قائمة الموقع

​في صالونات التجميل خريجاتٌ يجمعن بين العمل والهواية

2018-10-04T13:55:17+03:00

مع انتشار البطالة وقلة فرص العمل يتجه الكثير من الخريجين نحو مجالات عمل لا علاقة لها بشهاداتهم الجامعية، ومنهم من يكتفي بالبحث عن فرصة عمل، ومنهم من يختار فرصة تناسب هواياته ومهاراته، ومن ذلك العمل في صالونات التجميل، فبعض الصالونات تملكها، أو تعمل فيها نساءٌ حاصلات على شهاداتٍ عليا.

حياتيٌّ ونفسي

علا المظلوم درست في كلية العلوم وتخصصت في الفيزياء، ثم أتبعت البكالوريوس ماجستير في التربية.

عملت في التدريس أربع سنوات، في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وفي مركز خاص أسسته بنفسها.

وفي أثناء دراسة الماجستير دخلت عالم التجميل، تقول: "خلال الدراسة أحبطني بعض الزملاء، الذين كانوا يؤكدون في كل مناسبة انعدام فرص العمل، وأن الشهادة العليا لن تساعدنا على الحصول على العمل الذي نطمح إليه، ما يعني إصابة الخريج بالاكتئاب بعد حصوله على الماجستير".

وتضيف: "لذا قررت تسلية نفسي بشيء ممتع، واستقر رأيي على الالتحاق بدورة لتعليم فنون التجميل، لأمارس هوايتي".

تتابع: "حصلت على درجة الماجستير قبل انتهاء الدورة، فقدمت شهاداتي لعدد من الجامعات، لكن لم أجد فرصة للعمل في أي منها، ووجدت أن زملاء الماجستير يعانون الأمر نفسه".

أمام هذه الحالة قررت المظلوم أن تعتمد على ما تعلمته في دورة التجميل، فتقدمت لوظيفة حكومية، وقُبلت مدربة تجميل.

قضت ثلاث سنوات في الوظيفة الحكومية، لكن بيئة العمل لم تكن مريحة لها، فتركتها، وبعد سنة واحدة افتتحت صالون تجميل خاصًّا بها.

تقول لـ"فلسطين": "دراستي في كلية العلوم أفادتني في عملي بالتجميل، فبفضلها أعرف كيف أجمع بين الجمال والصحة، كعدم استخدام مواد تسبب الحساسية للزبائن".

وتتابع: "شهاداتي الأكاديمية تجعل الزبائن أكثر ثقة بي"، مواصلةً: "إلى جانب الثقة والإعجاب فإن أغلب السيدات يستغربن لكوني حاصلة على الماجستير وأعمل في التجميل".

لكن الثقة لا تعني التردد إلى الصالون باستمرار، فبعض السيدات يقصدن الصالونات المشهورة، حتى لو لم تكن صاحباتها والعاملات فيها يملكن المهارة الكافية أو العلم المطلوب في التجميل، بحسب ما تذكر المظلوم.

دروس حياة

حصلت إلهام المصري على بكالوريوس في إدارة الأعمال، وبعد شهرين من تخرجها سمعت خلالهما الكثير من عبارات الإحباط قررت أن تلتحق بدبلوم لدراسة فنون التجميل.

تقول: "التجميل هواية لدي، كنت أمارسها بتزيين النساء في عائلتي، لذا وجدت تشجيعًا من أسرتي على الالتحاق بالدبلوم، وبعد تخرجي فيه افتتحت مدربتي صالونها الخاص، فاتصلت بي لأعمل معها".

وتضيف: "حصلت على عدة فرص عمل مؤقتة في تخصصي، قبل دخول عالم التجميل، وبعده، وحاليًّا أتمنى العمل في تخصصي لأنني قضيت سنواتٍ من عمري في دراسته".

تواصل: "هذا لا يعني انقطاعي عن التجميل، فأنا لم أتوقف عن العمل فيه عندما حصلت على فرصة العمل الأخيرة، التي امتدت سنة كاملة".

وتشير المصري إلى أنها وجدت في العمل في التجميل خصائص جميلة لم تجدها في الوظائف الأخرى التي جربتها، أنها تلتقي سيدات كثيرات، مختلفات في الشخصية والتعامل ومن فئات عمرية متعددة، وهذا أتاح لها تكوين علاقات جديدة، والتعرف إلى شخصيات الناس وكيفية التعامل معها، وأعطاها دروسًا في الحياة، وساهم في بناء شخصيتها وتقويتها، أما الوظائف الأخرى فكانت تتعامل فيها مع أشخاص محدودين.

تقول: "بعض يستخففن عملنا، ويظنن أن أي إنسان قادر على ممارسته، ولكنهن عندما يعرفن أنني وبعض زميلاتي في الصالون خريجات جامعيات يغيرن رأيهن، ويثقن بنا وبعملنا أكثر".

وتشير المصري إلى أن كثيرًا من حاملات الشهادات الجامعية اللاتي لم يُوفقن في الحصول على فرصة عمل يتجهن حاليًّا إلى دراسة التجميل، مضيفة: "كثير من الشابات المترددات إلى الصالون الذي أعمل فيه يبدين إعجابهن بكوني جامعية وأعمل في التجميل، ويخضن التجربة، منهن من تفعل ذلك من باب ممارسة الهواية، ومنهن من تسعى إلى الحصول على فرصة بشهادة التجميل كونها لم تجدها بشهادة الجامعة".

الهواية قبل العمل

وكسابقتيها، حصلت شيرين غزال على شهادة جامعية، وعملت بها، وحاليًّا انتقلت إلى عالم التجميل، لكنها لا تفكر في العودة إلى العمل في تخصصها.

تقول: "درست بكالوريوس آداب في اللغة الإنجليزية، ثم حصلت على دبلوم تربية، وعملت في تخصصي ثلاث سنوات، ثم تركت عملي لأن أبنائي بحاجة لوجودي إلى جانبهم في البيت".

وتضيف: "بعد ست سنوات من الانقطاع عن العمل كبر أبنائي، فقررت أن أعود للعمل، ولكن في مجال آخر، مجال أحبه، وأتمتع فيه بحرية كافية، لذا طرقت باب التجميل، فهو هوايتي منذ طفولتي".

التحقت غزال بدورات في التجميل بغزة، وأخرى عبر الإنترنت، وتواصلت مع مختصين من الخارج، لتتمكن من تحقيق التميز في هذا المجال، ثم افتتحت الصالون الخاص بها، وبدأت التدريب في دوراتٍ تنظمها وزارة العمل.

تتابع: "العمل في التدريس يعني الالتزام بساعات دوام محددة، ومواصلة العمل في البيت، وإرهاق الأبناء بالتنقل بين الحضانة والبيت، ولكن في الصالون الخاص وقتي ملكي، أعمل بالقرب من أبنائي، إضافة إلى أن شخصيتي قيادية ولا أتحمل وجود مدير يوجهني".

وتشير إلى أنها تخبر زبائنها بأنها خريجة جامعية لشعورها بأن ذلك يمثل نقطة لمصلحتها، أما رد الفعل فيختلف من سيدة إلى أخرى، حسب رؤية كل منهن، فمن النساء من يستغربن كونها جامعية تتجه نحو التجميل، وأخريات يقدّرن أنها تعمل فيما تهواه.

ومن واقع عملها في التدريب تؤكد أن الكثير من طالباتها هنّ خريجات جامعيات، ومنهن من فتحن صالونات خاصة بعد الحصول على الشهادة.

وتنصح الخريجات بطرق باب العمل في التجميل، شريطة أن يكون ذلك مبنيًّا على هواية هذا المجال، دون الاكتفاء بالرغبة في الحصول على عمل، قائلة: "وجود الهواية هو أساس النجاح في التجميل".

اخبار ذات صلة