أثار عميد حقوقي في قيادة الشرطة بغزة انتباه السائقين والمارة على أحد مفترقات المدينة عندما بادر بنفسه، أمس، إلى تنظيم حركة المرور، أثناء انشغال الشرطي المسؤول عن ذلك بأمر طارئ.
واستخدم العميد د.معتز ديب الخالدي صفارته وعصا مخصصة للإشارة إلى الاتجاهات، وسط تجاوب السائقين معه بشكل لافت، على مفترق ضبيط وسط غزة.
وعن تفاصيل ذلك، قال الخالدي لصحيفة "فلسطين": عند الثامنة صباحا لاحظت ازدحاما مروريا في المفترق والسيارات تعيق حركة بعضها، وأدركت أن الشرطي منشغل بأمر مهم، فحرصت على تسهيل المرور.
ورغم حضور الشرطي بعد ربع ساعة، واصل الخالدي تنظيم السير طالبا من الأول أن يستريح قليلا.
وأضاف الخالدي: "بلدنا غالية علينا والناس أمانة برقابنا. نحن خدام لهذا الوطن وأغلى ما فيه المواطن وأمنه ونظامه".
وأوضح أن شرطة المرور تنظم حركة السير وترشد المواطنين بما يتعلق بقيادة السيارات، وغايتها ليست أن تخالف أو تعاقب أحدا، بل التأكيد على قواعد السلامة المرورية.
وتابع الخالدي: نحن، الشرطة، في الميدان على مدار الساعة، وأوفياء لهذا الوطن تحت أي ظرف.
وأشار إلى أن قطاع غزة يتعرض لحصار مشدد منذ 12 سنة، لكنه أنموذج بالفلسطينيين الذين يعيشون فيه، وهو لن يذل أبدا.
ولفت إلى أن قائد الشرطة الشهيد اللواء توفيق جبر كان يأتي إلى ذات المفترق وينظم السير، قائلا: "ترك عرقه على هذا المفترق الذي لنا فيه أثر وذكرى".
واستشهد جبر في أول قصف شنته طائرات الاحتلال في الحرب العدوانية على قطاع غزة أواخر 2008، أثناء رعايته حفل تخريج عناصر من الشرطة بمقر الجوازات.
وقال الخالدي: "نحن أبناء توفيق جبر والشهيد (وزير الداخلية) سعيد صيام وأبناء هذا الوطن، وإن شاء الله لن ننهزم ولن ننكسر، ولن تخيفنا لا أمريكا ولا (إسرائيل) ولا طائراتهم فهي تطير في الجو لكن عرش الرحمن فوقها"؛ وفق تعبيره.
وأضاف: "كضابط يحمل رتبة، أعد نفسي مثل أي شرطي لا يقل عني شيئا ولا أزيد عنه شيئا. كل أبناء الشرطة أفاضل، والوطن أمانة في أعناقهم ونحن معهم في المقدمة".
وترفض حكومة رامي الحمد الله صرف رواتب الموظفين الذين عينتهم الحكومة الفلسطينية السابقة برئاسة إسماعيل هنية في قطاع غزة، لكن رغم ذلك أوضح الخالدي أن المهم لدى الشرطة هو الوطن وهي لن تتركه.
وأردف: "حتى لو تطلب منا أن نضحي بأجسادنا أمام العدو، ستبقى غزة شوكة في حلق الأعداء".
وأشار إلى شرطي المرور الذي استأنف عمله في تنظيم حركة السير، قائلا: "هذا الشرطي نعشقه؛ لأنه يعشق هذه الأرض، ونحن ملح هذه الأرض".
وتمم الخالدي: "سنقاوم ونبقى هنا ونقهر الأعداء.. سنبقى هنا واقفين لا نركع لأحد إلا لله"، مبديا ثقته بأن فلسطين ستتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.