كشف رئيس اللجنة القانونية في الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، الحقوقي صلاح عبد العاطي، عن منع سلطات الاحتلال لجان تقصي حقائق دولية، من دخول قطاع غزة، للتحقيق بالجرائم الإسرائيلية بحق المشاركين في المسيرات السلمية شرقي القطاع.
وقال عبد العاطي في تصريحات لـ"فلسطين": إن الاحتلال رفض التعامل مع الوفود الدولية، منها وفود من الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي، لمنعها من الاطلاع عن كثب على حقيقة الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق أهالي قطاع غزة.
وذكر أن الهيئة الوطنية لمسيرات العودة مستمرة بتقديم بلاغات للمحكمة الجنائية الدولية ومراسلة ومخاطبة كل الأجسام والمنظمات الحقوقية، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومجلس حقوق الإنسان، والأمين العام للأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية الدولية كافة، لوضعهم في صورة انتهاكات الاحتلال أولاً بأول.
وطالب عبد العاطي بالتحرك الفاعل لأجل إسناد ودعم حقوق أبناء شعبنا الفلسطيني، مشيرًا إلى مشاركته في مؤتمر حقوقي عربي دولي في العاصمة المصرية القاهرة الأسبوع الماضي، لدعم مسيرات العودة والحقوق الفلسطينية.
مستمرون
وأكد رئيس اللجنة القانونية في الهيئة الوطنية أن مسيرات العودة ستتواصل حتى تحقيق أهدافها كافة، مؤكدًا أنها تتصاعد بزخم شعبي وثوري متواصل رغم عظم التضحيات وكبر التهديدات والتحديات.
وقال عبد العاطي: "هذه المسيرات انطلقت للدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية وصد مخططات التصفية للقضية الفلسطينية، وترسل رسائل للقاصي والداني أن هذا الشعب عظيم، متجذر في أرضه، ومتمسك بحقوقه الوطنية".
وأضاف: "في جمعة الثبات والصمود واصلت جماهير شعبنا في أماكن التجمعات السلمية لمسيرات العودة إرسال رسالة أنْ آن الأوان للوحدة الوطنية على أساس الشراكة ورفع الحصار الخانق عن غزة، ولن يتردد شعبنا في مواصلة نضاله إلى أن يرفع الحصار".
الاحتلال سيدفع الثمن
وأكد عبد العاطي أن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه بحق أطفالنا ونسائنا وأطقمنا الطبية والصحفيين وجماهير شعبنا الفلسطيني المشارِكة في مسيرات العودة التي يشهد لها القاصي والداني بأنها سلمية 100%.
وأشار إلى أن كل من حاول اجتياز السلك الفاصل أو الاقتراب منه، لم يشكل خطراً على جنود الاحتلال، مؤكداً أن الاحتلال يرتكب جرائم حرب بحق المتظاهرين في مسيرات العودة.
وقال: "سنواصل الجهد من أجل إقامة كل الفعاليات على المستوى العربي والدولي، من أجل نصرة شعبنا الفلسطيني وحقوقه، ونبقى مدافعين عن القضية".
وأضاف عبد العاطي أن "العالم بجهاته المختلفة معنا وسيستمر في وقوفه معنا، ولكن المشكلة الحقيقية أن الولايات المتحدة الأمريكية و(إسرائيل) تثبّتان شريعة الغاب وهذا ما ينبغي على العالم أن يقف في وجهه".
ومنذ نهاية مارس/آذار الماضي، يشارك عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948، وكسر حصار غزة.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بقوة مميتة وعنف شديد، ما أدى إلى استشهاد 198 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 22 ألفًا آخرين بجراح مختلفة.