فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

رؤية الأهل.. حلمٌ يراود الأسرى المحررين بغزة منذ7 أعوام

...
غزة/ نسمة حمتو:

يعاني عشرات الأسرى المحررين المبعدين إلى قطاع غزة من تضييق الخناق عليهم من الاحتلال الإسرائيلي الذي يرفض منح عائلاتهم تصاريح من أجل التمكن من رؤيتهم في قطاع غزة، إضافة إلى ملاحقة كل من يحاول التواصل معهم عبر الانترنت في الضفة الغربية، وما يزيد الأمر سوءا عدم تمكنهم من السفر للخارج من أجل العلاج أو إكمال التعليم أو حتى لأداء مناسك العمرة.

ويقول الأسير المحرر رجائي الكركي: "جميع الأسرى المحررين يشعرون بالبعد الاجتماعي عن أهلنا وذوينا وهذا كفيل بأن يتسبب لنا بوجع في القلب، فبمجرد وجود حالة وفاة لا سمح الله نشعر بألم وقهر الإبعاد والوجه الحقيقي له".

ويضيف: "عندما نشعر أنه من الصعب جداً أن نعود لنلتقي مرة أخرى بذوينا, وأن نحضنهم ونشم رائحتهم وأن نلتقي بهم وجهاً لوجه، فلو كان هناك فرحة لدى أهلنا نشعر بغصة شديدة كنا نتمنى أن نحتضن إخوتنا قبل زفافهم وأن نودع أقاربنا الذين غيبهم الموت دون أن نراهم، في كل مناسبة يتجدد علينا الوجع نشعر فعلاً ببعد المسافات بيننا وبينهم".

ومضى بالقول :"نحاول في كثير من الأحيان أن نؤنس بعضنا البعض، فلو فقد أحدنا عزيزا عليه نقف بجانب بعضنا البعض وفي الشق الثاني لو كان هناك فرحة لأحد أقاربه أو إخوته نقوم بعمل مناسبة صغيرة حتى نشعر بجزء قليل من هذه الفرحة، حتى في الأعياد نحاول الاجتماع مع بعضنا نخفف عن أنفسنا ولو جزءا يسيرًا من الفقدان".

مساندة الأهل

وعلى الصعيد الآخر يعاني الأسرى المحررون المبعدون إلى قطاع غزة من منعهم من السفر خارج القطاع، وعن ذلك يقول الكركي:" قضية منع السفر صعبة جداً تنعكس علينا في كثير من النواحي، على الأقل لا نستطيع السفر لرؤية أهلنا لنخفف القليل من الأوجاع التي نشعر بها".

ويضيف: "على صعيدي الشخصي قبل عام تقريباً توفي أخي الأصغر, كنت أتمنى في هذه اللحظة أن أكون بجانبهم, وأساندهم, وأقدم واجب العزاء لوالدتي ووالدي لكنني للأسف لم أستطع أن أفعل شيئا، هذا الشيء لا ينطبق علي وحدي, بل الكثير من الأسرى المحررين كانوا يتمنون أن يشاهدوا لحظة دفن أحبتهم وأن يشهدوا الوداع الأخير".

أما الأسير المحرر أيمن الشراونة فيقول: "بعد 7 سنوات من صفقة تبادل الأسرى، ما زلنا نعاني بسبب عدم تمكننا من السفر للضفة الغربية وحتى أن الاحتلال يمنع أهلنا من الحصول على تصاريح للسفر للأردن ثم إلى مصر وبعدها غزة".

ويضيف: "وسيلة الاتصال الوحيدة بيننا هي الانترنت فقط عبر الفيس بوك أو الواتس أب وللأسف بات أهلنا يلاحقون على هذا الشيء حتى الأبناء المقربون من الدرجة الأولى يلاحقون بسبب اتصالهم بنا".

وتابع قوله: "تزوج ابني الأكبر في الخليل ولم أستطع حضور حفل زفافه للأسف، شعور بالغصة والألم والحزن عندما يتزوج نجلك الأكبر دون أن تستطيع أن تحضر حفل زفافه، كذلك لي ثلاث بنات في الخليل تزوجن هناك وأنجبن أبناء ولم أتمكن من حضور هذه اللحظات، الاحتلال حرمنا من مشاركة أهلنا أجمل اللحظات، حتى زوجتي هنا في غزة تعاني لأنها لم تتمكن من حضور زفاف نجلها الأكبر".

ويشير الشراونة إلى أن الأسرى يعانون بشكل كبير كذلك بسبب منعهم من السفر خارج قطاع غزة, سواء لإكمال التعليم أو حتى للعلاج بالخارج أو للالتقاء بالأهل، قائلاً:" نحن موجودون في سجن غزة الكبير لا نستطيع الخروج منه للعالم".

أما الأسير المحرر نهاد أبو كشك فيقول: "قضية المبعدين معقدة عند الاحتلال الإسرائيلي منذ خرجنا من السجن و90% من الأسرى المحررين محرومون من رؤية أهاليهم، حاولنا الضغط من خلال مؤسسات حقوق الإنسان والتقديم عبر معبر إيرز ولكن في كل مرة يكون الرفض حليفنا، 7 سنوات في غزة حتى اليوم لم أتمكن من مشاهدة أهلي".

ويؤكد أبو كشك أن الأسرى المحررين يعانون كذلك من التضييق على المكالمات التي يتم إجراؤها مع أهاليهم في الضفة الغربية، قائلاً:" أجهزة المخابرات الإسرائيلية أصبحت تتواصل مع كل من يتواصل معنا حتى الأقرباء من الدرجة الأولى".

وأبدى أمله في أن يكون هناك شرط ضمن أي صفقة تبادل قادمة تمكننا من زيارة أهلنا، مطالباً الوفود المتوجهة للقاهرة باستمرار بمطالبة مصر كونها الراعي لصفقة وفاء الأحرار بأن تسعى جاهدة لحل هذه المشكلة.

من جانبه, عد مدير مركز مسارات لحقوق الإنسان صلاح عبد العاطي، منع الأسرى المحررين من زيارة أهلهم أو السفر خارج قطاع غزة , خرقا واضحا وفاضحا لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي التي تنص على حق المواطنين في السفر والتنقل.

وقال:" هناك معاناة مستمرة طالما الاحتلال يقوم بإجراءاته التعسفية ولا يحترم القانون الدولي، لا بد أن يكون هناك تحرك دولي في هذا الجانب فهذه جريمة ترتكب بحق الأسرى المحررين".