إن وضع برادة الحديد ودق المسامير حول الأشجار لا فائدة منه إطلاقًا، والسبب هو أن أكاسيد الحديد الثلاثية (الصدأ) غير ذائبة في الماء لذلك لا يمكن دخوله لأنسجة النبات.

ففي بعض الأحيان قد ينشأ تيار كهربائي جراء إضافة برادة الحديد إلى التربة، أو بنتيجة التفاعل بين الحديد والوسط الحامضي ووجود الكبريت في التربة وارتفاع درجات الحرارة واتحاده مع الكبريت تنشأ اكاسيد كبريتات الحديد التي يمكن للنبات امتصاصها وهذا التحول يحتاج إلى زمن طويل.

فيلاحظ انتعاش بطيء للنبات بعد إضافة الحديد بصورة برادة وأيضًا يكون له تأثير لكن بعد وقت طويل إلى أن يتحول إلى هيدروكسيد الحديدوز وعند تحوله يكون بطيء الامتصاص من قبل الأنسجة النباتية فهيدروكسيد الحديدوز صعب الامتصاص وبطيء جدًّا وأحيانًا لا يتحول إلى نافع بل إلى يتحول إلى مواد سامة.

فالحديد يأتي بالمرتبة الرابعة من حيث توافره بالقشرة الأرضية بعد الأكسجين والسيليكون والألمنيوم، والقسم الأعظم منه يدخل في تركيب كثير من معادن الطين ويوجد على شكل أكاسيد وأكاسيد مائية وهيدروكسيدات وكبريتات وفوسفات ومركبات عضوية وأملاح متفاوتة في درجة ذوبانها.

كما أن الكمية الكلية المتوافرة في التربة الزراعية أكبر بكثير من حاجة أي من أنواع المزروعات إلا أنها بشكل غير قابل للامتصاص، والجذور تحتاج إلى توافره إما ذائبًا في محلول التربة أو بصورة متبادلة حتى تستطيع امتصاصه.

ويوجد الحديد في التربة إما على شكل ثنائي Fe++ في الأراضي الحامضية أو الغدقة، أو على شكل ثلاثي Fe+++ في الأراضي المتعادلة أو المائلة للقاعدية.

إلا أن هناك معوقات تعيق آلية الامتصاص منها أنه كلما زادت قلوية التربة أي ارتفع رقم الـPH فيها كلما قلت نسبة الحديد الممتص من قبل الجذور نظرًا لانخفاض نسبة مركبات الحديد القابلة للانحلال.

كما أن وجود نسبة عالية من كربونات الكالسيوم في التربة، حيث إن وجود هذه الكميات الكبيرة من الكلس في التربة تؤدي إلى تثبيت الحديد بها على شكل مركبات معقدة غير ذائبة كما وجد أن زيادة الكالسيوم تزاحم الحديد على الامتصاص من قبل الجذور في التربة وترسب الحديد أو تثبته ضمن النبات

إضافة إلى أن زيادة الفوسفور حول جذور النباتات يمكن أن يؤدي إلى تعطيل حركة الحديد وانتقاله من الجذور إلى الأوراق.

ويمكن معالجة نقص عنصر الحديد في النبات وزيادة جاهزيته في التربة من خلال ما يلي:

1) إضافة المادة العضوية المتخمرة بشكل جيد مرة كل سنتين.

2) التسميد الكيميائي المتوازن بالمعدلات اللازمة.

3) عدم استخدام مياه للري تحتوي على بيكربونات عالية.

4) إلغاء الزراعة بين الأشجار وخاصة في طور الإثمار الكامل.

5) دهن مكان التقليم وخاصة للفروع الكبيرة بالمركبات الحديدية.