في مدينة إسطنبول التاريخية التي تجذب القدر الأكبر من السياح القادمين إلى تركيا، يوجد عدد كبير من الحمامات، بعضها أصبحت من معالم المدينة وجزءاً من تفاصيلها، أهمها حمام "جاغال أوغلو".
تم تصنيف هذا الحمام كواحد من ألف موقع حول العالم يجب زيارتها ولو لمرة واحدة في الحياة، بسبب كونه آخر حمام تركي بني في فترة الإمبراطورية العثمانية عام 1741، حيث قدم لزيارته كبار الشخصيات السياسية والفنانين على مستوى العالم.
يقدم الحمام خدمات ترفيهية ممتعة أخرى بالإضافة لتجربة الاستحمام، منها المقهى الواقع في حديقته الخارجية الذي يقوم بإعداد الأطعمة التركية والمشويات في أيام الصيف، وعقد الحفلات في الديوان الداخلي الذي يحوي موقداً في أيام الشتاء الباردة.
ويتيح الحمام التركي "جاغال أوغلو" الذي يقع في شارع "يري باطان" قرب متحف "آيا صوفيا" وسط مدينة إسطنبول، لمرتاديه كل ما يرغبون فيه من نظافة وراحة واسترخاء في الوقت نفسه.
ويضاف إلى ذلك الأجواء القديمة حيث القباقيب الخشبية وأدوات التنظيف التقليدية كالليف الخشن وقطع القماش التي يلف بها الجسم في تجربة فريدة تعيد من يخوضها إلى الأجواء العثمانية القديمة.
ويحمل الحمام التركي فوائد جمالية وصحية ونفسية كبيرة، تبعث الاسترخاء والشعور بالراحة وطرد التوتر والإجهاد وارتفاع ضغط الدم، إضافة للشعور بالتجدّد وصفاء الذهن.
وفي الفترة الأخيرة ظهر تفضيل عمل الرجال في الحمامات التركية بسبب أنهم أكثر قوة في تدليك الجسم وتنظيفه.
وأصبح الحمام التركي جزءًا من رحلات السياحة في تركيا، وفي إسطنبول بالدرجة الأولى، إضافة إلى كونه طقسًا يحافظ عليه الأتراك في حياتهم من فترة لأخرى.
ويتميز حمام "جاغال أوغلو" بهندسة معمارية مميزة، حيث يقام في مبنى خاص له قبة، وتصميمه المعماري مخصص لحفظ درجة الحرارة، وذو شكل فني جميل.
وعلى الرغم من انتشار الأنماط الحديثة للعناية بنظافة الجسم ونضارته مثل الساونا وغيرها، فإن الحمام التركي حافظ على مكانته من العصور التاريخية القديمة، إلى أن أصبح إحدى الظواهر السياحية، حيث يعتبره السياح تجربة فريدة لابد من خوضها.
ومع مرور الوقت، طوّر الأتراك من حمّامهم التقليدي بإدخال غرف للمساج يتم الخضوع لها لاحقاً، لتكون وسيلة للحفاظ على جمال الجسم وراحته.