قائمة الموقع

​شبان العودة يبتدعون وسائل مقاومة شعبية في الشتاء

2018-10-17T08:01:54+03:00
جانب من فعاليات مسيرة العودة (تصوير/محمود أبو حصيرة)

من وحدة إشعال الإطارات المطاطية (الكاوشوك) مرورا بوحدة إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة وصولا إلى الإرباك الليلي، طور شبان مسيرات العودة وكسر الحصار أدوات مقاومتهم الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي بما يتماشى مع انتهاكات الأخير بحق المتظاهرين السلميين والظروف الجوية كذلك.

وأخيرا تمكن شبان مخيم العودة بشمال قطاع غزة من تشكيل "وحدة الضباب" كأولى الوحدات التي سيتضاعف نشاطها خلال الأسابيع القادمة مع دخول فصل الشتاء، بجانب وحدات أخرى يعكف الشبان على تطويرها بما يتناسب مع الأجواء الماطرة المتوقعة خلال فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار.

ويرتبط عمل وحدة الضباب بآلة تنشر دخانا أبيض تجاه جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين خلف السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة منذ عام 1948، وذلك بهدف التشويش على قناصة جيش الاحتلال وتوفير الحماية قدر المستطاع للمتظاهرين السلميين، ويكاد هدف هذه الوحدة يتشابه مع وحدة الكاوشوك.

ويقول الشاب رائد أبو حسام: "حاول الاحتلال منذ الأيام الأولى لانطلاق المسيرات محاربة أدوات الشباب الثائر السلمية، وعندما فشل في ذلك بات يراهن على العوامل الجوية، ولكنه سيفشل، فشبان مخيمات العودة لن يكونوا عاجزين عن إيجاد وسيلة ضغط ومشاغبة تتناسب مع فصل الشتاء.. والضباب أول النماذج".

وعن وحدة الضباب أوضح أبو حسام لصحيفة "فلسطين"، أن الوحدة تسعى للتشويش على الجنود مثلما يفعل الكاوشوك، مضيفا "إن اعتقد الاحتلال أن كابوس الدخان الخانق سينتهي في قادم الأيام بفعل الأمطار فهو واهم، لأن وحدة الضباب ستتولى مهمة الإزعاج والتشويش، وشبان العودة لن يعجزوا الوسيلة فهي كثيرة".

ومنذ انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار آذار/مارس الماضي تزامنا مع إحياء الفلسطينيين الذكرى الـ 42 ليوم الأرض، أنشأ الشبان في مخيمات العودة الخمس عددًا من الوحدات الميدانية التي تشرف على آليات مواجهة "العنف الإسرائيلي" تجاه السلمية الفلسطينية، كوحدة الكوشوك ، وقص السلك ومكافحة قنابل الغاز.

وإلى أقصى جنوب القطاع حيث مخيم العودة بمدينة رفح، استعرضت وحدة "السهم الحارق" خلال فعاليات جمعة "انتفاضة القدس" الماضية، أولى أعمالها التي تختص بإطلاق أسهم تحمل كتلا نارية نحو الثكنات العسكرية الملاصقة للسياج الأمني الفاصل والتي يتمركز بداخلها قناصة جيش الاحتلال. ويتقاسم شبان الوحدة مهام العمل، فمجموعة تجهز الأسهم التي عادة ما تكون خشبية خفيفة الوزن، وأخرى يتركز عملها على تحضير الكتل النارية بعد اشباعها بمادة مساعدة على الاشتعال إلى جانب مجموعة أخرى يتناوب أفرادها على تصويب الأسهم تجاه تجمعات قناصة الاحتلال على طول السياج الفاصل.

ويقول عمرو أبو وائل: "الشباب الثائر في جميع مخيمات العودة بات يسابق الزمان من أجل تطوير وسائل مقاومة شعبية جديدة، نابعة من إحساسهم بضرورة عدم إعطاء الاحتلال فرصة للراحة وإدخاله في دوامة غير منتهية من وسائل الضغط والإزعاج إلى أن يستجب لمطالب مسيرة العودة ويرفع الحصار عن غزة كاملا".

وحول مدى تأثر وحدة الطائرات الورقية والبالونات الورقية بالأجواء الشتوية، أكد أحد نشطاء الوحدة أسامة أبو زكريا أن نتائج الوحدة ستكون أكثر فاعلية خلال فصل الشتاء، قائلا: "الطائرات الورقية هدفها الأساس إشغال جنود الاحتلال على مدار الوقت وزرع الخوف في قلوب أكبر شريحة من المستوطنين".

وأوضح أبو زكريا لصحيفة "فلسطين" أن "إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة سيتواصل في الشتاء حيث سيتفيد الشبان من الرياح القوية في ارسال الطائرات والبالونات إلى أبعد مسافة ممكنة في عمق الأراضي المحتلة، حتى لو لم تشعل الحرائق ولكنها ستسبب بذعر شديد لمستوطني غلاف غزة أو لمن يقطن في تل أبيب كذلك".

ونجح الشبان كذلك بتحويل الطائرات الورقية والبالونات الحارقة إلى أداة مقاومة شعبية تستنفر الاحتلال بعد ربط علبة معدنية داخلها قطعة قماش مغمّسة بمادة قابلة للاشتعال في ذيل الطائرة الورقية أو البالون، ثم إشعالها بالنار وتوجيهها بالخيوط إلى أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية الأمر الذي يتسبب في اشتعال الحرائق في تلك المناطق.

اخبار ذات صلة