سبعة أعوام مرّت على إنجاز صفقة وفاء الأحرار التي أبرمت برعاية مصرية في 2011م، وأفرج بموجبها عن 1027 من الأسرى الفلسطينيين، مقابل الجندي في جيش الاحتلال جلعاد شاليط.
ولا تفارق الآمال الأسرى بسجون الاحتلال في صفقة وفاء أحرار أخرى، تبرمها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
"القسام" أعلنت في 20 تموز (يوليو) 2014م أسرها الجندي في جيش الاحتلال شاؤول أرون، في أثناء تصديها للعدوان البري الإسرائيلي شرقي مدينة غزة.
وفي الأول من أغسطس من العام نفسه أعلن الاحتلال فقده الضابط "هدار جولدن"، وقالت القسام آنذاك: "لا علم لنا حتى اللحظة بموضوع الجندي المفقود، ولا مكان وجوده أو ظروف اختفائه".
وأضافت "القسام" في بيانها: "لقد فقدنا الاتصال بمجموعة المجاهدين التي نصبت كمينًا لجنود الاحتلال في أثناء توغلهم ليلًا شرقي رفح، ونرجح أن جميع أفراد هذه المجموعة استشهدوا في القصف الصهيوني، وقتل معهم الجندي الذي يتحدث العدو عن اختفائه، على افتراض أن هذه المجموعة من مقاتلينا أسرت هذا الجندي في أثناء الاشتباك".
وظهر المتحدث باسم "القسام" أبو عبيدة، في بيان تلفزيوني مقتضب على قناة الأقصى الفضائية، في نيسان (أبريل) 2016م، وبدت صور أربعة من جنود الاحتلال في الفيديو.
وقال أبو عبيدة: "لا توجد أية اتصالات بشأن جنود العدو الأسرى، وإن أية معلومات عن مصير هؤلاء الجنود الأربعة لن يحصل عليها العدو مجانًا"، مضيفًا: "إن نتنياهو يكذب على شعبه، ويضلل جمهوره وأهالي وذوي جنوده الأسرى".
أوراق قوة
إصرار المقاومة الفلسطينية على عدم الإدلاء بأي تفاصيل عن مصير جنود الاحتلال الأربعة إلا وفق شروطها يرفع معنويات الأسرى خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي، ويُبقي الأمل لديهم في إبرام صفقة جديدة.
يقول مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين في قطاع غزة عبد الله قنديل: "إن أنظار الكل الفلسطيني، والأسرى في سجون الاحتلال تحديدًا تتجه صوب المقاومة الفلسطينية، وما لديها من أوراق قوّة".
ويبين قنديل لصحيفة "فلسطين" أن أوراق القوّة التي تمتلكها المقاومة هي أسرها أربعة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويُشير إلى أن الأسرى خلف قضبان الأسر يعقدون آمالًا كبيرة على المقاومة، لإنجاز صفقة قريبًا، مضيفًا: "المقاومة لديها تجربة قوية في هذا الإطار، واستطاعت إنجاز صفقة قبل ذلك، وعلّها تُعيد الكرة مرة أخرى".
ويتابع: "الأسرى يرقبون بشغف، ويدركون في كل لحظة أنهم ربما يكونون على موعد مع الحرية قريبًا، وهم مصرون على أن تشمل الصفقة الجديدة أكبر عدد منهم، خاصة أصحاب المؤبدات والأحكام العالية".
ويؤكد مدير "واعد" أن المقاومة قادرة على تحقيق صفقة جديدة بالصمود حتى أطول نفس في عملية التفاوض غير المباشر مع الاحتلال، وقدرتها على الاحتفاظ بجنود الاحتلال الأسرى.
ويوجه رسالة للأسرى الفلسطينيين الصامدين في سجون الاحتلال قائلًا: "موعدكم مع الحرية قد يتأخر، لكنه قريب بإذن الله ثم قوة المقاومة".
ويختم حديثه بتوجيه التحية لروح الشهيد أحمد الجعبري "مهندس صفقة وفاء الأحرار الأولى"، معربًا عن أمله في صفقة جديدة، تحرر جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
وأنجزت صفقة التبادل بعد أكثر من خمس سنوات قضاها شاليط في الأسر بمكان سري في قطاع غزة، بعد أن عجز الاحتلال بكل قدراته الاستخبارية عن الوصول إلى مكان أسره، وفشلت حربه العدوانية التي شنها نهاية 2008م وبداية 2009م في إنقاذه من الأسر.