أكد مسؤول حركة المجاهدين، د. نائل أبو عودة، أن رفض قيادة السلطة في رام الله المساعدات المقدمة لقطاع غزة عبر الأمم المتحدة، "لا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي".
وأوضح أبو عودة في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن السلطة ترغب بوضوح في استمرار معاناة أهالي القطاع، وهو ما استدعاها لرفض المساعدات المقدمة له، واصفًا موقفها أنه "مثير للاستغراب والاستهجان".
وشدد على أنَّ السلطة وبقرارها رفض المساعدات المقدمة لغزة تسرّع من تصفية القضية الفلسطينية وتمرير "صفقة القرن" الأمريكية، ولا تخدم بقرارها المشروع الوطني ولا تحصل على لُحمة وطنية موحدة وجامعة.
وأضاف: "القيادة التي ترغب في استمرار المعاناة على غزة، تتجاوز كل الخطوط الحمر، ولا تمثل الشعب الفلسطيني بقدر ما تمثل نفسها"، مشيرًا إلى أن السلطة لديها "أجندة" خاصة تجاه القطاع تريد تنفيذها لا تمت بصلة لأي ما هو وطني.
وقال أبو عودة: "إن السلطة جزء أساس في الحصار المفروض على قطاع غزة"، متسائلًا عن الجدوى التي تتحصل عليها السلطة عبر معاناة الناس ووقف تحويلات المرضى للمشافي؟
واستغرب مدّ السلطة يدها لإندونيسيا مقدمة لها المساعدات بعد تعرضها لزلزال مدمر، في الوقت الذي يرزح أبناء الشعب الفلسطيني بغزة تحت الحصار والضيق والفقر والحاجة.
وعدَّ أبو عودة إبقاء السلطة على عقوباتها بحق القطاع، والتهديد بفرض المزيد منها، "نهجًا التفافيًّا على إمكانية التقدم بملف المصالحة الفلسطينية، ووضع العربة أمام الحصان"، متسائلًا: "هل القطاع خارج عن القانون ليعاقب؟".
ولفت إلى أن إجراءات السلطة تجاه القطاع منذ عام ونصف العام، تهدف لإخضاع الشعب الفلسطيني، واجتثاث المقاومة بغزة، مضيفًا: "وهذا الشيء مطلب وسعي صهيوني يصل في نهاية المطاف لفصل الضفة عن غزة".
وتابع متسائلًا: "هل فصل القطاع عن الضفة، يخدم القضية، ويقف في وجه تمرير صفقة القرن الأمريكية أو العكس؟"، منبهًا إلى أن السلطة ومنذ بداية فرضها الإجراءات العقابية على القطاع أرادت زيادة معاناة الناس، وانفجارهم في وجه المقاومة.
ونبه أبو عودة على أن ما طالبت به السلطة مرارًا بـ"تمكين" حكومتها بغزة خلال الفترة الماضية، كان "بروباغندا"، لا ينطلق من نوايا حقيقية لتولي زمام الأمور والمسؤوليات الملقاة على عاتقها.
وأشار إلى أن حركة حماس والفصائل قدمت الكثير من الخطوات لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، لإيمانها أن طريق الوحدة هو الطريق الوحيد الذي عبره يُتصدى للمؤامرات المعلنة ضد القضية الفلسطينية وثوابت الشعب الفلسطيني.
وأكد أن فصائل المقاومة مجتمعة في قطاع غزة، لديها من الثوابت الراسخة، والتي لا يمكن أن تتنازل عنها مطلقًا، وقد قدمت من أجل هذه الثوابت الدماء والشهداء، حيث تخرس أي صوت يتهمهما بالتفريط.
وشدد أبو عودة على أنّ الفصائل لا يمكن لها أن تقدم أيًّا من التنازلات السياسية، وتفرط بالثوابت والحقوق الوطنية، في مقابل تقديم المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، مضيفًا: "لن يرى الأعداء إلقاء المقاومة سلاحها وأن تنزلق قدمها عن سلم الثوابت".
وأوضح أن الفصائل تدعم جهود وخطوات فكفكة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والتخفيف من المعاناة الحاصلة التي يتجرعها المواطنون منذ أكثر من 12 سنة، من دون أن تتنازل سياسيًّا أو تتنازل عن سلاحها الذي أوجدته لمقاومة الاحتلال والدفاع عن شعبها.
وذكر أن الفصائل أكدت خلال زياراتها الأخيرة للعاصمة المصرية، رفضها لاستمرار الحصار على قطاع غزة، وضرورة رفع إجراءات السلطة العقابية، وفكفكة الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
ودعا أبو عودة "المجلس المركزي" لمنظمة التحرير، في اجتماعه المرتقب، للاصطفاف مع الشعب الفلسطيني، وأن لا يكون "مطية" لاتخاذ قيادة السلطة المزيد من الإجراءات العقابية ضد القطاع.