قائمة الموقع

​خشية العواقب.. خلافات إسرائيلية حول التصعيد في غزة

2018-10-21T10:52:51+03:00
صورة أرشيفية

حالة من الهدوء المشوبة بالحذر من قبل المقاومة هي السائدة حاليًّا في قطاع غزة؛ بعد حادثة سقوط صاروخ (مجهول المصدر) على مدينة "بئر السبع"، والتي تبعتها تهديدات متعددة أطلقها قادة سياسيون وعسكريون إسرائيلية ضد القطاع، تخللها حشد آليات عسكرية ومدرعات على حدود القطاع.

سلوك قيادة الاحتلال تجاه القطاع يؤشر لوجود مقيدات ومحددات وسقف زمني متدنٍ في القدرة على اتخاذ قرار بعدوان واسع على القطاع، وأنه لا يوجد إجماع لديهم على توسيع العمل العسكري وتصعيده في غزة، خشية من العواقب التي يمكن أن تحدث، بحسب الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات.

ويفسر عريقات في حديثه مع صحيفة "فلسطين" حالة التضارب بين قادة الاحتلال في التعامل مع غزة، أنها تدلل على ضعف وعدم إجماع، وأنها تجعل الاحتلال غير قادر على اتخاذ القرار نظرًا لأن الظروف الإقليمية الحالية غير مواتية وفاتورة خسائر عالية ستدفع، يتخللها عدم السيطرة على النتائج.

وأضاف أن (إسرائيل) ترغب في التصعيد العسكري لكنها غير قادرة على ذلك، مشيراً إلى أن ما قامت به (من قصف لمواقع المقاومة) بعد حادثة إطلاق الصاروخ على بئر السبع يعد بالمفهوم العسكري ردًّا بغض النظر عن نتائج الرد.

ويضع عريقات ثلاثة سيناريوهات للأوضاع في القطاع، الأول أن تبقى الأمور على ما هي عليه، بتهديدات إسرائيلية وتنفيذ اعتداءات يومية وليس عدوانًا واسعًا على الأرض، والسيناريو الثاني أن تحاول قدر الإمكان من خلال العلاقات الدولية لديها الضغط على قيادة حماس والمقاومة بالذهاب لتهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار، بتلبية متدنية لشروط رفع الحصار، والثالث (الذي أستبعده) أن تتدحرج الأمور خارج سيطرة الأطراف.

وعود التنفيس

فيا يشير المختص في الشؤون الأمنية محمد أبو هربيد، إلى الفترة التي سبقت سقوط الصاروخ على منطقة بئر السبع، والتي كانت مرتبطة بوعود التنفيس عن غزة، وشهدت حالة من التصعيد في نبرة التهديد الإسرائيلي للقطاع، سيما في ظل استمرار مسيرة العودة السلمية.

وقال أبو هربيد لصحيفة "فلسطين": إن "حادثة صاروخ بئر السبع جاءت في وقت حساس بالنسبة للفلسطينيين والاحتلال، وبعد ساعات، سارع الاحتلال في نشر صور آثار الصاروخ على المنزل الإسرائيلي، وصعد من لغة التهديد، وذلك بهدف إما انتظار الجهة التي تتبنى الصاروخ، أو انتظار أي "خنوع" من المقاومة في القبول بفتات العروض المقدمة في يخص تثبيت وقف إطلاق النار.

ويرى أن الاحتلال –بعد حادثة الصاروخ– يعيش وضعا مرتبكا، وأصبح في وضع حرج أمام المجتمع الإسرائيلي، خاصة مع عدم تفعيل القبة الحديدية لإسقاطه، ما أحدث حالة من الصدمة والخلاف داخل "الكابينت" الإسرائيلي المصغر.

ويعتقد أبو هربيد أن الأجواء ما زالت مشوبة بالحذر، تتطلب يقظة عالية خوفا من أي عمليات "غدر" يقوم بها الاحتلال، لكونه حمل حماس المسؤولية عن الصاروخ رغم نفيها وبقية الفصائل ذلك، وحشد دباباته على حدود غزة كأنه يريد الدخول في معركة إن تجاوزت المسيرة الحدود، كذلك حاول ربط وقف المسيرات بوقف الرد على الصاروخ، واستغلال هذه الحادثة لإسكات المسيرة.

وأضاف أبو هربيد أن الاحتلال دخل في مرحلة جديدة عنوانها أن كل خياراته وأساليبه في مواجهة مسيرة العودة فشلت، وغير قادر على التعامل مع تداعياتها، معتقدًا أنه حتى لو دخل الاحتلال في مواجهة عسكرية لعدة أيام مع القطاع، فإنه سيعود لنفس النقطة التي هو عليها الآن ولن يأخذ شيئًا من المقاومة.

وحدد المختص في الشؤون الأمنية ثلاثة سيناريوهات للوضع القادم: أولها أن يدخل الاحتلال في جولة عسكرية لتحسين وضعه التفاوضي وإجبار المقاومة على القبول بـ"الفتات"، أو تستمر الأوضاع على حالها، أو التنفيس البسيط عن غزة إذا بلغت الأوضاع حدّ الذروة.

اخبار ذات صلة