قائمة الموقع

كيف ردّ الحافظ مدفع على منسق أعمال حكومة الاحتلال؟

2018-10-02T06:16:19+03:00
موسى المدفع (أرشيف)

أثار مشهد قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي للطفل الحافظ للقرآن الكريم ناصر أبو مصبح، غضب موسى المدفع، الذي توّج مؤخرًا بمسابقة دولية لحفظ وتجويد كتاب الله، لاسيما مع محاولة منسق أعمال حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطيني التغطية على الجريمة التي وقعت في نفس يوم التتويج.

وفاز مدفع (21 عامًا) بالمرتبة الأولى في مسابقة دولية لحفظ القرآن الكريم نظمت في كرواتيا، وسط فرحة كبيرة عمت أرجاء مدينة نابلس-مسقط رأسه- خصوصا وفلسطين عموما.

لكن منسق أعمال حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، كميل أبو ركن، سارع بالتغطية على جريمة قتل أبو مصبح بتهنئة المدفع عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الذي ضج بمشاهد القتل الدامية في الجمعة الـ27 لمسيرات العودة "جمعة انتفاضة الأقصى".

وسارع مدفع بالرد على تهنئة المنسق بالقول: "الحمد لله، فزت بجائزة القرآن، ولا يشرفني أن يبارك لي أمثالك، فعند قراءتي القرآن علمت من ربي أنه لا يحارب القرآن أحد في هذا الزمان أكثر منكم، يكفي أنني دخلت سجونكم بلا تهمة سوى أنني شاركت في حفل للقرآن الكريم".

وفي حديثه لصحيفة "فلسطين"، قال مدفع: "حين وجه المنسق تهنئة بفوزي بالمسابقة، فهو يريد تحسين صورة جيشه المجرم من خلال فيسبوك، كما أنه يريد إخفاء جرائمه بحق أهلنا في قطاع غزة، حيث استهدف قبلها بيومين حفظة لكتاب الله دون ذنب".

وتابع: "حين رأيت منشور المنسق، وكنت قبلها قد تأثرت كثيرًا بمشهد الشهداء في غزة من حفظة القرآن، امتلأ قلبي غيظًا وغضبًا وحرقة، وهذا ما جعلي أرد عليه بهذا الرد".

وقتل جنود الاحتلال الإسرائيلي الطفل أبو مصبح بطلق ناري مباشر في الرأس، وأثارت صوره وهو غارق بدمائه غضب الفلسطينيين الذين خرجوا آلافًا في جنازة تشييع جثمانه، مع ستة شهداء آخرين قضوا بنيران قناصة جيش الاحتلال في جمعة "انتفاضة الأقصى" الـ27 من مسيرات العودة شرقي قطاع غزة.

وأثار رد مدفع إعجاب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أثنوا على شجاعته في الرد على المنسق، كما قدموا له التهاني بإحرازه المرتبة الأولى.

ويدرس مدفع في آخر فصل في جامعة النجاح الوطنية في كلية الشريعة الاسلامية.

رحلة القرآن

وبدأ مدفع رحلته الطويلة مع كتاب الله حين كان في الصف الثالث الابتدائي، واستمر إلى ما قبل الثانوية العامة، حيث كان يحفظ في حلقات القرآن في مسجد مصعب بن عمير في مخيم عسكر شمال شرق محافظة نابلس.

ويضيف: "كنت أحفظ صفحة في اليوم على مدار 3 أيام خلال الاسبوع، وبعد ختم كل جزء أعمل اختبارا فيه، وبهذه الطريقة بحمد الله ختمت القرآن كاملا، وبعدها كان اختبار الاجازة الذي اجتزته بمعدل امتياز".

وشارك الشاب النابلسي في العديد من المسابقات المحلية والدولية في حفظ القرآن، كان آخرها مسابقة كرواتيا التي توج خلالها بالمرتبة الأولى.

ولم يتوقف حفظ القرآن الكريم لدى عائلة مدفع عند موسى، فشقيقه الصغير عبد الله (13 عاما) أتم حتى اللحظة حفظ 20 جزءًا ويواصل ذلك بتشجيع من أسرته، الأمر الذي يفخر به والد موسى، إذ إن جميع أبنائه مندفعون على حفظ القرآن الكريم منذ صغرهم.

ويشعر موسى بالاعتزاز وهو يتلقى التشجيع من أقرانه كلما شارك في مسابقة محلية أو دولية، فقد تلقى تشجيعا من كلية الشريعة بجامعة النجاح، ونادي ملتقى القرآن، وشباب مساجد مخيم عسكر.

اخبار ذات صلة