يشارك الشيخ الخمسيني محمد قاعود, كلَّ يوم جمعة, في مسيرات العودة وكسر الحصار برفقة مجموعة من الشباب الثائر؛ حاملًا بكفيه إلى جانبهم إطارًا مهترئاً من "الكوشوك"، لإشعاله قرب السياج الفاصل لبلدة خزاعة شرقي محافظة خان يونس.
ويتقاسم قاعود (52 عامًا) المعروف بين أوساط رواد مخيم العودة بالشيخ الثائر، مع الشباب حمل أكياس من الحجارة لرشقها على جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين على تلال الرمال المرتفعة خلف السياج.
ورغم سنه الكبير إلا أن الشيخ قاعود يصل إلى السياج الشائك، ويقوم بسحبه مع رفاقه الشباب صغار السن، ولا يبدي أي تراجع أو خوف من كثافة رصاص وقنابل الاحتلال جواره، وكثرة المصابين والشهداء حوله.
ومنذ بدء مسيرة العودة في 30 مارس/ آذار الماضي، لم يتراجع قاعود عن نهجه وفعله الثائر، وهو ما يلقى استئناسا وسعادة من المشاركين بمسيرات العودة، وتشجيعاً، سيما وهو يثبتهم بآيات الله وأحاديث نبيه المصطفى.
يقول لصحيفة "فلسطين": "كل جمعة أنا هنا مع إخواني الشباب، أكثف سواد المسلمين، ولي رسالة أريد أن تصل للاحتلال أن حقوقنا لا يمكن أن نساوم عليها، ولا تفريط بالأهداف التي انطلقت من أجلها مسيرة العودة".
ويضيف: "أقوم بإشعال إطارات الكوشوك، وألقي الحجارة وأكواع الحديد، وأسحب السلك، ولا أبالي من أي شيء، وآمل أن أغيظ الأعداء اليهود بفعلي وبفعل الشباب الثائر في مسيرات العودة شرق خان يونس".
ولا يرى الشيخ قاعود أن المشاركة بمسيرة العودة قاصرة على كبير أو صغير وفئة دون أخرى، مستشهداً بأحاديث نبوية وآيات قرآنية تحث الناس جميعهم على مواجهة الأعداء والمحتلين.
ولا يبدي أي خوف من إمكانية استهدافه من جنود الاحتلال برصاصهم، ويرى في ذلك شهادة "عزة" لا تصل إلا لمن يصطفيه الله من بين الجميع، غير أنه في الوقت نفسه يرى ضرورة الحذر من كيد الاحتلال ومخططاته وتعطشه لسفك الدماء وحبه لذلك.
ويؤكد الشيخ قاعود أن كل محاولات استخدام القوة من جنود الاحتلال بإطلاقهم الرصاص والقنابل على رؤوس المشاركين لن تحقق حلم الاحتلال بوقف المسيرة أو تُوقف عزم الشباب الثائر المفعم بالحيوية وحب الوطن والدين.
ولا تخرج مسيرة العودة في رأي الشيخ قاعود عن كونها مقدمة حقيقية لشحذ الهمم بما يصل لتحقيق دحر اليهود المحتلين عن أرض فلسطين، وإنهاء الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة منذ 12 عاماً.