قائمة الموقع

​مخيمات العودة.. مشهد بطولي وثورة لا تخشى الرصاص

2018-10-21T08:04:19+03:00
صورة أرشيفية

ما أن يبدأ الزحف الجماهيري للوصول لمخيمات العودة القريبة من الأراضي المحتلة عام 1948م، حتى تبدأ معركة نضالية أبطالها الشباب الثائر المنتفض في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

وينطلق الشباب الثائر بعشرات الإطارات "الكوشوك"، وإشعالها قرب السياج الفاصل، لتكون ساترًا وحاجزًا دخانيًا كثيفًا يمنع غدر وقنص جنود الاحتلال، للمشاركين السلميين.

ولا تتوقف إمدادات الشباب الثائر من إطارات "الكوشوك"، لزملائهم على المركبات "التكتوك" والعربات التي يجرها الحيوانات، كلما خَفُتَ لهيب النار والدخان المنبعث من الإطارات المحترقة، ليحول المكان لغمامة سوداء يصل امتدادها داخل الأراضي المحتلة.

وفي ثلاثة محاور جوار السياج، ينطلق الشباب وبغطاء من الدخان الأسود، لسحب الأسلاك الشائكة، وقص أجزاء منها، غير آبهين للرصاص المتناثر في المكان وقنابل الغاز السام التي لا تتوقف لحظة واحدة عن السقوط بين الشبان.

جولات كر وفر متواصلة لا تتوقف، لا يفشل المتظاهرون في تحقيق أهدافهم في إخماد فوهات بنادق جنود الاحتلال من إطلاق الرصاص، عبر كثافة الحجارة الملقاة تجاههم، وستار الأدخنة السوداء، واستغلال ذلك في سحب المزيد من الأسلاك الشائكة، ورمي إطارات مشتعلة إلى الشرق منها، وتثبيت العلم الفلسطيني وغرسه داخل الأرض المحتلة، وسط صرخات حناجرهم بالتكبير والتهليل.

ولا يتزحزح المشاركون من الصفوف الأمامية الذين لا تبعدهم أمتارا قليلة عن ثكنات الاحتلال، رغم الرصاص وقنابل الغاز، وصوت الإسعافات للجرحى منهم، بشكل يوحي بحجم الإصرار على مشاركتهم الشعبية.

ساعات طوال وحتى غروب الشمس، لا يتوقف المشهد البطولي للشباب والفتيات الثائرين لحظة أو دقيقة واحدة، وهم يقفون بصدورهم العارية يقارعون جنود الاحتلال المدججين بشتى أنواع السلاح.

ولا يتوقف المشهد البطولي وعطاء الشباب الثائر في المكان على مقارعة جنود الاحتلال، بل يشاركون الطواقم الطبية في حمل الجرحى لسيارات الإسعاف، والعودة والبدء مرة أخرى في إلقاء الحجارة باليد وعبر المقاليع اليدوية والمثبتة تجاه جنود الاحتلال.

ووسط صيحات التكبير، يقابل الشباب الثائر والمحتشدون من الرجال والنساء والأطفال، دفعات البالونات التي تعلو السماء من فوقهم مذيلة بالمواد الحارقة، والتي تسحبها الرياح قسرًا باتجاه المستوطنات المتاخمة لغزة.

نموذج للمقاومة الشعبية، أبطاله فلسطينيون صغار يحلمون بالعودة لديارهم المحتلة، وكسر الحصار عن غزة المحاصرة، يعودون لبيوتهم على أمل تحقيق مطالبهم، وحماية حقوقهم وقضيتهم الوطنية.

وانطلقت مسيرة العودة وكسر الحصار في 30 مارس الماضي، بمشاركة عشرات آلاف الفلسطينيين، الذين ارتقى منهم أكثر من 200 شهيدا، وإصابة أكثر من 22 ألفا آخرين بجراح متفاوتة.

اخبار ذات صلة