قائمة الموقع

​الشهيد صدام.. حنَّ إلى أخيه وترك وصيَّة لصغيرته "ملاك"

2018-10-18T08:18:15+03:00

لطالما اشتاق صدام شلاش لرؤية شقيقه "شريف" الذي استشهد في الـ23 من ديسمبر/ كانون الأول/ الماضي، متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال المتمركزة شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، في أثناء مشاركته في فعاليات منددة بقرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال.

فصورة "شريف" لم تفارق مخيلة "صدام" ولو لحظة، وطالما استيقظت زوجته من النوم، وهو يتمتم بعبارات "سألتقي بك قريبًا بإذن الله"، وعلامات الفرح بارزة على وجنتيه لتقترب منه وتستمع لتلك العبارات علها تفهم من المقصود.

"منذ استشهاد "شريف" انقلبت حياة زوجي -والحديث لضحى شلاش زوجة الشهيد صدام- رأسًا على عقب، فكانوا كالتوأمين لا يفارقان بعضهما، ويحرصون على إسعاد بعضهما ومن حولهما".

وتشير شلاش لصحيفة "فلسطين" إلى أن زوجها الشهيد صدام (27 عامًا)، كان حريصًا على المشاركة في كلّ فعاليات المسيرة المطالبة بإنهاء الحصار وحق العودة، ورفضًا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة" للاحتلال الإسرائيلي.

وتضيف شلاش، التي وقفت أمام مسجد العودة في مخيم جباليا شمال غزة، برفقة أطفالها الثلاثة وأقاربها، لتلقي نظرة الوداع على زوجها، وتلبي وصية زوجها بأن تقبله طفلته ملاك (6 أعوام) من وجنتيه قبل أن يوارى جسده تحت الثرى.

وتشير إلى أن زوجها استيقظ يوم الاثنين الماضي من النوم على غير عادته، وأخذ يوصيني ويوصى أطفالي بألا نحزن على فراقه، وأن أجله قد اقترب وسيلتقي بشقيقه الشهيد "شريف" قريبًا، هنا توقفت شلاش عن الحديث قليلًا كي تستجمع نفسها قائلة: "عندما غادر زوجي المنزل قبل العصر للمشاركة في فعاليات المسير البحري قبالة موقع "زيكيم" شمال قطاع غزة، حاولت اللحاق به.. لكن لم أنجح".

وتضيف: "ركبت سيارة أجرة إلى أن وصلت مكان المسير وبدأت أبحث عنه ولم أجده وأبلغت بإصابته ونقله إلى مستشفى كمال عدوان، شمال القطاع، لتلقي العلاج نظرًا لخطورته فأيقنت وقتها أن أجله قد اقترب، مستذكرة كلماته الأخيرة ووصيته لي ولأطفالي".

وتتابع ضحى: "عندما وصلت المستشفى منعت من رؤيته لكون إصابته خطيرة ويرقد في قسم العمليات، وبعد ساعات من الانتظار حول إلى قسم العناية المكثفة.. فكان وجهه يشع نورًا والابتسامة تملؤه، إلى أن فارق الحياة بعد منتصف ليل الثلاثاء/ الأربعاء".

وسرعان ما انهالت الدموع على وجنات المشاركات في وداع الشهيد صدام، عند حديث ابنته ملاك لصحيفة "فلسطين" وهي تقترب من جثمان والدها قائلة: "الله يرحمك يا بابا، سلملي على كل الشهداء وعلى عمو شريف، أنا بحبك يا بابا وما بنساك يا حبيبي".

وأخذت ياسمين شلاش وهي زوجة الشهيد شريف شلاش تواسي شقيقتها "ضحى" باستشهاد زوجها والدموع تنساب على وجنتيهما، داعيتا الله أن يتقبله عنده من الشهداء.

ورحل شلاش تاركًا زوجة وثلاثة أطفال هم: ملاك، وإيمان، وعبد الرحمن، و"رزان" التي لم تبصر النور بعد.

وكان "صدام" قبل استشهاده قد أطلق اسم "رزان" على طفلته التي ينتظر وصولها تيمنًا بالشهيدة المسعفة رزان النجار.

واستشهدت رزان برصاص قناص إسرائيلي في الجمعة الأولى من يونيو/ حزيران الماضي في أثناء محاولتها إسعاف شاب مصاب قرب السياج الأمني الفاصل شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

وعلى مقربة من زوجة الشهيد "صدام" وقف شقيقه "رائد" معربًا عن فخره باستشهاده، قائلًا: "لن نتخلى عن فلسطين، وسنحافظ عليها وعلى القدس وسنقدم أرواحنا فداء لها، فاستشهاد شقيقي لن يزيدنا إلا إصرارًا وعزيمة على مواصلة الدفاع عن أرضنا.

ويدعو شلاش، المقاومة الفلسطينية للثأر لدماء الشهداء، ولإرسال رسالة للاحتلال الإسرائيلي، قائلًا: "لن نتوانى في تقديم كل ما نملك دفاعًا عن أرضنا، ولن نتخلى عنها ومستمرون في مسيرات العودة حتى التحرير".

واستشهد 206 فلسطينيين بينهم أطفال وفتيات ومسنون، فيما أصيب 22500 مواطنًا، منذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة في 30 مارس/ آذار الماضي، وفق إحصاءات وزارة الصحة.

ومنذ انطلاق مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، والفلسطينيون يواصلون الاحتشاد على طول السياج الأمني العازل شرقي قطاع غزة، رغم قمع قوات الاحتلال لتلك المسيرات السلمية، واستخدام "القوة المفرطة والمميتة" والأسلحة المحرمة.

اخبار ذات صلة