قائمة الموقع

قسوة الآباء مفتاح فقد السيطرة على الأبناء

2018-09-25T07:32:15+03:00

أصبحنا نسمع شكوى من الآباء بسبب سلوكيات أبنائهم، حيث بدت تظهر عليهم صفات التسلط والأنانية، وبالتالي عدم قدرة الآباء على التحكم فيهم، والسيطرة عليهم، فيفقدوا السيطرة بذلك، ليدخل الآباء في حيرة حول كيفية التعامل معهم، ودون معرفة الأسباب التي قادت أبناءهم لذلك.. ففي أي عمر يفقد الأب سيطرته على أبنائه؟ وما الأسباب التي تدفع الأبناء لذلك؟ وكيف يمكن معالجة الأمر؟ هذا ما نتحدث عنه في السياق الآتي:

الاختصاصية النفسية د. نرمين اسبيتان قالت: "قد يفقد الآباء سيطرتهم على أبنائهم بسبب ادعاء الأبناء أنه أصبحت لديهم المقدرة على اتخاذ قراراتهم، وتراجع سلطة الأب في فرض أي قرار".

وأشارت إلى أنه قد يبدأ الآباء بفقدان نفوذهم على أبنائهم خلال مرحلة المراهقة، وهناك أسباب تدفع بالابن إلى فرض نفوذه، وبالتالي فقدُ والديه السيطرة عليه، ومنها أنه قد يكون الابن مسيرًا من أصدقائه، إلى جانب أسباب تعود لطبيعة مرحلة المراهقة من حب السيطرة، وفرض القرارات، وحب الاستقلال والاعتماد على الذات.

وأوضحت اسبيتان: "كما أن بعض توجيهات الآباء فيها أحيانًا شيء من القسوة، وعدم تفهمهم لطبيعة المرحلة الجسمانية والنفسية، إضافة إلى أن غياب الأب, شبه الدائم, عن البيت يعد أحد الأسباب التي تؤدي به إلى فقدان سيطرته على أبنائه".

وأوضحت أن الإهمال من الآباء يساوي الشدة في الوقت نفسه، فالمراهق في تلك المرحلة يحتاج إلى احتضان من الأسرة، وضرورة تفهم طبيعة المرحلة، ومعرفة تبعات التغيرات الجسمية.

ولفتت اسبيتان إلى أن الاهتمام الذي يلقاه المراهق من أصدقائه، والاحتواء، يجعلان خروجه عن سيطرة والديه أمرًا طبيعيًا، وأسلوب الأمر والنهي لدى المراهق غير مقبول، لأنه في هذه المرحلة يعتقد أنه هو نفسه من ينتقد الآخرين, ولكن لا يروق أن يوجه له انتقاد من أي أحد، فهذه مرحلة حساسة جدًا.

وتابعت حديثها: "كما أنه لا يحب أن يُتعامل معه كالطفل، فهو يرى نفسه في هذه المرحلة قد كبر، ولم يعد طفلًا بل أصبح رجلًا يمكن الاعتماد عليه".

وبينت اسبيتان أن هناك مشكلاتٍ قد تظهر بسبب خروج الأبناء عن سيطرة آبائهم، كالعناد والعصبية، والشجار الدائم مع الآخرين، والتمرد والاغتراب، ولا يتم العلاج إلا من خلال الاحتواء، والمصادقة واتخاذ الابن رفيقًا، وإتاحة الفرصة للتعبير وحرية الرأي، وعدم انتقاده مباشرة، وتعريفه بأخطائه عند قيامه بسلوك خطأ، وانتقاد السلوك وليس شخصه.

وأكدت ضرورة إشباع حاجاته الجسمية والنفسية، فالقصور في واحدة منها يسبب مشكلة، ولا بد من تعرف الأهل إلى أصدقاء ابنهم وإحضارهم للمنزل، وإتاحة المجال للاستقلال والاختيار والقرار، وتجنب القسوة أو الإهمال، أو السخرية منه، وعدم مناداته بأنه طفل صغير، وتحميله المسؤولية بطريقه تناسب عمره.

وختمت اسبيتان حديثها: "لا بد من استعمال أسلوب لين، بعيدًا عن لغة التهديد والوعيد والاستفزاز والعصبية، فالمشكلة لدى بعض الآباء هي أنهم لا يملكون القدرة على الانفتاح على أفكار أبنائهم، ولا يملكون أسلوبًا في التربية, يمكنهم من تغيير مواقف وسلوكيات أبنائهم، وعدم مواكبة الآباء لرعايتهم والتكنولوجيا الحديثة التي أحدثت تغيرًا جذريًا في حياتهم، وعدم تصحيح أخطاء الأبناء وفق منهج تربوي".

اخبار ذات صلة