قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان (رسمي يتبع منظمة التحرير الفلسطينية)، إن جهاز القضاء التابع للاحتلال الإسرائيلي وكذلك البنوك يتآمرون في خدمة المشروع الاستيطاني.
وأوضح المكتب الوطني في تقريره الأسبوعي حول الاستيطان اليوم السبت، أن سلطات الاحتلال وأذرعها المختلفة "متورطة في تزوير الوثائق الخاصة بملكية الفلسطينيين لأراضيهم الخاصة، وفي نقل وتخصيص هذه الأراضي لأغراضٍ استيطانية".
واستطرد: "المحاكم الإسرائيلية وجيش الاحتلال يتواطآن في جريمة نهب وسرقة الأرض الفلسطينية تحت حجج وذرائع مختلفة".
وبين، أن المحكمة المركزية في القدس المحتلة أصدرت، الشهر الماضي، قرارًا زعمت فيه بأن البؤرة الاستيطانية العشوائية "متسبيه كراميم"، الواقعة شمال شرقي رام الله، أقيمت على أراض تابعة للمستوطنين.
ونوه المكتب الوطني إلى أن سلطات الاحتلال و"لواء الاستيطان" نقلت هذه الأراضي للمستوطنين، وهي على علم بأن ملكية فلسطينية تلك الأراضي خاصة.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قد نشرت تحقيقًا كشفت فيه أن "لواء الاستيطان" الذي يوازي في المناطق المحتلة ما يسمى "دائرة أراضي إسرائيل في الداخل المحتل" سلمت المستوطنين "حقوقًا" في هذه الأراضي بعد أشهر من علم السلطات الإسرائيلية أنها أراض بملكية فلسطينية خاصة.
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن لواء الاستيطان سلم بدوره البنوك وثائق تزعم أن المستوطنين هم "أصحاب الأرض" لغرض حصولهم على قروض إسكان، وذلك بعد أشهر من اتضاح صورة الوضع بأن الأرض بملكية فلسطينية خاصة.
وكان المكتب الوطني قد أصدر تقريرًا حول دور البنوك الاسرائيلية في تمويل الاستيطان، أشار خلاله إلى أن البنوك السبعة الكبرى في دولة الاحتلال، تدعم الاستيطان وتشارك في تمويله، وتحقق أرباحًا طائلة من ورائه.
ولفت الى إن المصارف الكبيرة في الاحتلال الإسرائيلي، بغالبيتها الساحقة، توفر خدمات تساعد على دعم وإدامة المستوطنات غير القانونية وتوسيعها، من خلال تمويل بنائها في الضفة الغربية المحتلة، وتوفر خدمات للمستوطنات وتشارك في بناء وحدات سكنية، وتعمل على توسيع المستوطنات من خلال الحصول على حقوق الملكية في مشاريع البناء الجديدة، ورعاية المشاريع حتى اكتمالها.
وتُسهّل هذه الأنشطة المصرفية نقل السكان اليهود إليها بشكل غير قانوني. وأصبحت المصارف التي تمول أو ترافق مشاريع البناء في المستوطنات شريكًا في التوسع الاستيطاني، وتشرف على كل مرحلة من مراحل البناء، وتحتفظ بأموال المشترين في حسابات الضمان، وتحصل على ملكية المشروع في حالة تقصير شركة البناء.
ومعظم هذا البناء يجري على الأراضي التي أعلنها الاحتلال الإسرائيلي (أراضي دولة)، والتي يمكن أن تشمل الأراضي التي انتزعتها بطريقة غير قانونية من مُلّاك الأراضي الفلسطينيين.
وفي حصيلة اجمالية لنشاطات الاحتلال الاستيطانية شهد النصف الأول من العام الحالي 2018 تسارعًا في أعمال بناء الوحدات الاستيطانية في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة بفارق كبير عن السنوات الماضية.
وبحسب إحصائية نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فقد شهد الربع الثاني من العام الحالي البدء ببناء 794 وحدة استيطانية مقابل 279 وحدة في الربع الأول من نفس العام.
وذكرت الصحيفة أن الضفة الغربية شهدت منذ بداية العام البدء ببناء 1073 وحدة استيطانية، وهو ارتفاع بنسبة 31 في المائة مقارنة بالعام الماضي الذي شهد بالفترة الموازية البدء ببناء 818 وحدة استيطانية.