فلسطين أون لاين

​في غزة جراحة أعصاب تُعيد شهيدًا للحياة

...
الطبيب محمود أبو خاطر (أرشيف)
غزة - نسمة حمتو

في عملية هي الأولى من نوعها تمكّن طبيب في غزة من إنقاذ حياة مريض، بعد أن وضعت وزارة الصحة اسمه ضمن قائمة الشهداء، وبعد العملية الجراحية النوعية التي أجراها الطبيب للمريض، عاد للحياة مرة أخرى وحالته الصحية جيدة، واستطاع الخروج من المستشفى بعد التأكد من نجاح العملية.

فقدان الوعي

رئيس قسم المخ وجراحة الأعصاب في مجمع الشفاء الطبي محمود أبو خاطر، قال: إنه استدعي لحالة عاجلة في مستشفى الشفاء لطفل عمره 16 عامًا، أصيب بعيار ناري في الجمجمة أثناء مشاركته في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار قبل عدة أشهر، مما أدى إلى دخول المريض في حالة فقدان للوعي ونزيف دماغي حاد.

وأوضح أبو خاطر أنه من خلال الصورة المقطعية التي أجريت للمريض، تبين أنه يعاني من كسر متعدد في الجمجمة في الجهة اليسرى، وانزياح الدماغ من الجهة اليمنى لليسرى، وتورم كامل للخلايا الدماغية.

وأشار أبو خاطر أنه تمكن من استئصال جزء من الجمجمة من الجهة اليسرى، وإيقاف النزيف الدماغي، وزراعة الجزء المستأصل من الجمجمة في البطن، لافتاً إلى أنه بعد إجراء العملية نقل المريض للعناية المركزة.

العلاج الوظيفي

وأوضح أنه بعد يوم من إجراء العملية تم إفاقة المريض تدريجيًّا وإزالة التنفس الصناعي عنه، مشيراً إلى أنه بعد يومين من إزالة التنفس الصناعي وبمساعدة العلاج الوظيفي والطبيعي للمريض كان باستطاعته السير على الأقدام والحديث والحركة طبيعيًّا دون وجود أي مضاعفات لديه.

وأفاد أبو خاطر أنه بعد أشهر من إجراء العملية الجراحية للمريض وبعد عمل صورة مقطعية للدماغ أعيدت الجمجمة المستأصلة لمكانها الذي استؤصلت منه.

وعد رئيس قسم المخ وجراحة الأعصاب هذه العملية من ضمن العمليات المعقدة للغاية التي تحتاج إلى خبرة ومهارة عاليتين مصحوبة بسرعة فائقة تنبثق عن الخبرة في العمل.

حفظ الجمجمة

وفي سؤاله عن سبب وضع الجزء المستأصل من الجمجمة في البطن، أجاب أبو خاطر:" في الدول المتقدمة يتم وضع الجمجمة في درجة حرارة معينة وهي لم تكن تتوفر في غزة بسبب أزمة الكهرباء وهو ما كان قد يعرض هذا الجزء للتلف بعد تعافي المريض لذلك اضطررنا لوضعها في البطن لأن هذه المنطقة تحديداً تتناسب مع حركة الجسم".

وأكد أبو خاطر أن جراحة الأعصاب وخاصة في قطاع غزة تشهد تطورًا ملحوظًا خلال الفترات الأخيرة نتيجة للخبرة التي يكتسبها الأطباء.

الشهيد الحي

وأضاف:" هذا الشاب عمره 16 عامًا كان سيتم نقله إلى ثلاجة الموتى بعد النزيف الحاد الذي كان يعاني منه ولكن بفضل الله تمكنّا من إنقاذ حياته واليوم يعيش طبيعيًّا دون أي مضاعفات تذكر وقد أطلق عليه أهله اسم الشهيد الحي بعد أن كان سيفقد الحياة لو حدث أي خطأ في التعامل مع حالته".