أطلق أهالي مدينة البيرة شمال مدينة القدس المحتلة اسم الشهيد باسل الأعرج على الشارع الذي استشهد فيه، للحفاظ على إرث الشهداء وثقافتهم أمام سياسة الاحتلال الرامية لشطب فكرة المقاومة من عقول الفلسطينيين.
وأعلن أهالي الحي الذي استشهد فيه "الباسل" في بيان صحفي صدر مؤخرًا، عن "إعادة تسمية الشارع الذي ارتوى بدماء الشهيد باسل الأعرج ليحمل اسمه، إيمانًا منّا بأهمية الحفاظ على إرث الشهيد وثقافته وتضحياته أمام سياسة الاحتلال الساعية إلى محو كل ما يتعلق بالكفاح والبطولة الفلسطينية من الوجود".
وأكد منسق العريضة، التي قدمت لبلدية البيرة لتعديل اسم الشارع، فادي قرعان، على الدور الفردي والشعبي لإحياء ذكرى الشهداء وتفاعل المواطنين معها.
وأوضح قرعان لصحيفة "فلسطين"، أنَّ الفكرة بدأت منذ خمسة أشهر من شباب الحي المهتمين بالعمل الاجتماعي والسياسي، إذ نظموا لقاءً مع رئاسة البلدية طلبوا خلاله إعادة تسمية الشارع، لافتًا إلى أن الأخيرة وضعت عراقيل عدة حيال ذلك، منها إتمام الشروط القانونية التي تنص على تقديم عريضة للبلدية باسم أهالي الحي تحمل موافقتهم على إعادة التسمية.
وقال: "بالفعل جمع هؤلاء الشباب تواقيع أهالي الحي في عريضة وقدموها لبلدية البيرة حملت موافقتهم على إعادة تسمية الشارع باسم الشهيد باسل الأعرج".
ونبّه إلى أنه وعلى الرغم من ذلك، جرى تأجيل إعادة التسمية عدة مرات، حتى تسلم الأهالي رفضًا من البلدية بإعادة تسمية الشارع دون ذكر أي سبب، مضيفًا: "لم نفهم مبررات البلدية للرفض".
واستدرك قائلًا: "ولكن بلغنا أن ضغوطًا سياسية مورست على أعضاء البلدية لرفض الفكرة"، معتقدًا أن لأجهزة أمن السلطة في المدينة دورًا في ذلك.
وأردف قائلًا: "المهم هو تحقيق إرادة الأهالي بإعادة تسمية الشارع"، موكدًا أن العمل في مدينة البيرة يمهد لفكرة أكبر وهي إعادة تسمية المناطق والأحياء والشوارع في مدن فلسطين كافة من النهر إلى البحر، بأسماء أبنائها الشهداء الذين ناضلوا بدمائهم فداءً للوطن، أو وضع رموزًا مختلفة في تلك الأماكن إحياءً لذكراهم وتذكيرًا بأعمالهم النضالية وتشجيعًا على السير في دربهم الذي سلكوه من أجل تحرير فلسطين.
وجاء في بيان أهالي الحي "مدينة البيرة مزينة بأسماء الشهداء العظماء، وهي مدينة ذات عزة وشهامة ووطنية تناضل دومًا من أجل الحقّ، ولذلك فقد سميت العديد من شوارعها بأسماء الشهداء تعزيز لوعي الشباب الفلسطيني والأجيال القادمة بأهمية التضحية وحب الوطن أمام احتلال يسعى كل يوم إلى إذلال سكان الوطن والاستيلاء على أرضه".
وأضاف البيان: "أصبح الشهيد باسل الأعرج رمزًا فلسطينيًا، وصفه الفلسطينيون بالعاشق الصادق، ووصفته الصحف العربية والعالمية بالمثقف المشتبك، وذلك لحبه وتضحيته من أجل وطنه الحبيب فلسطين"، لافتًا إلى أن الأعرج سكن البيرة لنحو خمس سنوات، ودرس تاريخها، وتاريخ شهدائها الأبرار وأسس فيها عمله الثقافي.
وتابع: "تقديرًا للشهيد باسل الأعرج وإكرامًا لفكرة الشهادة من أجل الوطن، سيبقى هذا الشارع على مر الزمن باسمه"، داعيًا أهالي الحي والمدينة إلى ترقب حفل افتتاحه.
واستشهد باسل الأعرج في 6 مارس/ آذار2017 عندما اقتحمت قوة خاصة من جيش الاحتلال منزلًا تحصن به في مدينة البيرة قرب رام الله، بعد اشتباك استمر لمدة ساعتين، وحين نفذت ذخيرته أجهزت عليه القوة واختطفت جثمانه.