قائمة الموقع

فلسطينيات يحيين أهازيج وأكلات تراثية "على خط النار"

2018-09-24T10:03:54+03:00
صورة أرشيفية

بالأكلات والأهازيج والأناشيد الفلسطينية تحيي السيدات التراث الوطني، خلال مشاركتهن في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، منذ يومها الأول في 30 آذار (مارس) الماضي.

الحاجة مريم أبو موسى (56 عامًا) إحدى النساء اللواتي تميزن بحضورهن ومشاركتهن في الفعاليات التراثية بمخيم العودة شرقي مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.

في الجمعة الأولى لمسيرات العودة لبست ثوبها الفلسطيني التراثي المزين بألوان علم فلسطين الأربع، وخرجت من بيتها "المؤقت" في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين قاصدة مخيم العودة شرقي المدينة، لترى أراضي آبائها وأجدادها في مدينة بئر السبع المحتلة جنوبي فلسطين المحتلة.

تحلم الحاجة الفلسطينية المكناة "أم خالد" بالرجوع إلى مدينتها الأصلية، رافضة البقاء في مخيم اللجوء، قالت: "كل لاجئ فلسطيني حلمه الرجوع إلى بلاده المحتلة، لأنه ما بشيلك غير أرضك، ومخيم اللجوء ما هو إلا مسكن مؤقت نقيم فيه".

"بدي أروح على مدينتي بأي طريقة، وبدنا نستخدم الوسائل كافة من أجل الرجوع لبلادنا المحتلة" هذا لسان حال كل اللاجئين الفلسطينيين الذين هجرتهم العصابات الصهيونية سنة 1948م.

وخلال حديثها عن العودة قالت أبو موسى لـصحيفة "فلسطين": "كنت أنا ومجموعة من النساء سعيدات جدًّا بمشاركتنا في مسيرات العودة، كل واحدة منا مارست هوايتها في إحياء التراث الفلسطيني من جديد".

خبز الصاج والطابون والجريشة أبرز الأكلات التراثية الفلسطينية، وكذلك أهازيج العودة من التراث الفلسطيني.

أضافت أبو موسى: "خبزنا الصاج على نار الحطب، وطبخنا الجريشة، وأنشدنا للعودة من أناشيد تراثنا الشعبي التي كانت تنشدها النساء في الأفراح، وزففنا عرسانًا بمحاذاة السياج الفاصل، ووزعنا الماء على المشاركين".

تابعت: "كنت أخبز خبز الطابون في بيت على فرن الطينة، وأوزعه على المشاركين الذين لا يجدون ما يسدون به جوعهم، لأنهم انشغلوا بالمخيم منذ الصباح".

مشاركة رغم الإصابة

ورسمت الخمسينية وصديقاتها هناك لوحة جميلة تجسدت فيها وحدة الشعب الفلسطيني.

وبالرغم من صور النضال السلمي لأولئك النساء خلال مسيرة العودة: (الشعارات والأناشيد والأكلات التراثية الفلسطينية) لم يرحمهن الاحتلال، إذ أمطرهن بوابل من الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وصل إليهن في الخيام.

بعد أن التقطت أنفاسها كأنها اشتمت رائحة تراب مدينتها قالت: "أعيش في حياة وأمل وإشراق، وأشعر بسعادة كبيرة بمجرد مشاهدة أراضينا المحتلة".

وعقبت أم خالد على مقابلة الاحتلال مشاركتها في المسيرات السلمية بالعنف: "أنا في بئر السبع زرعت قمحًا وشعيرًا، وهم (الاحتلال) زرعوا مفاعل "ديمونا"، أنا زرعت تينًا وزيتونًا وهم زرعوا قنابل وسمومًا".

وأكدت إصرارها على استمرار مشاركتها في المسيرات رغم إصابتها عدة مرات، مشددة على أن الاحتلال لن يفلح في محاولاته لمحو الوجود الفلسطيني الممتد في أعماق فلسطين.

ولم تكن أم خالد وصديقاتها وحدهن في هذه المسيرة، إذ بادرت الناشطة الإعلامية وردة الزبدة (37 عامًا) من مدينة غزة بفعالية دعت خلالها صديقاتها في 31 آب (أغسطس) الماضي لحضور "غديوة العودة" شرقي غزة.

هذا الاسم الذي أطلقته وردة على مبادرتها التي نفذت ضمن فعاليات مسيرات العودة يدل على رسالتها، قالت: "ليس هناك شيء أكثر سلمية من أن نأخذ طعامنا ونجلس نتناوله قبالة بلادنا المحتلة".

وأضافت الزبدة لصحيفة "فلسطين": "ولدت الفكرة بعد المشاركة المتكررة في مسيرات العودة، لجمع أكبر عدد ممكن من الصديقات ضمن فعالية مميزة، من أجل تعزيز روح المشاركة في المسيرات".

تنوعت سفرة المشاركات بالأكلات المختلفة، حاملة الطابع التراثي، والأكلات الشعبية الفلسطينية مثل: المقلوبة والملوخية والبامية، وبعض الأكلات الشامية مثل الكبة، إضافة إلى أنواع الحلويات المختلفة التي تصدرها طبق حلوى مميز، زين وجهها بكتابة: "مسيرة العودة مستمرة".

وحظيت الفعالية بالتفاعل الكبير والمشاركة الواسعة، وكان من المشاركات أم الشهيد المسعف موسى أبو حسنين.

وجهت الزبدة رسائل إلى الشعب الفلسطيني في فعاليتها، أولاها أنه يجب توعية الأطفال أن لهم أرضًا محتلة يجب العودة إليها، ثانيها أن المشاركة في المسيرات حتى لو كانت بتنظيم الرحلات العائلية وموائد الطعام المختلفة هي أداء للواجب الوطني.

اخبار ذات صلة