فلسطين أون لاين

ولن ترى النور قريباً

تحليل: خطة "كاتس" محاولة لإلهاء الفلسطينيين

...
صورة أرشيفية للوزير بحكومة الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس
رام الله - حازم الحلو

استبعد محللان سياسيان، إمكانية تنفيذ خطة الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ببناء ميناء لغزة وسكة حديد في الضفة الغربية، في الوقت الحالي، محذرين من أهداف وغايات تلك الخطة التي يراد منها إلهاء غزة عن سلاحها وفصلها عن الضفة بفتح العالم عليها وربطها بالأردن.

وكان كاتس، قد عرض، أمس، خلال جلسة المجلس الأمني المصغر "الكابينت" خطة تشتمل على عدة بنود من بينها: انفصال الاحتلال عن قطاع غزة مع بناء ميناء بحري أو جزيرة تكون بمثابة ميناء، وإنشاء مرافق لتحلية المياه، ومنشأة للطاقة، وبناء جسر يربط قطاع غزة بالميناء ليكن مخرجًا لسكان القطاع الساحلي للعالم مع الحفاظ على أمن (إسرائيل)، إضافة إلى بناء سكة حديدية للضفة الغربية وربطها بسكة حديد مع الأردن من خلال خطوة اقتصادية سياسية.

قطع الطريق

بدوره، ذكر المحلل السياسي عليان الهندي، أن قطاع غزة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي هو منطقة يجب التخلص منها وكل المشاريع تهدف إلى سلخ القطاع كليًا عن القضية الفلسطينية، مبينًا أن جزءًا من أقطاب اليمين الإسرائيلي بمن فيهم وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان يتحدثون عن تحرك ما نحو قطاع غزة من أجل تحسين الظروف الحياتية.

ورأى الهندي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أنه لا يمكن الاطمئنان لهذا التفكير الإسرائيلي نحو غزة، لافتًا النظر إلى وجود عدة أفكار تخص هذه القضية منها بناء ميناء عائم قرب شواطئ غزة أو بناء ميناء لغزة باستخدام مخلفات الحروب الأخيرة على القطاع.

وأشار إلى وجود نظرة أخرى تجاه هذه القضية وهي أن الاحتلال يحاول الظهور أمام المجتمع الدولي بأنه يقدم تسهيلات وتنازلات لقطاع غزة من أجل الحد من أنشطة الفصائل الفلسطينية، موضحًا أن المجتمع الدولي لن يقبل –من جانبه- بأن يقدم الاحتلال تنازلات لغزة بينما يمتنع عن تقديم أي شيء لفريق السلطة الذي يفاوض منذ أمد بعيد دون تنازلات إسرائيلية.

وبيَّن أن الواقع على الأرض يظهر لكل ذي عينين أن الاحتلال من خلال تقديم الميناء لغزة وسكة الحديد للضفة، سيقطع أي إمكانية لإقامة دولة الفلسطينية، حيث سيكون القطاع مفتوحًا على العالم من جهة، بينما يتم ربط سكان الضفة بالأردن وقضم أرضها استيطانيًا من الجهة الأخرى.

وذكر الهندي أنه من غير المتوقع أن يتفاعل الفلسطينيون مع الخطة لوجود يقين فلسطيني باستحالة أن يقدم الاحتلال على إيجاد حلول للمشاكل التي يعيشها شعبنا الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة.

نظرة مغايرة

من ناحيته، رأى المحلل السياسي نظير مجلي، أن كاتس يحاول إرسال رسالة لجميع الأطراف بامتلاكه نظرة مغايرة لتلك التي يتبناها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وليبرمان، فيما يتعلق بالتعامل مع الملف الفلسطيني، لاعتقاده بأن إطالة أمد الصراع مع الفلسطينيين لن يكون في صالح الاحتلال.

وأوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن فكرة راجت منذ أعوام مرادها أن السلام الاقتصادي وإعاشة الفلسطينيين في حالة من الرخاء يمكن أن تدفعهم لمراجعة خياراتهم في التعامل مع الاحتلال وقد يؤدي ذلك إلى تخفيف أو إنهاء ظاهرة مقاومة الاحتلال بكل أشكالها.

واعتبر أن فتح غزة على العالم من شأنه أن يخفف من الصداع المزمن الذي أصاب رأس الاحتلال بعدما فشل خلال حروبه الثلاث الماضية في إخضاع الفصائل في غزة أو إجبارها على التخلي عن سلاحها.

وأشار إلى منفعة أخرى تتمثل في القضاء على إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية الواحدة بين الضفة وغزة من خلال فتح غزة على العالم من ناحية، وربط الضفة الغربية بالأردن من الناحية الأخرى، وفي حال تعذر ربط الضفة بالأردن فإن الأمر يتجه لتحجيم التواجد الفلسطيني من خلال تجمعات سكانية منفصلة بإدارات محلية.

وقال: "ليس مطلوبًا من الفلسطينيين أن يقدموا أية تنازلات مقابل أن يكون لهم تواصل مع العالم"، موضحًا أن اتفاقية أوسلو بكل ما لها وما عليها كانت تشتمل بوضوح على بنود تتيح إمكانية إنشاء مطار وميناء في قطاع غزة، وقد تم إنشاء المطار وتطوير الميناء ولكن توقف ذلك مع اندلاع انتفاضة الأقصى مطلع القرن الحالي.

وأشار إلى وجود ارتباط بين مصير خطة كاتس، وما سيكون عليه سلوك الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، حيث إن الأخير لم تتضح بعدُ ملامح طريقة إدارته لملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي برغم تصريحاته العلنية العنترية المساندة للاحتلال بشكل كبير.

وشدد مجلي على أن السبيل الأفضل لمواجهة ما يخطط له الاحتلال من خلال جمع الشمل الفلسطيني والتوحد على برنامج سياسي يحفظ الحقوق الفلسطينية ويعطي للعالم رسالة قوية أن الشعب الفلسطيني له هدف واحد هو استعادة حقوقه.