أجهزة استخبارات الاحتلال في الوصول إلى منفذ عملية بركان الفدائية، ولجوئها إلى العمليات النفسية، إنجازًا يسجل لمنفذي عمليات المقاومة الفردية أمام ما يمتلك ويوظفه جيش الاحتلال من وحدات عسكرية وأمنية ووسائل تكنولوجية وعملاء لملاحقة المقاومة.

وكان الشاب أشرف نعالوة، قد اقتحم في 7 أكتوبر الجاري المنطقة الصناعية (بركان) في مستوطنة "أريئيل" القريبة من مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، ونفذ عملية إطلاق نار أودت بحياة اثنين من المستوطنين وإصابة ثلاثة بجراح خطيرة.

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، يجري جيش الاحتلال عمليات دهم وتفتيش، وكثف من عمليات اقتحام محافظات الضفة المحتلة، لا سيما منطقة الشويكة ومعظم مناطق محافظة طولكرم بحثًا عن نعالوة (27 عاما).

وعدّ الخبير العسكري اللواء واصف عريقات، اعتقال سلطات الاحتلال والدة وشقيق وجيران وأصدقاء "أشرف"، والتحقيق ميدانيا مع عدد كبير من أهالي شويكة، والطلب من والده إحضار مركبة تحتوي على مكبرات للصوت من أجل المناداة على نجله بالقرى والبلدات لتسليم نفسه للاحتلال "يشير إلى أن الجيش لجأ الآن إلى الحرب النفسية كإجراء أمني واستخباري".

ووصف عريقات في حديثه لصحيفة "فلسطين"، الحرب النفسية التي يمارسها الاحتلال ضد نعالوة وعائلته بأنها "أسلوب إرهابي مخالف لكل القوانين الدولية، وخاصة استخدام أهله كدروع بشرية".

وأشار إلى أن استخدام الاحتلال لأهل أشرف كـ"عين لتسليمه، يشكل امتدادا للأعمال الاستخباراتية القذرة في ترهيب المواطنين الفلسطينيين".

وقال: "سلطات الاحتلال حولت ضاحية شويكة إلى سجن كبير، وبات سكانها الذين يزيد عددهم عن 11 ألف مواطن معتقلين ورهائن للاحتلال، وتستخدم ضدهم الأساليب القمعية والترهيبية، لبث الرعب في نفوس الناس وإلزامهم القيام بأعمال رغما عن إرادتهم".

ورأى الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، أن هذا كله "دليل على فشل الاحتلال في الحصول على معلومات حول المكان الذي اختفي فيه أشرف، وهو ما يزيد من جنونهم ولجوئهم إلى أساليب الضغط النفسي للتغطية على فشلهم".

وأشار عريقات، إلى أن عدم قدرة أجهزتهم الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية على الوصول إلى أشراف يدلل على أن اختفاءه مدروس ومخطط له مسبقًا، وينم عن وعي بأساليب الاحتلال.

خوف من الاشتباك

ويتفق الخبير العسكري يوسف الشرقاوي مع ما ذهب إليه عريقات، من أن الاحتلال وبعد أن فشلت كل أساليبه في تتبع نعالوة، لجأ إلى الحرب النفسية.

وقال الشرقاوي لـ"فلسطين": "هذه الحرب لا تستهدف نعالوة فقط، بل تريد (إسرائيل) ضرب الروح المعنوية التي خلفتها عملية بركان"، مضيفا أن محاولة سلطات الاحتلال كسر معنويات الشعب الفلسطيني أسلوب قديم جديد، إذ تعتقد أن هذا الأسلوب قد يضعف أحد من وسطه المحيط ممن هم على دراية بمكانه، ويبلغ الاحتلال بمكان مشاهدته لأشرف أو المحيط الذي يختفي فيه.

ورأى أن مجرد تنفيذ العملية يُعد فشلًا أمنيا واستخباريا لجيش الاحتلال، وتخطيط ناجح من قبل منفذها نعالوة.

وأشار الشرقاوي إلى أن كل وسائل الضغط التي يتبعها جيش الاحتلال الآن هدفها الحصول ولو على رأس خيط.

وقال: "سلطات الاحتلال استكملت التحقيق، واستمرار الضغط النفسي وزيادته خلال الأيام القادمة سيكشف عن مزيد من العجز الإسرائيلي، ويعبر عن مخاوف الاحتلال من إمكانية خسارة جنود له في الاشتباك القادم".

ويثير بقاء نعالوة مطارداً المخاوف لدى ضباط الاحتلال وقادته من تنفيذه عمليات أخرى، أسوة بالشهيد أحمد نصر جرار الذي نفذ عملية عسكرية فردية في 30 يناير/ كانون الثاني 2018، قتل خلالها حاخاما إسرائيليا وجرح آخر.

وفشلت قوات جيش الاحتلال الخاصة في اعتقال أو اغتيال الشاب العشريني جرار، أكثر من مرة، فيما استمرت مطارته نحو 30 يومًا.

وتحول الشهيد نصر إلى "بطل" شعبي مقاوم في الضفة وفي عموم فلسطين، وقتله جيش الاحتلال فجر السادس من فبراير/ شباط 2018.

اخبار ذات صلة