علاونة: عملية جريئة تشكل حالة ردع للمستوطنين
خضر: الاحتلال لن يستطيع كبح مقاومة الفلسطينيين
رأى مختصان في الشأن الإسرائيلي في عملية "بركان" الذي نفذها فدائي فلسطيني، وأودت بحياة اثنين من المستوطنين وإصابة ثلاثة بجراح خطيرة، قد تضع حدًا لاعتداءات مستوطني "أرئيل" وتغولهم على المواطنين الفلسطينيين.
وكان شاب فلسطيني، قد اقتحم أمس المنطقة الصناعية (بركان) في مستوطنة "أرئيل" القريبة من مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، ونفذ عملية إطلاق نار ثم انسحب من المكان.
ووصف المختص في الشأن الإسرائيلي د. كمال علاونة العملية بـ"الجريئة"، قائلا: "قد تشكل حالة ردع للمستوطنين في سلفيت".
وقال علاونة في حديث لصحيفة "فلسطين": "العملية قد تشكل حالة ردع للمستوطنين وحتى وإن كانت هذه الحالة طارئة ومؤقتة"، لافتًا إلى المضايقات التي يواجهها السكان الفلسطينيين في سلفيت بسبب النفايات الصلبة لمستوطنة أرئيل التي يعمل المستوطنون على التخلص منها في الأراضي الزراعية لسلفيت.
وأكد علاونة، أن المستوطنين لن يجرؤوا على الخروج من بيوتهم طالما أن الفدائي الفلسطيني حر طليق خوفا من تنفيذه عملية أخرى، كما جرى في عمليات مماثلة مثل الشهيد أحمد جرار، الذي جيش الاحتلال لأجله كتائب عديدة للبحث عنه.
وأشار إلى أن تنفيذ العملية في بيئة أمنية معقدة مثل مستوطنة "أرئيل" "يدلل على امتلاك المنفذ جرأة كبيرة بدخوله إلى قلب المستوطنة ومعه سلاحه دون أن يكتشف أمره أحد، رغم وجود إجراءات أمنية المشددة على البوابات".
ووصف الميداني في سلفيت بعد تنفيذ العملية، بالقول إن المستوطنين يعيشون حالة الصدمة، فيما أعلن جيش الاحتلال حالة استنفار قصوى بحثًا عن المنفذ، عدا عن إغلاق مداخل القرى التي تربط بين محافظتي سلفيت وقلقيلة وصولا إلى مدينة نابلس.
وأضاف: "ستبقى هذه المستوطنة تحت وطئت العملية ليس لأيام وشهور فقط، وإنما لسنوات، كما كانت عملية الشهيد أحمد جرار في 9 يناير/ كانون الثاني الماضي، بتنفيذه عملية إطلاق نار جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة".
وربط بين موسم قطف الزيتون الفلسطيني الذي يتطلب حالة من الدفاع عن النفس إثر اعتداءات المستوطنين المتواصلة ضد الفلسطينيين وبين العملية بالقول: "يعتدي قطعان المستوطنين على الفلسطينيين بين الحين والآخر مما يتطلب دفاعا عن النفس، وهذا الشاب نذر نفسه ليكون مدافعا في الصف الأول عن الشعب الفلسطيني".
وكما كل عام يتحين المستوطنون موسم جني ثمار الزيتون للتنكيل المحصول تارة بإشعار النيران بالأحراش الأمر الذي يتلف المحصول وأخرى بحرق الأشجار وثالثة بسرقة الثمار، مما يكبد المزارعين الفلسطينيين خسائر بملايين الشواقل.
توسع فكر المقاومة
في ذات الإطار، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي علاء خضر أن العملية تنبأ بتوسع فكر المقاومة الفلسطينية، وليس اقتصارها على المنظمين داخل الفصائل والأطر الفلسطينية بل تعدى الأمر ليشمل عامة الفلسطينيين في مدن الضفة.
وقال خضر لصحيفة "فلسطين": "تفاجأت سلطات الاحتلال مرتين، الأولى بتنفيذ العملية وسط المستوطنة، والثانية كون منفذها غير منصف لدى منظومتها الأمنية ضمن الذين لديهم سجلات أمنية مسبقة".
وعدّ العملية مؤشر مهم مفاده بأن الاحتلال مهما مارس من مضايقات واعتداءات واجراءات أمنية ضد الفلسطينيين إلا أنه سيتفاجأ بمزيد بعمليات فدائية غير محسوبة، مؤكدا أنه لن يستطيع كبح جماع الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم ومقاومة مغتصبها.
وأضاف: "الحياة في الضفة الغربية متشابكة، حيث الاستيطان الذي قسّم القرى والمدن الفلسطينية، الأمر الذي يجعل أمن المستوطنات هشا، وهذا ما يدفع أي فلسطيني يعيش في هذه الأماكن لتنفيذ عمليات فدائية"، معتقدا أن الاحتلال سيعمل على تشديد الإجراءات الأمنية في مستوطنة "أرئيل" سيئة الصيت.