اتفق محللان سياسيان أن عملية التفاوض بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي وصلت إلى طريق مسدودة وفشلت فشلا ذريعا في تحقيق مشروع حل الدولتين.
وكان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، صرح الجمعة الماضية، أنه غير ملتزم بحل الدولتين، "من باب القفز عن المسميات بداعي التركيز على الجوهر"، الذي لا يتجاوز الحكم الذاتي للفلسطينيين ونزع السلاح والسيطرة الأمنية الإسرائيلية، ولو كان ذلك تحت مسمى "دولة" دون مقومات دولة.
نهاية حل الدولتين
وقال المحلل السياسي خليل شاهين: إن "موقف حكومة الاحتلال يرفض قيام دولة مستقلة وفق المفهوم الفلسطيني لهذه الدولة، بل حتى وفق المعايير للدولة ذات السيادة".
وأكد شاهين خلال حديثه مع "فلسطين"، أن حكومة الاحتلال لم تكن معنية قط بقيام دولة فلسطينية، بدليل وجود تعثر وانسداد في أفق العملية السياسية التي وصلت إلى طريق مسدودة وفشلت فشلا ذريعا، مشيرا إلى أن الخيار التفاوضي الذي بات يعرف بحل الدولتين أخفق تماما-وفق تعبيره.
ورأى شاهين في تصريحات نتنياهو سواء أكانت من نتنياهو نفسه أو ترامب إنما هي مجرد فخ ينصب للفلسطينيين، من أجل العودة إلى المفاوضات بالشروط الأمريكية الإسرائيلية، لأن عباس يريد العودة إلى المفاوضات بشروطه".
ونبه شاهين إلى أن الذي تجب ملاحظته أن الممارسات الإسرائيلية على الأرض ماضية نحو تعميق الاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية، وتكريس واقع المعازل التي تريدها السلطة، التي تحولت إلى وكيل أمني وإداري واقتصادي يطيل من عمر الاحتلال بدلا من تقصيره، ثم الاستمرار في فصل قطاع غزة- وفق تعبيره.
ولفت شاهين الانتباه إلى أن الدولة من منظور نتنياهو هي تلك التي صرح عنها مؤخرا حين قال: "الفلسطينيون يستطيعون أن يسمّوا الحكم الذاتي على 40% من الأراضي التي تديرها السلطة في الضفة الغربية دولة"، بمعنى آخر أن الذي يريده نتنياهو فصل قطاع غزة بالكامل عن الضفة الغربية، "وإقامة كيان هزيل فيها".
إستراتيجية التسوية
من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة: إن "المسيرة السياسية للتفاوض الفلسطيني حول حل الدولتين انتهت، بسبب إستراتيجية (إسرائيل) واستمرار عنجهيتها، حيث إنها لم تقبل بكل القرارات الشرعية الدولية".
وأضاف جعارةخلال حديثه مع "فلسطين": في المقابل رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن لا يمتلك سوى إستراتيجية التسوية والمفاوضات ونبذ المقاومة "وهذا لن يوصله إلى دولة ذات سيادة".
واتفق جعارة على أن تصريحات نتنياهو إنما هي تأكيد على ما تريده من سيطرة أمنية كاملة لـ(إسرائيل) على الضفة الغربية ما بين النهر والبحر، وتكريس انفصال غزة عن الضفة.
وأشار جعارة إلى أن نسبة الاستيطان مذهلة جدا في الضفة الغربية، حيث إن آخر الإحصائيات تشير إلى توسع الاستيطان بنسبة 500% بعد اتفاق أوسلو.