تواصل الأسيرات الفلسطينيات في سجن "هشارون" الإسرائيلي منذ 41 يومًا على التوالي، الامتناع عن الخروج إلى ساحة السجن "الفورة" رفضًا لإعادة إدارة سجون الاحتلال تشغيل كاميرات المراقبة في الساحة.
وتعيش 35 أسيرة في هذا السجن, داخل غرف ضيقة جدرانها متهالكة تنبعث منها رائحة الرطوبة، يعانين من ظلم السجان وحرمانهن من أبسط حقوقهن وتدهور أوضاعهن النفسية والصحية.
وما يزيد الطين بلة أن غرف السجن التي توجد فيها الأسيرات ضيقه جدًا، لا تهوية فيها، والرطوبة بها عالية جدًا، لا تدخلها أشعة الشمس أو الهواء، وهي معتمة جدًا، فيما خطوط وشبكة الصرف الصحي سيئة، إلى جانب سوء الأسرة وتهالكها، بحسب الأسيرة المحررة سناء الحافي.
رقم قساسي
وتؤكد الحافي، التي اعتقلت لشهر ونصف في سجن "هشارون" ثم تسعة أشهر في سجن "الدامون" انتشار رائحة الطبخ داخل غرف الأسيرات، إضافة إلى رائحة الرطوبة العالية داخل الأقسام، لاسيما بعد لجوء الأسيرات إلى غسل ونشر ملابسهن داخله, الأمر الذي أثر بالسلب على صحتهن الجسدية والنفسية.
وتقول الحافي بحزن، إن أهالي الأسيرات صدموا خلال زيارة بناتهن في سجن "هشارون" من هول ما رأوه، فالوجوه تغيرت وأصبحت شاحبة، وعند خروجهن للزيارة شعرن بدوار وعدم وضوح في الرؤية، وعدم القدرة على المشي.
وحذرت الحافي من تدهور أوضاع الأسيرات الصحية، داعية لسرعة إنقاذهن والاستجابة لمطالبهن، مضيفة: "إن الـ41 يومًا التي قضتها الأسيرات داخل غرف السجن وامتناعهن عن الخروج "للفورة" تعد رقمًا قياسيًا, حققته الأسيرات رغم معاناتهن داخل السجن وظهور أعراض المرض والإعياء على أجسادهن".
وتخرج الأسيرات في اليوم الواحد إلى ساحات السجن "الفورة" ثلاث مرات في اليوم، لاستنشاق هواء نقي, بعيدًا عن هواء الزنازين، بحسب الحافي، في حين تتواصل الأسيرات فيما بينهن ويطلعن على أوضاعهن، ويقمن بغسل ملابسهن ونشرها تحت أشعة الشمس، بالإضافة إلى ممارسة بعض أنواع الرياضة.
وتدعو الحافي كل المؤسسات والمنظمات الدولية والمعنية بالعمل إلى إنهاء معاناة الأسيرات, ووقف كاميرات المراقبة في ساحة السجن حفاظًا على خصوصيتهن، وتوفير احتياجاتهن ومنع تفرد إدارة السجون بهن.
اكتظاظ السجن
بدورها، أكدت الناطقة الإعلامية باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات أمينة الطويل، أن أسيرات سجن "هشارون" يواصلن الامتناع عن الخروج إلى ساحة السجن "الفورة" لليوم الواحد والأربعين على التوالي، رفضًا لإعادة تشغيل كاميرات المراقبة في ساحة السجن.
وبينت الطويل لصحيفة "فلسطين" أن الأسيرات في سجن "هشارون" والبالغ عددهن 35 أسيرة، يعانين أوضاعًا غاية في الصعوبة، ويشتكين من الضيق والاختناق بسبب اكتظاظ السجن، وارتفاع أعدادهن داخل الغرف.
وقالت: "إن إدارة السجون الإسرائيلية تحاول الالتفاف على مطالب الأسيرات وتحاول تهديدهن باتخاذ إجراءات عقابية كنقلهن إلى سجن "الدامون" أو حرمانهن من بعض حقوقهن، أو إيقاف عمل الكاميرات خلال خروجهن للفورة، مشيرة إلى أن الأسيرات مستمرات في خطواتهن لحين الاستجابة لمطالبهن بإيقاف عمل الكاميرات.
وأعربت الطويل عن خشيتها من تصعيد الأوضاع داخل سجون الاحتلال احتجاجًا على إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في ساحة سجن "هشارون"، داعية المعنيين للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلية للاستجابة لمطالب الأسيرات.