قائمة الموقع

​مسيرات العودة تتصاعد ولا تراجع عن تحقيق الأهداف

2018-09-29T07:19:36+03:00
تصوير / رمضان الأغا

قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عشرات آلاف الجماهير الفلسطينية تندفع نحو السياج الاصطناعي غير آبهين بالنار وقنابل الغاز والقنابل الصوتية، فهم لم يهربوا من طائرات الاحتلال في ثلاثة حروب سابقة حتى يهربون من الرصاص والغاز.

بدا الجمع صامدا وقوة واحدة يتقدم ككتلة جماهيرية واحدة، يحملون رسائل بهذا الزخم : أن العودة حق وأن رفع الحصار حق أيضا.

الدخان الأسود يتصاعد بشكل كبير، والنار والقنابل في كل مكان، والاسعافات منتشرة وطواقمها لم يتوقفوا لحظة عن نقل الإصابات، كان المشهد عنيفا، ورغم ذلك الجماهير تندفع أكثر وأكثر نحو الأراضي المحتلة، لا خوف ولا تردد، أمام الغطرسة الإسرائيلية.

مشهد الطائرات الورقية "الحارقة" كان سائدا، الشبان يطلقون طائرة تلو الأخرى، تمر فوق دخان (الكاوشوك) قيادات فصائل تجسد وحدة ميدانية.

الشاب سامح (32 عاما) كان يقف على تلة ترابية في مسافة متوسطة ينظر إلى آلاف المشاركين في الصفوف الأمامية، يقول "إن الشعب لا يطلب شيئا كبيرا، بل يحمل مطالب إنسانية بحق العودة وفتح المعابر وتشغيل العمال.

كيف استقبلت تهديدات رئيس السلطة محمود عباس؟ "أعتبره طلقا فارغا لأنه دون شرعية ولا شعبية" هكذا رد على سؤال "فلسطين"، يشير بيده إلى الجماهير المحتشدة أمام السياج الفاصل "كما ترى هذا استفتاء على التفاف الفلسطينيين حول المقاومة والاستمرار بمسيرة العودة سنصبر ونتحمل في النهاية سيكون النصر حليفنا".

بجواره كان يجلس الشاب أحمد أحمد، يشير إلى أن حجم جموع المشاركين يتمدد ويزداد كثافة جمعة بعد أخرى.

يرد أحمد على تهديدات عباس بلهجته العامية "طز عليه"، مضيفا: "الرزق من عند المولى، والناس صابرة ومحتسبة وتعد نفسها لما هو أصعب من ذلك".

"الأقصى عزيز علينا وعلى المسلمين في وقت تخاذلت الدول العربية عن نصرته، فها هو شعب غزة يعبر عن حبه للأقصى ودفاعه عن أقصاه بكل الوسائل، رغم كل المؤامرات التي تحدث على غزة بتشديد الحصار" قالها الأربعيني أبو تامر.

ويقول عن مشاركته "جئنا لنؤكد أنه لا أحد يستطيع سلب حقوقنا، لن نذهب للأمم المتحدة ولا للمفاوضات، ولا لأي من الأساليب التي يتبعها بعض الناس، لأن شعبنا سيحرر فلسطين عن طريق الكفاح المسلح لأن كل العالم خذلنا".

ولا يشعر أبو تامر بالخوف بالاقتراب من السياج، لأنه يفضل الموت لأجل الوطن على الموت على فراشه، مبينا أن الزخم الجماهيري يدلل على حجم الإقبال على مسيرة العودة في كل جمعة، وهذا دليل التفاف الشعب حول مقاومته رغم الحصار والتضييق والتجويع، لأنه شعب مقاوم يريد الحرية.

وتوافقه زوجته التي كانت تقف وسط المتظاهرين، تؤكد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه، وأن الأقصى سيبقى عاصمة فلسطين، مهما تآمرت عليه أمريكا وعباس الذي يشدد الحصار على غزة، موجهة رسالة له "اعمل ما شئت يا عباس، نحن ماضون حتى فك الحصار عن غزة وتحرير فلسطين".

اخبار ذات صلة