قائمة الموقع

​ليست غسيلاً للحبال

2017-01-21T07:51:32+02:00
صورة تعبيرية عن حبال الغسيل

إن العلاقات عقدٌ مُعرض للانفراط في أي لحظة، فهل لدينا الاستعداد لحفظ لحظاتٍ حميمية بين حباته؟ أم أن خبايا العلاقات ستنشر كغسيل على الحبال بمجرد انفراط العقد؟ هل هناك نزعة العدوانية في بعض النفوس المريضة حتى تصل لدرجة التجني والافتراء بالزور والبهتان على أحد ما، من أجل تحقيق مصلحة شخصية؟ وهل يقدر من أقدم على هذا حجم النتائج المترتبة على ذلك وماهيتها و تبعاتها؟

إن مجتمعنا يعاني من فرط الثرثرة، حيث لا يستطيع المرء منا أن يضع لسانه للحظات في فمه، و بالتحديد عندما يتعلق الأمر بالمصالح الشخصية.

ربما لفت انتباهي إقدام البعض على تشويه سمعة آخرين لتحقيق مآرب في نفسه، ربما يحاول أن يجد لها غطاءً شرعياً، لكن للأسف يلحقها بالزور و البهتان، مما يُشككنا في ماهية مفهومه للدين و الشرع، بمعنى: كيف يقبل زوج على نفسه أن يشوه سمعة زوجته، أمّ أبنائه، التي أمضت معه ردحاً من الزمن، كما يقولون: ( على الحلوة و المرة) ينعتها بأبشع الصفات، و الكلمات البذيئة النابية، و يتجول بين الناس و لسانه يهدر بالتهم المختلفة لزوجته، يتحدث عنها بالسوء، و كأنها لم تكن يوما زوجته، و لم تنجب له أبناء، و لم تحفظ بيته، يفعل هذا و هي لا تزال على ذمته، و هي لا تزال ترعى بيته، و تحمل اسمه، هو يسعى لزواجٍ ثان بينما يهدم زوجته الأولى من أجل أن ينال مبتغاه، لأنه ربما يعلم أنه غير محق في أمور عدة، فيلجأ إلى الكذب ليحصل على توقيع، تناسى و لم يفكر في نتائج الأمور، تسيطر عليه النزعات، لو حفظ الود مرة، لحفظ لزوجته كرامتها، فلم يهنها، و لم يتجن عليها، و لم يتركها فريسة للألسنة، هل تموت كل لحظات الخير بيننا و تنعدم حتى يفعل الرجل بأهل بيته هذا؟ أي رجولة تلك؟ أي شرع يعرفونه أولئك البشر؟ كيف لا يفكرون بأبنائهم و بناتهم؟ أشعر بأن الغشاوة تربض في عرين قلوبهم و عيونهم، حتى تفوقت الأنانية على كل هذا.

لربما ينسى الرجل عفوا ( المدعو رجلا) بأن صورته ستهتز أولا : أمام أبنائه، ثانيا: في عين زوجته، و لا أظنها تقبل بذمته بعدها، فهي أوسع مما تخيلت يوما، ثالثاً: أمام المجتمع بعد أن يدرك الحقيقة كاملة، هل غامر باحترامه لذاته و غامر باحترام الناس له بشيء من عرض الدنيا؟ لربما نسي البعض بالتحديد في هذا المضمار الآية الكريمة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾

[سورة النساء] و لم ينسوا ذلك فحسب، بل نسوا أيضا قوله تعالى : (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) 229: البقرة

أين الإحسان في مثل هذا؟ إن كنت كرهتها، فدعها بطهرها و نقائها بعيدا عن تدنيسك، و في المقابل لا يحق للمرأة فعل ذات الأمر مع الزوج، ربما ذكرنا الرجال لغلبة الأمر عليهم، خبايا علاقاتنا ليست غسيلا ننشره على الحبال لكل من هب و دب. أين آداب العشرة، وحفظها؟ لا يقتصر الأمر على الأزواج فقط، بل تطال يده العلاقات بشكل عام، فبمجرد خلاف بين طرفين لا يلبث أحدهما أن يطعن في ظهر الآخر، و ينسى كل الخير معه، و ينسى موجبات العلاقات من الصبر و التفهم و الاحتواء، لماذا لا تذوب العلاقات إن أردنا تذويبها بسلاسة و احترام ؟ ما جرنا للحديث عن هذا و بخاصة الأزواج هو تفشي الظاهرة في المجتمع، ينشر الغسيل، و لا تجف تبعات نشره، و ننسى النتائج، لأن البعض يحيا بطور الآنية و بريقها. ألا أيقظتم ضمائركم ودعوتموها للصحوة، كي تخضر علاقاتنا، و نقلل من مساحات الصحراء بيننا.

اخبار ذات صلة