خطت الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إسراء الجعابيص، طريقها نحو النجاح في اختبارات الثانوية العامة، متحدية بتر أناملها بنيران الاحتلال، مستخدمةً فمها في الكتابة كبديل عن يدها.
وأطلقت قوات الاحتلال النيران على مركبة إسراء الجعابيص (34 عاماً) أثناء قيادتها في الحادي عشر من أكتوبر/ تشرين الثاني2015، في الشارع المحاذي لبلدة الزعيم بالقدس المحتلة بزعم محاولتها تنفيذ "عملية فدائية"، ما أدى إلى اشتعال النيران في المركبة أدت لإصابتها بحروق شديدة في سائر جسدها أدت إلى بتر أناملها وتشوه وجهها وتذويب ملامحها.
وظهرت الأسيرة الجعابيص أمام وسائل الإعلام في حالة صحية مروعة داخل المحكمة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2016، التي حكمت عليها بالسجن لـ11عاماً، بالإضافة إلى هدم منزلها الكائن بجبل المكبر كإجراء عقابي.
حلم إسراء
كانت الجعابيص تحلم بأن تكمل تعليمها الذي توقف بعد زواجها، وتقول إحدى قريباتها لـ"فلسطين" مشترطة عدم ذكر اسمها لاعتبارات شخصية: "رغم أنها (إسراء) تزوجت في سن مبكرة وأنجبت طفلها الأول معتصم إلا أنها كانت تتشوق إلى إكمال تعليمها".
وأوضحت أن العديد من العقوبات وقفت حائلاً أمام طريق إسراء نحو النجاح، أهمها بتر أناملها، وأضافت: "كانت إسراء تمسك القلم بفمها بدلاً من أناملها المبتورة، كما تستخدم فمها أيضاً في القبض على إبرة التطريز أثناء صناعتها المطرزات داخل السجن".
عُرفت إسراء منذ صغرها بحبها للأعمال الخيرية، وإدخال الفرحة والسرور في قلوب الناس خاصة الأطفال وكبار السن، وكثيراً ما كانت ترتدي ملابس لشخصيات كرتونية لإضحاك الأطفال.
بينما منحت إسراء عائلتها فرحة كبيرة بنجاحها، تستعد العائلة لتنظيم حفل زفاف نجلها صهيب (27 عاماً) الذي أجّلته قبل عامين نتيجة ما حل بأبنتهم إسراء، وأملاً في أن تنتزع براءتها من ادعاءات الاحتلال، ولكن محكمة الاحتلال لم تسمح بذلك.
وردّت عائلة الجعابيص أيضاً على قرار الهدم الذي نفذته سلطات الاحتلال بحق بيتهم في جبل المكبر في مارس 2016، بتشييد أربع منازل جديدة، وفق حديث صهيب شقيق إسراء الأصغر لصحيفة "فلسطين".
اليوم المرتقب
وأعلنت وزارة التربية والتعليم وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، نتائج الثانوية العامة "الانجاز" للأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال، الأربعاء الماضي، وحصلت "إسراء" على معدل 55.9%.
"ألف مبارك يا بنتي.. وعقبال الحرية" أرسلها رياض الجعابيص والد إسراء إليها عبر إذاعة "القرآن الكريم" في الضفة الغربية المحتلة، ليبارك لها نجاحها.
ويقول صهيب: "إن تزامن مناسبة نجاح شقيقتي، وإقامة زفافي هي رسالة للعالم بأن الحياة لن تتوقف بل ستستمر، وإن عائلتي لا تعرف اليأس".
وأكد أن الفرحة الحقيقية التي ستحتفل بها عائلته وفلسطين، هي خروج إسراء وباقي الأسرى من سجون الاحتلال.