قائمة الموقع

​تحذيرات من خطر سيطرة "إلعاد" على القصور الأموية بالقدس

2018-10-18T06:57:55+03:00

حذر مسؤولون مقدسيون من خطورة سيطرة منظمة "إلعاد" الاستيطانية المتطرفة على القصور الأموية الإسلامية جنوب المسجد الأقصى المبارك.

وأكدوا أن القدس والمسجد الأقصى يعيشان مرحلة الخطر، في ظل المخططات الإسرائيلية المتواصلة بهدف طمس المعالم الدينية والتاريخية في المدينة المحتلة.

وصدقت محكمة الاحتلال المركزية في القدس المحتلة، مؤخرا، على اتفاق بين جمعية "إلعاد" الاستيطانية المتطرفة وشركة تطوير الحي اليهودي، والذي بموجبه ستقوم الجمعية بالسيطرة على القصور الأموية الملاصقة لسور المسجد الأقصى الجنوبي.

وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري: إن مصادقة محكمة الاحتلال على تولي منظمة "إلعاد" السيطرة على القصور الأموية الإسلامية، يأتي في سياق تهويد المدينة المقدسة.

وأكد صبري لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يريد من خلال السيطرة على القصور الأموية حصار المسجد الأقصى وتنفيذ مخططاته لهدمه وإقامة "الهيكل" المزعوم، وطمس المعالم الإسلامية.

وأضاف: "يقوم الاحتلال بطمس التاريخ والآثار الإسلامية وتدميرها، لعدم مقدرته على إثبات أحقيته بالمنطقة"، مؤكدا أنه لا تاريخ للاحتلال في القدس وفلسطين.

ودعا خطيب المسجد الأقصى، الدول العربية والإسلامية لموقف حازم تجاه ما يحدث في القدس والأقصى والعمل على وقف الجرائم اليومية، مضيفًا: "المقدسيون يقومون بواجباتهم بكل الإمكانيات المتاحة لحماية ودعم الأقصى ومنع تنفيذ مخططات المحتل".

تغيّرات جذرية

و أكد رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى، رضوان عمرو، أن سيطرة "إلعاد" على القصور الأموية الإسلامية "يفتح الباب أمام تغيّرات جذرية في حالة الوضع القائم في الأقصى ومحيطه، مبينًا أن من شأنه أن يمد نفوذ المنظمة الصهيونية التي تنخر جسد سلوان بالاستيطان المتسارع لتصل إلى جدران الأقصى مباشرة.

وقال عمرو في تصريح مكتوب، أمس: إن هذه الخطوة تحمل في طياتها تهديدًا مباشرًا للمصلى المرواني الذي طالبت "إلعاد" مرارًا بالاستيلاء عليه وفتح بواباته المغلقة على القصور الأموية والتي أسس فوقها رئيس بلدية الاحتلال الأسبق "تيدي كوليك" مدرجات حجرية قبالة بوابات المرواني المغلقة تمهيداً لفتحها لليهود.

وأضاف: أن هذه الخطوة تضع آثارًا القصور الأموية التي يزيد عمرها على 1300 عام، في وضع مشابه لمنطقة القصور العباسية المجاورة لها، والتي استولت عليها "إلعاد" قبل سنوات ودمرتها بالكامل بالحفريات الهمجية التي تستتر بغطاء أثري زائف، وهي تخطط لبناء مجمع تهويدي فوقها يعلو فوق قبة المصلى القبلي ويطل على الأقصى".

وأوضح أنه باستكمال هذا الطوق الاستيطاني التهويدي من جنوب الأقصى يكون المسجد محاطًا من ثلاث جهات بمنظمة "إلعاد" وعدد من المؤسسات التهويدية مثل: سلطة الطبيعة التي جددت محاولاتها مؤخرًا للاستيلاء على مقبرة الرحمة شرقي الأقصى، وكذلك سلطة الجدار الغربي، وسلطة الآثار، وصندوق تراث الهيكل، وغيرها والتي تعمل بشكل مروّع لتهويد الجدار الغربي للمسجد الأقصى.

وعدّ أن هذا الاستيلاء بغطاء قضائي يفتح الباب على مصراعيه لتنفيذ مخطط "كيدم يروشلايم" التهويدي الشهير بما يحتويه من مبانٍ تهويدية تدمر المشهد الحضاري والنسيج المعماري الإسلامي المتناغم في جنوب الأقصى، بل ويؤسس بشكل خطير جدًّا لفكرة "التل فريك" التهويدي من منطقة رأس العمود وجبل الزيتون شرقًا نحو الأقصى والقصور الأموية وباب المغاربة غربًا.

وشدد عمرو على أن هذه الكارثة سيكون لها تبعات على حركة التنقل والمواصلات لأحياء الثوري وسلوان وجبل المكبر ومعظم الأحياء الجنوبية للقدس، حيث يسلك آلاف المواطنين المقدسيين بشكل يومي طريق القصور الأموية، والذي أصبح الآن بالكامل في قلب منطقة تتبع منظمة "إلعاد" المتطرفة.

تزييف التاريخ

بدوره أعرب رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة، عن خشيته من هدم أو إزالة سلطات الاحتلال للقصور الأموية وتزيف التاريخ؛ لصالح مشاريع ومخططات تهويدية.

وأكد أبو زهرة لصحيفة "فلسطين"، أن الأقصى يعيش حالة من الخطر الشديد، تتطلب من الأمتين الإسلامية والعربية التحرك بطريقة جدية وبمسؤولية دينية وتاريخية لإنقاذه وحمايته من مخططات الاحتلال.

وقال: "إن هذه الخطوة في غاية الخطورة، والتي يجب أن تتبناها وتتصدى لها الأمتان العربية والإسلامية"، مؤكدا أن الأرض التي تحيط بالمسجد الأقصى أرض وقف إسلامي، وأن الاعتداء عليها بمثابة اعتداء على أوقاف المسلمين جميعا.

ودعا إلى ضرورة الحفاظ على القصور الأموية التي بنيت في عهد عبد الملك بن مروان، وحمايتها من الاحتلال وجرائمه، مطالبا المؤسسات المعنية بالتراث الإسلامي، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" للوقوف على مسؤولياتها تجاه جرائم الاحتلال في القدس.

اخبار ذات صلة