قائمة الموقع

​"أبو المواسم".. يزيد تشبّث الفلسطيني بأرضه

2018-09-25T06:31:26+03:00

على أحرّ من الجمر، ينتظر المزارعون الفلسطينيون ما يعدّونه بالنسبة لهم ولأسرهم "أبو المواسم" استعدادًا للحظة قطف ثمار الزيتون وبيعها في الأسواق الفلسطينية والخارجية وتوفير مصدر دخل لهم يعيلهم طوال العام.

ويبعث موسم الزيتون في هؤلاء المزارعين روح التمسك بأرضهم في مواجهة أطماع سلطات الاحتلال التي لا تتوقف عن التضييق عليهم ومصادرة ونهب الأراضي لصالح المستوطنين بالضفة الغربية.

المزارع الفلسطيني حمزة العقرباوي (34 عامًا) من قرية عقربا شرق مدينة نابلس يمتلك أرضًا زراعية يجدّها في كل موسم زيتون، يقول: "علاقتي في أرضي قوية جدًّا لأني أقطف زيتونها بيدي".

وينظم هذا المزارع بمساعدة فريق تطوعي اسمه (تجوال سفر) نشاطات وحملات تطوعية لقطف الزيتون، إذ يختارون في كل عام أحد الفلاحين من إحدى القرى الفلسطينية، ويساعدونه في قطف الزيتون.

يقول العقرباوي لصحيفة "فلسطين": "يأتي المتطوّعون بدافع (شمة الهوا) وتغيير الجو، ونحن نحاول إعادة علاقاتهم بالأرض من خلال التطوع والمساعدة في قطف الزيتون".

ويشدد على أن "العلاقة مع الأرض تقوى حين يكون الجدّ باليدّ"، وفق تعبيره.

قيمة الزيتون

وتنبع أهمية شجرة الزيتون بما تنتجنه من ثمار الزيتون أو الزيت المستخرج بعد عصر الثمار، إضافة استخدام أغصانها اليابسة (الحطب)، والجفت –بقايا ثمار الزيتون بعد عصره- في التدفئة خلال فصل الشتاء، عدا عن كونها عمود أساس من أعمدة الاقتصاد الفلسطيني، حسب العقرباوي.

وأضاف: "الأهمية الأكبر بالنسبة لشجر الزيتون في فلسطين كونها تمثل محور الصمود في الوعي الفلسطيني، لمواجهة مخططات وأطماع سلطات الاحتلال الاسرائيلية التي استولت على معظم الأرضي المزروعة"، مستدلا بالمثل الشعبي "الزيتون ضرس الأرض" الذي يدل على أن شجرة الزيتون أكثر الاشجار التي تُعمر في فلسطين.

وعن أبرز العقبات التي تواجه الفلاح الفلسطيني خلال موسم الزيتون بيّن أن جزءًا كبيرًا من أشجار الزيتون موجودة في مناطق (ج) الخاضعة لسيطرة سلطات الاحتلال، الأمر الذي يحتاج إلى "تنسيق" من أجل الوصول إليها وجني ثمارها ولا يمنح الفلاح سوى يومين فقط، الأمر الذي يتطلب حضور المبادرين للمساعدة في قطف الثمار.

وأكد العقرباوي أن التضييق الذي يمارسه الاحتلال وعدم قدرة الفلاحين على الوصول بشكل دائم إلى هذه الاشجار والاعتناء بها، يؤدي إلى ضعف الأشجار مما يعود بالفائدة القليلة على المزارعين خلال الموسم، منددا باعتداءات المستوطنين المتكررة تجاه المزارعين في كل موسم بإطلاق النار صوبهم والضرب والاعتداء عليهم، مشيرا إلى الاعتداءات تكون أحيانًا بتواطؤ من جيش الاحتلال.

وتابع: "يعاني بعض المزارعين من الخنازير البرية (القادمة من المستوطنات) التي تهاجمهم وتعيق تحركاتهم في الأراضي الزراعية".

ونوه إلى أن ارتفاع أسعار الأدوات المستخدمة في قطف الزيتون "من مفارش وسلالم" من العقبات التي تواجه الفلاح الفلسطيني، مؤكدا أن الفريق التطوعي يحاول التواصل مع الجهات الرسمية من أجل توفير هذه المستلزمات لتحقيق إنجاز أفضل في مواسم قطف الزيتون.

وذكر أن المناطق القريبة من المستوطنات "تحتاج إلى فزعة، كما كان يفعل الأهالي قديما"، مشيرا إلى أنه حين يهل موسم الزيتون يتعاقب المتطوعون على المزارعين والفلاحين لتعزيز صمودهم ومساعدتهم في أعمالهم.

إنتاج سيئ..!

من جانبه، قال رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية وخبير الزيتون، المهندس فارس الجابي: "سوف يكون إنتاج الموسم هذا العام سيئًا جدًّا مقارنة بالأعوام الماضية، إذ من المتوقع أن يكون الإنتاج حوالي (7-8 آلاف طن)، وحين المقارنة بالأعوام الجيدة يكون الانتاج حوالي (35 ألف طن).

ويرجع الجابي أسباب ضعف الإنتاج إلى التغيّر المناخي التي طرأ على المنطقة، إضافة إلى قلة كمية المطر وعجز توزيع المياه في الضفة الغربية.

وأكد الجابي لصحيفة "فلسطين" أن الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين في الأراضي المحاذية للمستوطنات والطرق الالتفافية هي أبرز الصعوبات التي يعاني منها الفلسطينيون، إضافة إلى منعهم من دخول البساتين.

وأضاف: "يجد المزارع الفلسطيني صعوبة في توفير العمال الذين يساعدونه في قطف الزيتون، حيث إنه في الضفة الغربية يتم تحديد مواعيد لقطف الزيتون من قبل وزارة الزراعة، ولا أحد يتقيد في هذه المواعيد نظرا لأن غالبيتهم يعملون في الداخل المحتل، وبالتالي ينتظرون أيام العطل لدى اليهود ويستغلونها في القطف قبل موعده الذي تحدده وزارعة الزراعة، مما يؤدي إلى الحصول على كمية زيت أقل".

ويشدد على وجوب العمل بإرشادات وزارة الزراعة من أجل استخراج كمية أكبر ونوعية أفضل في موسم الزيت، إضافة إلى المحافظة على الأشجار، حيث لوحظ في الفترة الأخيرة وجود هجرة للأرض، ليس فقط تركها والرحيل، بل التردي في الخدمات المقدمة لها، مؤكدا على وجوب اعادة الاعتبار لأشجار الزيتون كما في سابق عهدها.

اخبار ذات صلة