قائمة الموقع

المبادرات الشبابيَّة قاربُ المعوزين للنجاة من الفقر

2018-10-05T08:08:12+03:00
صورة تعبيرية

أزمات اقتصادية متلاحقة تعصف بقطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 12 سنة والإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة في رام الله منذ أبريل/نيسان 2017، ما يؤدي إلى تعميق نسب الفقر والبطالة.

وتشمل إجراءات السلطة التي وصفها رئيسها محمود عباس بأنها "غير مسبوقة"، الخصم من رواتب موظفيها في القطاع دون الضفة الغربية، وتأخير صرفها، كما مست مجالات حيوية كالصحة والكهرباء والوقود، وغيرها.

وترفض السلطة صرف رواتب الموظفين الذين عينتهم الحكومة الفلسطينية السابقة برئاسة إسماعيل هنية في قطاع غزة.

في ظل هذه الأوضاع ازدادت العائلات الفقيرة فقرا، وانضمت إليها فئات جديدة من العمال الذين سرحوا من العمل والموظفين الذين تراكمت عليهم الديون وباتوا لا يجدون قوت يومهم، ومن هنا قرر الشباب الفلسطيني التخفيف عن مجتمعه بمبادرات خيرية شبابية شكلت قارب نجاة لكثير من مشاكلهم المالية.

تكية

أحوج ما تكون له الأسر في ظل الظروف الاقتصادية العصيبة الحالية هي الطعام، وهذا ما استدعى إطلاق كثير من الحملات الشبابية التي تقدم وجبات غذائية وطرودًا تموينية من مواد غذائية وخضار وفاكهة ولحوم يوميًا.

الصحفي ماجد زريد من النصيرات وسط قطاع غزة أحد المسئولين عن تكية أهل الخير التي أقيمت لارتفاع حالة الفقر، وحاجة البعض للطعام والدواء، وبدل الايجار أيضا من قبل الأسر الفقيرة والمحتاجة.

يقول زريد لصحيفة "فلسطين" : " الصحفيون يستنجد بهم الناس المحتاجون لنشر وعرض قضايا ومشاكل لهم كما هو معتاد، ولكن مع استمرار الحصار وارتفاع أعداد الخريجين ونسب البطالة، واستقطاع رواتب موظفي السلطة زادت الاستغاثات والمناشدات والتي نحرص قدر الإمكان على نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي حتى يساعدهم أهل الخير".

ويضيف زريد: "ومع هذا الكم الكبير من المناشدات ارتأينا التخفيف من معاناة هذه الأسر، وفكرنا بشيء نستطيع من خلاله خدمتهم بأقل التكاليف، فأقيمت التكية بهمة مجموعة من الشباب والشابات المتطوعين".

ويشير زريد إلى أن التكية بدأت بشراء المعدات وتوفير المكان وجمع التبرعات قبل شهر رمضان الماضي، ومع دخوله بدأت أعمالها الأساسية بتقديم وجبات إفطار للأسر الفقيرة.

ويوضح أن تكية أهل الخير لها مركزان للتوزيع الأول في مخيم النصيرات ، والثاني يضم منطقتي الزهراء والمغراقة وسط قطاع غزة.

ويذكر زريد أن التكية قدمت مساعدات لنحو 30 ألف مستفيد حتى الآن من وجبات الطعام، بالإضافة إلى المستفيدين من البرامج الأخرى كالذمم المالية إذ تم سداد ديون 25 سيدة، والتكفل بدفع إيجار لخمس عائلات مشردة ومهددة بالطرد لمدة عام.

ويشير إلى أن التكية قدمت أيضا 100 كسوة للأطفال في العيد، و1000 طرد غذائي كما استطاعت دفع جزء من رسوم طلبة الجامعات المحتاجين.

ويؤكد زريد أن القاعدة التي أقيمت على أساسها التكية هي الوصول لكل من هو محتاج بعيدا عن انتمائه التنظيمي والحزبي أو كونه عاطلا عن العمل أم موظفا، إذ إن الفيصل هو التحري عن وضعه المادي قبل مساعدته؛ وفق حديثه.

ومع تعمق الأزمات الاقتصادية بعد تقليص السلطة رواتب موظفيها في القطاع، ينبه إلى أن حجم التبرعات بعد انتهاء شهر رمضان تراجع كثيرا، وفي المقابل زادت طلبات المساعدة والمناشدات وكان أكثرهم يطلب الطعام لعائلته.

ويلفت زريد إلى أن عدد المستهدفين الكبير وكون مقر التكية بالإيجار، زادا من المصاريف في ظل شح التبرعات، ما دفع القائمين عليها لتقليص العمل فيها من يومي إلى مرتين أو ثلاث في الأسبوع حسب الإمكانيات المتاحة، مع الحرص على الاستمرارية وعدم إغلاقها.

ويشير إلى أنه يتم إعداد وجبات الطعام المتنوعة داخل التكية بأيدي متطوعين شباب لديهم مهارات في الطبخ.

ويناشد زريد أهل الخير والمقتدرين للتبرع لتخفيف معاناة الأسر الفقيرة والمحتاجة، وتفاديا لإغلاق باب التكيةوضمان استمرار تقديم المعونات لأناس تتضور جوعا وألما.

صورة أخرى لهذه المبادرات تتمثل بدعوة مجموعة من الشباب المواطنين للتكافل، عبر إطلاق مبادرة "كن للناس" منذ عامين.

مصطفى أبو سيدو أحد القائمين على المبادرة، يشير إلى أن قطاع غزة يعيش أوضاعا صعبة للغاية، مبينا أن المبادرات التي تخفف من معاناة الناس وتسد رمق يومهم هي حاجة ملحة لإعلاء مبدأ التكافل حتى لو بأقل القليل سيما أن معظم فئات المجتمع تعاني.

وينبه أبو سيدو في حديث مع صحيفة "فلسطين"، إلى أن الفريق منذ 40 يوما لم يطلق تقريبا أي مبادرة، بسبب ضعف وشُح الدعم بسبب الظروف المالية الصعبة.

لكنه يؤكد أن حملة "طبخة يوم الجمعة" ستستأنف، وهي عبارة عن سلة غذائية كاملة مع الخضار ووجبة غداء في ذلك اليوم، باعتباره إجازة يجتمع فيه أفراد العائلة على سفرة واحدة.

ولدى سؤاله عما إذا كان الفريق سيعود للعمل بذات الآلية قبل التوقف، يجيب أبو سيدو : "المساعدات قليلة وهذه أكبر عقبة أمام استمرار نشاطات المبادرة، ولكن نحاول بذل جهد كبير لأن تكون كالسابق بل وأقوى".

ويبين أن "كن للناس" قدمت على مدار العامين كسوة العيد، وكسوة المدارس، ومساعدات نقدية، وغذائية، وملابس ومستلزمات ضرورية للبيت كالغسالة، والثلاجة، والغاز، كما شملت توزيع سلات غذائية على الأسر الفقيرة، وكسوة العيد، وحملة أخرى بعنوان "أطعم فقيرا".

ويوافق 17 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام اليوم الدولي للقضاء على الفقر.

اخبار ذات صلة