يعدّ مرض الروماتويد واحدًا من الأمراض المناعيّة، ويسبّب حالة من الالتهاب المزمن في مفاصل الإنسان، وقد ينتشر هذا المرض ويتمدّد ليشمل مناطق تحيط بمفاصل الإنسان كأوتاره وأربطته.
ويحدث المرض المناعيّ عادة عندما يكون الجسم غير قادر على التفريق بين كل من الأنسجة الخارجيّة، وأنسجته نفسها، ممّا يساعد على ظهور حالة من ردّة الفعل المناعية ضدّ أنسجة وأغشية الجسم ذاتها، ممّا يؤدّي إلى حدوث بعض الالتهابات، إذ يبدأ الجسم بالهجوم على الأغشية الغريبة التي لا يعرفها بواسطة كريات الدم البيضاء.
رئيس قسم الأطفال في المستشفى الأوروبي د. أحمد جبارة تحدث لـ"فلسطين" عن أعراض مرض الروماتويد، بقوله: يعاني المصاب بهذا المرض آلامًا في المفاصل، وخاصةً في مفاصل اليد، والكتف، والكوع، والرقبة، والركبة، والكاحل, والشعور بفتور، وتعبًا، وخمولًا، وفقدان الطاقة، وفقدان الشهيّة للطعام، ونقصان الوزن وتيبّس المفاصل وصعوبة تحريكها.
وتابع د. جبارة: ويعاني تورّم واحمرار المفاصل المصابة, وارتفاع درجة حرارة المفصل وتورم العينين وجفافهما واحمرارهما, وجفاف اللعاب، والتهاب الرئة والغشاء الذي يغلف القلب، والتهاب الأوعية الدمويّة وأحيانًا تضخّم في الغدد الليمفوية والكبد والطحال.
وبين أن السبب الرئيس للإصابة بمرض الروماتويد هو حدوث خلل في الجهاز المناعي نتيجة لعدة عوامل، أبرزها العوامل الوراثيّة، أو حدوث تغيرات في مستوى الهرمونات في الدم، ما يؤدي إلى زيادة نشاط الجهاز المناعي، ومهاجمة الغشاء المصلي الذي يفرز السائل المزلق في المفصل كجسم غريب، وعليه حدوث التهاب في الأنسجة والغضروف حول المفصل، واستبدالها بنسيج ندبي، ما يؤدي إلى تضييق المسافة بين المفاصل والتصاق العظام ببعضها بعضًا.
وأوضح د. جبارة أنه يشخص هذا المرض بعد معرفة التاريخ المرضي للحالة لتوضيح الأعراض، كما تجرى فحوصات وتحاليل للكشف عن وجود التهاب المفاصل، وخشونتها، وتآكلها، وإجراء تحليل مخبري للدم، وفحص للعينين، والفم، والقلب، والصدر، والجلد للمريض؛ لمعرفة مدى تأثر الجسم بالمرض.
وأخيرًا بين كيفية العلاج لهذا المرض باستخدام مسكنات الألم المعتادة فهي مناسبة لتخفيف الحرارة والألم, واستعمال عقارات مضادة للالتهاب يستمر عليها المصاب لمدة شهر، وإذا لم يستجب، يتم استعمال النوع الثاني من العلاج وهو حقن طبيب عظام لعقار داخل المفصل.
أما النوع الثالث من العلاج –وفق قوله- هو (العلاج الكيماوي) الذي يستخدم لمرضى السرطان ولكنه يستخدم لمرضى الروماتويد بجرعة قليلة, وبذلك يمكن أن يشفى من هذا المرض إلا أنه يحتاج إلى مرحلة طويلة وفريق عمل وقد يحتاج إلى علاج طبيعي.
