قائمة الموقع

مراقبون: الضغط الجماهيري لمسيرات العودة استنزف الاحتلال

2018-10-07T08:05:27+03:00
صورة أرشيفية

أجمع مراقبون متخصصون بالشأن الإسرائيلي على أن الضغط الجماهيري الزائد لمسيرات العودة وكسر الحصار على طول المناطق الشرقية لقطاع غزة، أوصل الاحتلال لمرحلة استنزاف شديدة في ظل اشتداد الانقسام الإسرائيلي الداخلي حول كيفية التعامل مع المسيرات الحدودية والتطورات المصاحبة لها.

وتشهد مسيرات العودة وكسر الحصار، التي انطلقت في الثلاثين من مارس/آذار الماضي قبالة السلك الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948، حضور جماهيري زائد جمعة بعد أخرى، وذلك مقابل تطوير شبان العودة لعدة آليات وأدوات ضغط جديدة على الاحتلال كوحدة الإرباك الليلي التي تسعى لاستنزاف جنود الاحتلال طوال الوقت.

المتخصص بالشؤون الإسرائيلية عباس ذكور أكد أن دولة الاحتلال راهنت على انحسار حدة مسيرات العودة وكسر الحصار بعد التصدي العنيف للمتظاهرين السلميين في 14 مايو/ أيار الماضي، ولكن ما سرعان ما تثبت فشل تلك الرهانات لتنشب في إثر ذلك خلافات داخل الائتلاف الحكومي والأحزاب الإسرائيلية المختلفة.

وقال ذكور لصحيفة "فلسطين": "لم يسبق لجيش الاحتلال أن دخل في دوامة غير منتهية من الاستنزاف البدني والجسدي للجنود مثلما يحصل منذ نحو ستة أشهر متواصلة دون انقطاع على طول حدود قطاع غزة برًّا ثم بحرًا، وذلك مقابل زيادة متسارعة للضغط الجماهيري السلمي رغم القوة النارية التي يستخدمها الاحتلال ضدهم".

وأضاف ذكور أن محور الخلافات يتركز بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان من جهة، ووزير التعليم نفتالي بينت الذي يتزعم حزب البيت اليهودي في الائتلاف الحاكم، مبينًا أنَّ الأصوات المنادية بعقد تهدئة شاملة مع غزة بدأت تزداد وتحديدًا بعد الحوار الصحفي الأخير لقائد حماس في غزة يحيى السنوار.

وبلغت مسيرات العودة وكسر الحصار ذروتها في 14 مايو/ أيار الماضي، تزامنًا مع الذكرى السبعين للنكبة ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، إذ ارتكب جنود الاحتلال مجزرة دامية بالحق المشاركين السلميين، فاستشهد ما لا يقل عن 59 فلسطينيًّا -بينهم ثمانية أطفال ومقعد وصحفي، وأصيب أكثر من 2700 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة بينهم 13 صحفيًّا.

بدوره، اتفق المحلل المختص بالشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات مع ذكور حول زيادة حدة الانقسامات الإسرائيلية تجاه سبل التعامل مع قطاع غزة وتطورات المسيرات الشعبية، قائلًا: "بات لدى قادة الاحتلال خشية حقيقية من أن يتحول الاستنزاف المصحاب للمسيرات لخطر استراتيجي غير معهود".

وأوضح بشارات لصحيفة "فلسطين" أن هناك كابوسًا يتملك قادة جيش الاحتلال من تنفيذ عمليات اقتحام جماهيرية تجاه المستوطنات المحيطة بغزة، وذلك في ظل سيطرة الروتين على الجنود المستنفرين على طول الحدود واعتياد الشبان الفلسطينيين خلال الأسابيع الماضية على الوصول إلى السلك الفاصل وإزالته مما يعني تحطيم خط الحماية الأول للمستوطنين على حدود غزة.

وبين بشارات أن كابينت الاحتلال عاجز عن اتخاذ أي قرار حاسم تجاه قطاع غزة سواء على صعيد إبرام تهدئة توقف استنزاف الجنود الذين اعتادوا حروبًا قصيرة وعمليات محدودة وليس على استنفار تام على مدار الساعة، أو على صعيد الذهاب نحو تصعيد عسكري ضد فصائل المقاومة بغزة.

أما المتخصص بالشأن العسكري رامي زبيدة، فأشار إلى أن الحالة المزدوجة التي خلقتها مسيرات العودة وكسر الحصار (الضغط الجماهيري الفلسطيني والاستنزاف البدني للجنود الإسرائيليين) تسببت في زيادة حدة الاتهامات بين القادة الإسرائيليين حول ما يتحمل مسؤولية فشل استراتيجيات التعامل مع قطاع غزة وحركة حماس.

وقال زبيدة لصحيفة "فلسطين": إن قادة جيش الاحتلال ينظرون إلى زيادة عمليات اختراق السلك الفاصل والوصول إلى الثكنات العسكرية على أنها تحقق مكاسب مهمة للجناح العسكري لحماس "كتائب القسام"، الذي قد يستفيد منها في قياس قدرات جيش الاحتلال ورسم آليات جديدة لاقتحام الحدود من فوق الأرض في أي مواجهة مستقبلية.

اخبار ذات صلة